قمة مكة .. أسوء قمة عقدتها الأمة الإسلامية
علي حسين الدهلكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من خلال متابعتنا لقمة مكة تأكد لنا منذ البداية إن هذه القمة سوف لن تأتي بجديد للإسلام والمسلمين، وسوف لن تجلب لنا غير التأمر والخذلان وستخرج عنها القرارات التي مللنا سماعها ، والمعروفة نغماتها على السلم الموسيقي المخصص للقمم وهو ندين – نستنكر – نوصي – نطالب - نتعهد – سنشكل لجنة .
بعدها يخرج المجتمعون ويركبون طائراتهم وتتطاير كل ما اتفقوا عليه باستثناء خيانة الأمتين العربية والإسلامية فهذا ينفذ مائه بالمائة بل ويزيدونه ألفا.
إن قمة مكة كانت قمة للتآمر بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، فهي كذبت ما صدّقه الآخرون ، وصدّقت ما كذبته هي نفسها ، فكانت قمة الدجل الأخلاقي والابتزاز السياسي لأنها ناصرت الباطل على الحق ، وألغت مشاعر الملايين من المسلمين بجرة قلم .
هذه القمة التي حضرها 40 رئيسا من أصل 57 كانت تمارس الكذب المعهود بمناصرة القضية الفلسطينية وتتعهد بدعم انضمام فلسطين للأمم المتحدة ، وهذا خداع ما بعده خداع ، واعتراف صريح بان هنالك من بين هذه الدول من يعرقل انضمام فلسطين للأمم المتحدة .
ثم لو أراد العرب والمسلمين مناصرة فلسطين فعليهم أن يصدقوا وعودهم السابقة بتحرير القدس وجعلها عاصمة لفلسطين ، ولكن هذا الكلام أصبح من الممنوعات على العرب والمسلمين بفرمان صهيوني أصدرته الكنيست الإسرائيلي لبعض الحكام لمسلمين في قمة مكة .
أما فيما يخص سوريا فهنا اتفق العرب على الخيانة عندما قرروا تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي ، ورغم الكراهية الموجود لحكام سوريا والبعث ، إلا إن تعليق عضويتها كان بأمر من محور دول الشر العربي والإسلامي الذي تترأسه قطر والسعودية وتركيا .
وبالرغم من إن هذا التعليق سوف لا ينقص أو يزيد من الحكومة السورية إلا إن ما يؤلم في الموضوع هوان يكون المجرم هو نفسه القاضي ، فمن أباح لدول الشر الإسلامي الثلاث أن تتحكم بمقدرات شعب له قراراته وله طموحاته .
والأمر المضحك في هذه القمة انه بعد إقرار تعليق عضوية سورية نجدهم يؤكدون بضرورة صون وحدة واستقلال الأراضي السورية ، وهذه العبارة المقيتة لم تخلوا منها أي قمة من القمم التي عقدتها دول الشر، فهي العبارة التي أصبحت نذير شؤوم على الشعوب المقصودة بها .
حيث يكون ظاهرها صون الأراضي وباطنها قسموا الأراضي إلى دويلات ، إن ورود هذه العبارة في البيان الختامي أعطتنا الدليل الأكيد على إن من اجتمعوا في قمة مكة قرروا تقسيم سوريا إلى دويلات وهذا ما توقعه الكثير من السياسيين والمحللين في العالم .
والملفت للنظر في قرارات تلك القمة إنها حملت إراقة الدماء في سوريا للسلطات السورية ، وربما هذا الكلام فيه نوع من الحقيقة ،ولكن الحقيقة الأكيدة إن الإرهابيين المندسين في الجيش الحر والقاعدة الوهابية السعودية وسلفي قطر هم من عاث في الأرض السورية فسادا ودمارا ، فكان لابد أن يكون هنالك رد من السلطات السورية تجاه هذه الأفعال.
والشيء المؤكد لهكذا أعمال إرهابية أن يكون لها ضحايا ، ولكن الحقيقة التي يعرفها العالم وتتغاضى عنها وسائل الإعلام المرتزقة إن الدماء التي تسيل في سوريا يتحمل النظام السوري منها 5-10 % بينما يتحمل الباقي ما يسمى بالجيش الحر والقاعدة والسلفية بكل مسمياتهم .
والأمر المضحك المبكي إن القمة لم تطلب من قريب أو بعيد من العناصر الإرهابية إن تخرج من سوريا وتدع شعب سوريا يقرر مصيره ، أو حتى تدين أفعال تلك الجهات ، كيف تدينها !! وهي من أرسلتها وتمولها وتدعمها ماليا ولوجستيا .
إن قمة مكة كانت قمة للطائفية وتفريق شمل المسلمين تنفيذا لأجندات إسرائيلية ينفذها حكام قطر والسعودية وتركيا ارضاءا لأسيادهم في تل أبيب وانتصارا لعقدتهم الطائفية البغيضة.
أما بخصوص المجازر التي يتعرض لها المسلمين في مانيمار فقد كانت قرارات قمة مكة مهزلة المهازل ،بحيث اثبت تلك القرارات للعالم إن الأمة الإسلامية التي يقودها حكام خونة مثل قطر والسعودية وتركيا سوف لا تقوم لها قائمة ولا يرجى فيها صلاح وإصلاح إلا بتغيير أولئك الحكام.
فبينما المسلمين في مينمار يتعرضون لأبشع مجزرة عرفها التاريخ الحديث نجد إن المؤتمر يقرر وبخجل أنه سيقوم بإرسال لجنة للتحقق فيما يجري في هذا البلد بحق المسلمين ، وهذا ما ينطبق عليه المثل الشعبي القائل (جيب ليل واخذ عتابه) .
ولا نعلم حقيقة هل سيتفقون على من يرسلون أم سيتملصون كعادتهم في كل مرة ما دام الأمر يعنى بالمسلمين ، خاصة إذا كان في النهاية يعني مساعدة مسلمي مانيمار وهو ما لا يرغب به أولئك الحكام الخونة.
إن قمة مكة هي أسوء قمة عقدتها الأمة الإسلامية لأنها عُقدت لتمزيق هذه الأمة وتفكيك اللحمة الإسلامية ، والضحك على شعوبها والاستخفاف بعقول المسلمين .
كما شكلت القمة دعوة لتشجيع العنف الطائفي والوقوف بوجه الشعوب الطامحة للتغيير بشكل سلمي ، وهكذا وبكل بساطة نجد القمة قد استطاعت من حل جميع مشاكل الأمة الإسلامية بين ليلة وضحاها والحمد لله .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي حسين الدهلكي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat