صفحة الكاتب : صفاء ابراهيم

السياسة الامريكية بين الاسقف بوش والشيخ اوباما
صفاء ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 السياسة الامريكية بين الاسقف بوش والشيخ اوباما
صفاء ابراهيم
ahleen65@yahoo.com
2010 / 5 / 16
الانتخابات الامريكية الاخيرة كانت لها افرازات قد يعتبرها البعض غاية في الاهميه لاسباب اولها انها قد اتت بأول رئيس اسود الى البيت الابيض منذ نشوء امريكا في الوقت الذي مازال فيه السود يتعرضون للتمييزبسبب لون بشرتهم وثانيها الخلفية العرقية للرئيس المنحدر من اصل افريقي وثالثها الخلفية العقائدية للرئيس الجديد المتولد من اب مسلم وام مسيحية ورابعها خلفية اوباما الاجتماعية كونه من عائلة فقيرة مسحوقة ولم يكن ابن رئيس كسلفه ولا من اصحاب الشركات الكبرى كمن تقدمه وخامسها ان انتخاب الرئيس جاء في وقت من احرج الاوقات التي تمر بها البلاد في اطار التهديدات الجدية التي يتعرض لها الامن القومي الامريكي وما يسمى بالحرب الامريكية ضد الارهاب
فوز اوباما كان متوقعا في ظل الكراهية الشديدة التي نالها سلفه جورج بوش الابن بسبب سياسات الولايات المتحدة الامريكية على الصعيد العالمي وسياساته هو على الاصعدة الداخلية
يحلوللبعض ان يسمي بوش الابن بالمسيحي المتدين ويحلو للبعض الاخر ان يسمى اوباما بالمتحرر المعتدل ويحلو لبعض الاسلاميين ان يعتبروا بوش عدوا للاسلام بسبب حروبه في افغانستان والعراق ويحلو للبعض الاخر منهم ان يعتبروا اوباما قريبا من الاسلام بسبب خلفية والده الاسلامية وبسبب بعض تصريحاته التي تشير الى احترام الدين الاسلامي ورموزه والتفريق بين الاسلام والافكار المتطرفة ذات الصبغة الاسلاميه خطاب اوباما في القاهرة اعتبره البعض فتح الفتوح وامتدحه الكثيرون واشادوا به مع ان الرجل لم يأت فيه بجديد
اوباما نال بعد اقل من سنة من توليه الرئاسة جائزة نوبل للسلام وصفق له الحاضرون طويلا في استوكهولم وهو يتسلمها بابتسامته الصفراء المعهوده
لماذا يطالبون بمحاكمة بوش باعتباره مجرم حرب ويمنحون اوباما جائزة نوبل للسلام اسوة بنيلسون مانديلا المناضل المشهور؟ بماذا اختلف اوباما عن بوش ليحاط بهذا التكريم؟ وماذا فعل بوش اكثر من اوباما ليشيع مصحوبا باللعنات؟بماذا تغيرت سياسة الولايات المتحده في عهد اوباما عن سياستها في عهد بوش؟
اليست القوات الامريكية ما تزال تحتل العراق؟اليست قوات الناتو بقيادة امريكا باقية تكتم على انفاس الشعب الافغاني منذ تسع سنوات والى امد غير معلوم؟هل تغيرت سياسة امريكا تجاه صراع الشرق الاوسط؟ اليست غزة محاصرة؟ واسرائيل ترفض تطبيق قرارات الشرعية الدولية و لاتقبل وقف الاستيطان وهي تضم اراضي القدس والضفة شيئا فشيئا؟ ومع هذا مازال اوباما يجدد بمناسبة ودون مناسبة تأكيده التزام ادارته بضمان امن اسرائيل ودعم حكومته اللامحدود لها اليست القواعد الامريكية مازالت تفترش انحاء العالم المترامي؟ الم يجدد اوباما تاييده لسياسة الدرع الصاروخي في اوربا؟ تلك السياسة التي بدأها سلفه بوش الابن وتوالت الانتقادات الموجهه اليه بسببها
هل تغيرت سياسة اوباما عن سياسات سلفه بوش فيما يخص التهديد النووي الكوري الشمالي؟ ام تغيرت تجاه الاستخفاف الايراني بمطالبات المجتمع الدولي تجاه برنامجها النووي المثير للجدل؟ ام هل تبدلت سياساته عن سياسات سلفه في مسائل من قبيل توسيع حلف الناتو ومنظمة التجارة العالمية ومعاهدة الحد من التأثيرات المناخيه؟
امريكا ايها السادة دولة مؤسسات وليست دولة اشخاص وبالتالي فليس من المتوقع ان تتغير سياساتها بتغير رؤساءها
ولرب سائل يسأل كيف لا تتغير مادام الرئيس الخلف من حزب اخر غير حزب الرئيس السلف؟وكيف لاتختلف سياسات الاحزاب الامريكية ومناهجها؟
لهذا السائل اقول ان الديمقراطية الامريكية الفريدة التي يتناوب فيها الحزبان الديمقراطي والجمهوري السلطة منذ اكثر من قرنين لا تسمح بمثل هكذا تباين , اذ انهما قد يختلفان بخصوص بعض المسائل الداخلية من قبيل حق الاجهاض من عدمه وبحوث الخلايا الجذعية وقبول الشاذين في القوات المسلحة والضمان الاجتماعي والضرائب وكيفية فرضها اما في مسائل الساسة الخارجية التي تهم مصالح الولايات المتحدة وامنها القومي فهيهات ان يختلفا
لا يختلف الشيخ اوباما الذي يقود امريكا اليوم عن الاسقف بوش الذي كان يقودها بالامس في شيء وبالتأكيد سوف لن يختلفا بشيء عن الحاخام (س) الذي سيقودها غدا لان امريكا تغير رؤسائها ولا تغير سياساتها


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفاء ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/07/30



كتابة تعليق لموضوع : السياسة الامريكية بين الاسقف بوش والشيخ اوباما
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net