عدنان السراج يضع المالكي بإحراج
حسين علي الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في الوقت الذي تتبنى فيه الحكومة العراقية موقفاً سلبياً من الشعب السوري واقبلت على فتح منافذها الحدودية باستحياء ثم عادت فأغلقتها ، ظهر الناطق باسم دولة القانون ومدير مركز العراق للتنمية الاعلامية الدكتور عدنان السراج ومن على شاشة قناة الفيحاء ضمن برنامج الملحق فأدلى بمعلومات ان كانت صادقة فهي ستضع المالكي بإحراج امام اتباعه وقيادات حزبه واركان حكومته وان كانت غير ذلك فهذا دليل التخبط وعدم القدرة على توحيد الخطاب السياسي لأعضاء كتلة دولة القانون .
فقد تحدث السراج عن علاقة امريكا بالعراق وما تشهده المنطقة من احداث متسارعة مشيراً الى الاتفاقية الامنية التي وقعتها الحكومة العراقية مع الولايات المتحدة الامريكية والتي بحسب السراج لم تفعل لحد الان بسبب عدم قدرة العراق على الاستفادة منها لأنه بحاجة الى اعادة صياغة البنى التحتية حتى يستطيع ان يعتمد على هكذا اتفاقية .
وبين السراج ان بصمات الامريكان على العملية السياسية بحاجة الى تصحيح من بيها قانون اجتثاث البعث ومجلس الحكم والهيئات المستقلة وهذه البصمات لا زلنا ندفع لليوم ثمنها ولابد من تصحيحها .
وعن قوة عودة امريكا الى العراق اوضح السراج ان التجربة الديمقراطية في العراق قبل احداث سوريا لم تكن تحت اي تهديد ولكن تطور الاحداث في سوريا وما تمثله من خطر على العراق دعا امريكا للتفكير بالعودة للعراق من اجل حماية العملية الديمقراطية ما اجبر امريكا على اعادة حساباتها وقبولها دعوات البدء بعملية تسليح الجيش العراقي والاهتمام بهذا الجانب بجدية اكثر من قبل .
وما يثير الاستغراب التصريحات التي اطلقها السراج بخصوص موقف الحكومة من الرئيس السوري حيث اكد ان العراق لم يكن محايداً في هذه القضية ولم يبقى ماسكاً العصى من الوسط حسب وصفه بل هو يتحدث عن اسقاط نظام بشار الاسد ولكن بطرقة سلمية فهو لا يريد اسقاطه بطريقة العسكرة واستخدام السلاح وعملية اثارة الفتنة الطائفية وعملية تقسيم البلد وتمزيقه وهذا ما سوف يؤثر ليس على العراق فقط بل على الوضع الاقليمي.
وهذا ما اعتبره متابعون تغيراً في موقف الحكومة العراقية تجاه ما يحصل في سوريا خاصةً بعد ادعاءات السراج برغبة المالكي وحكومته بإسقاط بشار الاسد وعدم بقائه في السلطة مع عدم تولي السلفيين السلطة الذين يسعون لمد نفوذهم الى مدينة الكوفة حسب قول السراج.
يذكر ان عدنان السراج يعمل مديراً عاماً في وزارة الشباب التابعة لكتلة دولة القانون التي تعد من اكثر الوزارات فشلاً في ادائها واكثرها انتشاراً في الفساد الاداري والمالي اثار بتصريحاته تلك علامات استفهام كثيرة واكثر منها علامات تعجب حتى بات المواطن العراقي يشعر بالحيرة من تناقض التصريحات والمواقف تجاه ما يحصل في سوريا مشيرين الى وجود ضغوط من قبل الجانب الامريكي على العراق للاصطفاف مع التوجه الداعي لتنحي بشار الاسد عن الحكم وهذا ما برز بعد زيارة رئيس قيادة الاركان المشتركة الجنرال ديمبسي الى بغداد ولقائه بالمالكي .
ويبقى المواطن العراقي في حالة ترقب لما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا ويصاحب حالة الترقب موجة استهجان و استنكار شديدين لاندكاك العراق في القضية السورية ملمحين الى وجود اجندات اقليمية تنفذها الحكومة العراقية الهدف منها دعم بشار الاسد رغم ما تقوم به اجهزته الامنية وجيشه بعمليات قتل وتدمير طالت كل المدن والقرى التي انطلق ابنائها بمظاهرات مناوئة لحكمه في حين تبنت بعض الدول العربية والاقليمية من توفير دعم كبير لقوى المعارضة وصلت الى تجهيزهم بالسلاح .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حسين علي الخفاجي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat