مدينة الالعاب(ممنوع دخول الفقراء)
علي ساجت الغزي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي ساجت الغزي

خرجت يوم العيد بملبس جديد اقول لاصحابي هيا الى الدكاني ...
انشودة جميلة نرددها في ايام العيد من كل سنة ونحن ذاهبون الى مدينة الالعاب التي كانت اجمل شي يسعد به الطفل حيث كان الواحد منا يستيقظ باكرا لجمع العيديات من الاهل والاقارب، نمر من بيت الى اخر ومن شارع الى شارع، فرحين بملابس العيد الجديدة، يكون مصير ما جمعنا الى الحدائق التي تحتوي العابا كـ(المراجيح والزحليكات) تغمرنا سعادة ويملء صدورنا الفرح، هذه الحدائق او مدينة الالعاب كانت تكرس طفولتنا وصبانا والعابها تمتص جميع انفعالاتنا، نخرج منذ الصباح ونعود مساء، لا ندع اي لعبة تفوتنا.
اما وجبة الغداء فكانت داخل المدينة وليس هناك فرق بين فقير وغني , كانت الحكومة تدعم دخول الاطفال مجانا وتدعم اسعار بطاقات الالعاب حيث كان العائلة الفقيرة والغنية يستمتعون بالدخول الى المدينة الجميلة وهذا ليس مدح بالحكومة المقبورة لكن هذا واقع عشناه جميعا... لكن وبعد فترة النهوض العمراني والانتعاش الاقتصادي ابان سقوط النظام الفاسد جاءت حكومة الجشع حيث كتب على مدينة الالعاب الجديدة ممنوع دخول العوائل الفقيرة ولا يحق للطفل الذي لا يملك مبلغ 50 الف دينار ان يفرح ون يركب الالعاب وذلك لارتفاع بطاقات الالعاب التي يصعب على الفقير الاشتراك فيها، اكثر من ذلك سعر دخول المدينة الباهض الذي يضيف عبئا على كاهل الفقير ليكتفي بالنضر من خارج الاسوار بعين الظلم له وللحاجة التي لا يستطيع مجاراتها يعيش طفولته التي يشعر باستكمالها في دخوله الى هذا المكان، ناهيك عن اسعار المشروبات وباقي المقبلات والحلويات وحتى سعر البالونات التي يشعر انها تحلق به الى عوالم استكمال الحلم وكانه يطير معها وبها.
الاب والام لا يملكون لدفع ذلك حول ولا قوة، يكتفون بالحسرة والالم بعدما يرون الحرمان في عيون ابنائهم او يضمونهم الى صدورهم ليفرغوا جرعات الحنان التي تمنعهم مشاهدة ما لا يستطيعون توفيره من مبلغ دخول المدينة، الذي قد يصل الى نصف راتب الاب الشهري(ان وجد راتبا اصلا).
السبيل الوحيد للفقراء تصبير اطفالهم والذهاب بهم الى الامكنة المجانية وبالتاكيد فان تلك الامكنة تفتقر الى جميع وسائل الترفيه والراحة بالنسبة للاطفال ولا توجد العاب كالتي يشاهدونها من خلف الاسوار،لسان حاله يتسائل، دخل جاره الميسور وصديقه المتمكن فلماذا منعت منها؟..
وكأنما القدر فرز هؤلاء عن هؤلاء وهي عملية مقصودة الهدف فما ذنب الفقراء يحرمون حتى من المتنزه المجاني، مع مراعاة ان القائمين على تلك المنزهات والموظفين يتعذرون دوما (بسقي الثيل).
يبقى الاب هو المتألم على ابنه الذي يشعر بانه ضحية للجشع وعدم اهتمام الحكومة المتناسية لتلك العوائل .. صحيح الاستثمار قائم على قدم وساق والبلد يندفع نحو الامام ويتقدم لكن لا بد من لنا وقفة والتفات للعوائل المحرومة، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat