صفحة الكاتب : سليمان الخفاجي

خفة الريس مرسي!!
سليمان الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ماذا جنى المصريون من مسيرة نصف قرن في ركب القومية والعروبية وحكم العسكر والصراع السطحي والوهمي مع اسرائيل غيرالاستعباد والاذلال والمعتقلات والاستهانة بكرامة الانسان المصري ومسخ شخصيته وجعله اشبه ببغاء يردد شعارات وعبارات ومصطلحات الريس والقضية والديون والتنمية والرغيف المدعوم وطوابير الجمعية ومشاكل السكن وازمة الموصلات. ولا اريد ان اكون مصريا اكثر من المصريين الا انني كعراقي كنت ضحية وكبش فداء لهذه السياسية واحد ابناء هذه الفترة ولي مشاهدات مع ملايين المصريين الذين اجتاحوا بلادي ابان حرب الثمان سنوات والتي زج في محرقتها ملايين ابناء بلادي وخيرة شبابه فيما كان المصري معزز مكرم وبغض النظر عن الغاية الاساسية من وراء استبدال الشهداء والمغدورين بالمصريين وبعيدا عن السياسة ودهاليزها والمؤامرات وكواليسها استقبلنا هم كاخوة والبعض كصهر واخرين عاشوا كاسياد ومنهم من بقى والاخر رحل الا ان الجميع لازال يتغنى بالعراق والعراقيين وكرمهم وطيبتهم و يستذكر الحفاوة والاخوة والشهامة في احلك الظروف.فمن حقي ان اتكلم عن ماساة المصري بصفتها تؤم لماساتي ولاتختلف عن معاناتي سوى في العنوان اما التفاصيل فتكاد تكون نسخة كاربونية فالبوليس ومباحث امن الدولة والجيش والتجنيد الالزامي والتسلط من قبل العسكر والافقار والبؤس وانعدام الحريات والتمجيد بصنم والنظر الى نعم الغير وبذخ الاخرين وروح البغضاء تجاه الشعوب الاخرى كالشعوب الخليجية وامل الهجرة من البلاد باي طريقة كانت سجن كبير لايخلص منه سوى عبور الحدود وان لاترى حاضر يافندم ونعم سيدي. واليوم مضى حسني الخفيف ومن المفترض انه زالت تلك المعاناة وعلى من خلفه يعمل على تعويض هذا الشعب من كل تلك السنين العجاف وان يجلب الخير ويعمل على اسعاد الفقراء وانصافهم وعكس الصورة السلبية والنظرة السوداوية لابناء الشعب المصري تجاه المستقبل فعلى الريس مرسي ان لايكون اخوانيا بالمصريا وان لايكرر اخطاء سلفه وان لايسير بنفس الاتجاه من الارتباط بمنظومة لم تاتي لمصر وشعبها غير الذل والهوان, الا ان ما يحدث اليوم لايبشر بخير للمصريين فلم يتغير شيء لا على مستوى السياسة الاقتصادية ولا على مستوى الرعاية الاجتماعية ولا على مستوى السياسة والتي اغرقت مصر بها سابقا ودخولها كرأس حربة في مفاوضات الاذلال مع اسرائيل وربط مصيرها باتفاقية كامب ديفيد ولازالت غارقة تائهة في تبعات تلك السياسة. و مع سياسة الريس مرسي والذي تحول سريعا للعب نفس اللعبة والسير على نفس الطرق الذي اجبرت وجبلت عليه مصر وشعبها فبين أخونة مصر والذهاب بها نحو عداء الاخرين وتوريطها اكثر في الديون نرى مرسي يدخل مصر في اتون المعمعة الطائفية وهو يتحدث بالنيابة عن السعودية وقطر في ملف سوريا والتخويف من المد الشيعي وتكريس المصريين باتجاه ايران وحزب الله والمقاومة كما فعل قبله حسني مبارك, مبادرة مرسي في الشأن السوري والتي يجزم المراقبين بانها ولدت ميته اضافة الى خطابه في قمة دول عدم الانحياز والتي راحت وابتعدت في ملفات التاريخ والتفتيش في اوراق الماضي والاصطفاف في جهة اراد المصريون الابتعاد عنها في زمن ما بعد العسكرة كما املوا ان يزهر ربيعهم سريعا لكن مرسي زرعها شوك بخفته وعجلته واختصاره الطرق والارتماء باحضان الزعامات الافتراضية وهو يأمل ان تتعملق الجمهورية الاخوانية المصرية العربية امام الزعامة الافتراضية والكلاسيكية لقطر والسعودية الزعامة الاردوكانية بمواجهة العدو المصطنع والمد الشيعي والتخويف منه بمناسبة وبغير مناسبة ومن ايران وخطرها ليبقي على عزلة مصر ويزيد اوضاعها الداخلية تدهور وسوء وتحميلها بهموم خارجية واعباء وازار هي في غنى عنها ليكتسب لقب الريس مرسي الخفيف وبكل جدارة خفة في الاداء وقصر البصر وضيق الفكر وقصر النظر فمتى ترتاح الشعوب العربية ومتى تتحرر مصر وشعبها من قيود الماضي والذهاب الى المجهول .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سليمان الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/10



كتابة تعليق لموضوع : خفة الريس مرسي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net