صفحة الكاتب : ايمي الاشقر

سارة .. ارجو ان تسامحينى !! قصة قصيرة
ايمي الاشقر
 جلست بجواره و هو يحتضر لينهى سلسلة ايام حياته التى عاشها و شاركته اياها 
نظر فى عينيها و الخوف و الرعب من شىء فى نفسه يملأ عيناه و الدموع تنهمر منها و كأنه يرى شىء لا احد سواه يراه !! و بيده التى تكاد تكون فارقت الحياه تعلق بثيابها و بصوت مرتعش قال لها , لا تتركينى , ارجوكِ سامحينى .. فصمتت طويلا و شردت بعيدا و تلعثم لسانها رافضا النطق بكلمة السماح , ظل ممسكا بثيابها مرددا .. لاتتركينى .. لا تتركينى  و كأنه يريد ان ياخذها معه الى العالم الاخر حتى لا يذهب وحيدا, اما هى فلقد تركته بوجدانها الحزين المقهور و ابحرت فى بحر الذل و العذاب و القهر الذى غرقت به منذ ان تزوجته و باتت ملك يده , و قد كان تزوجها رغما عنها و بعد ممارسة الضغوط على اهلها و خوفا منه و من جبروته لم يكن امامهم سوى الموافقه على الزواج منها و كان يكبرها باكثر من ثلاثين عام , نظرت فى عيناه فرات الذل بهما و هما من كانوا نظرتهم اليها تملأها رعبا و خوفا , لمست بحذر و ترقب شديد يداه التى باتت ضعيفه لا تقوى على التعلق بثيابها و كأنها تريد ان تسألها , هل انتِ  اليد التى كانت بقوتها تجعلنى انزف دما ؟ التى صفعتنى على وجهى مرارا و تكرارا ؟ التى دفعتنى لاسقط ارضا و امسح تراب الارض بوجهى ؟.. ظلت جالسه بجواره تنظر اليه و تنصت الى حديثه و لكنها لا تراه امامها  بل ترى شريط سينمائى لمجموعه من المشاهد المتتاليه  التى تمر امام عيناها سريعا للوحش المجرد من الانسانيه الذى اخذها و هى لاتزال صغيرة بريئه و مزق برائتها و حطم قلبها و اسقاها ذلا و مرارا فى كل يوم من ايام حياتها حتى ظنت ان هذا الذل  ليس له نهايه و ستظل هكذا حتى تموت قهرا , و لكن جاء اليوم الذى ينتهى فيه هذا المخلوق المتوحش الذى يهوى التملك بعد ان اصابه مرض لا شفاء منه لترحل ايامه و يتلاشى جبروته و كأنه لم يكن له وجود .. و لكن ستظل الذكرى محفوره بعمق فى اعماق وجدانها و لن يموت الماضى فى قلبها .
عجبا منك يا ابن ادم تتكبر و تتجبر و تبطش بجبروت و كأن قدرتك ليس فوقها قدره و كانك لن تعود الى ربك ليحاسبك !! و عندما تأتى نهايتك و ترى بعيناك بداية رحلة رحيلك عن الدنيا لترحل وحيدا تطلب العفو و السماح , الم تكن تعلم ان كل شىء الى زوال ؟؟
 
إيمى الاشقر 
مدونتى : لا استطيع النسيان 
http://emyalashkar.maktoobblog.com
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايمي الاشقر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/05



كتابة تعليق لموضوع : سارة .. ارجو ان تسامحينى !! قصة قصيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net