الشعب يريد زراعة الحشيش
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هادي جلو مرعي

الأخبار الواردة من لبنان تشير الى عدم توفر أسباب الثورة على غرار ما حصل في بلدان عربية أخرى كتونس وليبيا ومصر والبحرين وسوريا واليمن ،فهذا البلد موزع بين قوى محلية ثلاث أساسية (السنة ،الشيعة ، المسيحيون) وهو الأمر الذي يعيق أي حراك شعبي واسع ، فأسباب (السنة) للحراك تختلف عن (الشيعة) ، وكذلك عند المسيحيين الذين يجدون إنهم إما حلفاء لحزب الله ، أو لتجمع المستقبل.وكل هذه القوى تتباهى بإرتباطها بقوى عربية وإقليمية ترد إليها منها أموال طائلة لإدارة شؤون أحزابها ، ووسائل إعلام تابعة لها ، وأعمال خيرية وجمعيات ومنظمات مدنية ومشاريع إسكان وخدمات عامة. ثم إنها لا تتورع عن الحمد والتمجيد بإسم العواصم والدول التي تتحالف معها ، وتذكر قادتها من ملوك وأمراء وعلماء دين بخير دائماً حتى صار المساس بهؤلاء خطاً أحمر عند القوى اللبنانية.
اللبنانيون ينطبق عليهم القول الشهير (إتفقنا على أن لا نتفق). وهو الحال الذي ينسحب على الشأن العراقي الذي تتعدد فيه القوميات والطوائف ، وليس ببعيد عنه حال أهل سوريا والخليج واليمن ومصر ، والسودان التي سلمت بالتقسيم منذ عام . فئات من الشعب اللبناني ترفع شعار (الشعب يريد زراعة الحشيش) . وبكميات تجارية ، وليس من أجل الإستهلاك المحلي ، وبحسب المعلومات المتوفرة فإن كل الخطط التي وضعتها الحكومة اللبنانية بالتعاون مع منظمات أمريكية وأوربية لوقف هذه الزراعة باءت بالفشل ، حتى أضطرت في مراحل مرت على تنظيم هذا النوع من الزراعة ، ويقال أن الحكومة اللبنانية إستبدلت نبات (القنب الهندي) بالسوري الذي يكاد يكون بحسب مختصين أقل ضرراً وهو أمر نادر فقوى 14 آذار لا تجد في سوريا خيراً لكنها قد تغير رأيها حين تتفحص نبات (القنب).
في هذه الأيام أعلن اللبنانيون الثورة وحملوا السلاح في وجه الجهات الرسمية التي دفعت بمعدات وموظفين لتدمير الحقول الواسعة المزروعة بالحشيشة وصاروا يهددون ويتوعدون ويرفعون اللافتات التي كتب عليها عبارات خطيرة تشير الى إستعدادهم للموت فداءاً للحشيشة ومنهم من أطلق الرصاص الذي أصاب سيارات الفرق المعنية وكاد أن يقتل عدداًمن المنتدبين للمهمة ، بل إن السلطات غدت في حيرة من أمرها ولم تعد تعرف حيلة للتعامل مع المزارعين الذي يبدو إنهم يحصلون على دعم كبير من القوى السياسية اللبنانية النافذة ، وهناك من يقوم بتصدير كميات تجارية من المنتج الى بلدان أخرى تستفيد منه في صناعات مختلفة . لكن الخطر الذي تمثله هذه الزراعة يعود الى إمكانية إستخدامها كمادة مخدرة يمكن أن تؤذي فئات إجتماعية وكثير من الشابات والشبان الذين يتعاطون أصناف المخدرات ، وليس أرخص من القنب وتحت شعار (تشجيع الصناعة المحلية).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat