لو كان الامام المهدي بدلا من الامام علي عليهما السلام !!!
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كما اسلفت في مقالات سابقة ما هو عليه القوم من تواتر الحديث بخصوص الامام المهدي وانه من المتسالم به لديهم ولا يجوز انكاره بل ان للقوم ردود جميلة على منكري المهدوية ولعل أول من فتح هذا الباب هو عبد الرحمن بن خلدون، المؤرخ المشهور صاحب المقدمة وهو من علماء القرن الثامن، وقد تصدى علماء السنة أنفسهم للرد عليه الذي شكك بروايات المهدي في تاريخه فقد تصدوا له وردوه بالادلة التاريخية التي يعتمدونها هم بعيدا عن صحة التفاصيل والمقصود به الهوية والمولد.
ففي كتاب عون المعبود 11/36 جاء الرد \" وقد بالغ الامام الكؤرخ عبد الرحمن بن خلدون في تاريخه في تضعيف احاديث المهدي كلها فلم يضب بل اخطأ \"
كما ورد عليه الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي في فتح المنعم 1/331 وافرد تاليفا مستقلا في الاحاديث الواردة في عيسى والمهدي عليهما لاسلام سماه \" الجواب المقنع المحرر في اخبار عيسى والمهدي المنتظر\" ، كما ورد عليه صديق حسن خان في الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة والشيخ محمد المغربي في سيد البشر يتحدث عن المهدي المنتظر والشيخ الالباني في تخريج احاديث فضائل الشام ودمشق والدكتور محمد بن اسماعيل المقدم \"المهدي وفقه اشراط الساعة \"
المهم انهم قالوا بتواتر الحديث وقد أحصى ابن حجر الأحاديث المروية في المهدي فوجدها نحو الخمسين » (المهدي والمهدوية : 48.)، اذا خمسون حديثا منحت فكرة الامام المهدي رتبة التواتر وهذا حقيقة يجرنا الى استفهام عجيب جوابه مريب وقول القوم فيه غريب ، الاستفهام يقول ان التواتر والصحة والاعتقاد الذي منحه القوم للامام المهدي بخمسين حديثا على اغلب واشهر الروايات والاعتقاد والثقة والتمسك بالامام المهدي من غير ان يروه على ان ظهوره سيكون في المستقبل فكيف بهم بالامام علي عليه السلام الذي روى عنه رسول الله لوحده عن ولايته وافضليته ما لا يحصى بل ان كتاب الالفين للعلامة الحلي الذي اورد الفي دليل على امامة علي عليه السلام ناهيك عن الايات القرانية والتي تعد بالعشرات وتجاوزت المئة ذكرت علي وافضليته هذا بالاضافة الى ان علي عليه السلام كان بين ظهرانيهم يقول ويتصرف ويقضي ويقاتل بل ان جل معارك رسول الله كانت الراية بيده وقد نصره الله نصرا عزيزا ولا ننسى انه انتصر في معارك خاب وخسر غيره في قيادتها ومع اعجابهم وانقيادهم له في احكامه ومنهم من اقر لنفسه بالهلاك من غير علي عليه السلام كل هذا ونجد القوم يشككون في امامته وعصمته وقيادته اليس هذا بالامر الغريب فلو ان الامام المهدي كان تسلسله الاول وعلي عليه السلام هو الاخير فان الاقلام والعقول والسهام ستتوجه للطعن بالمهدي دون الامام علي لانهم ليس لديهم عداء لشخص علي عليه السلام بل للميزات التي يتمتع بها علي عليه السلام وسيكون المهدي هم من يسبه معاوية من على المنابر ، وهم يعلمون علم اليقين انهم ما تعرضوا للامام المهدي في وقتها لانه سيكون بعد احد عشر اماما حسب رواياتنا وهم يعتقدون ويقتنعون بها ولكنهم يكابرون عليها فلهذا تركوا الطعن في حينها عندما تحدث عنه رسول الله (ص) اضافة الى ذلك لو طعنوا فان الرسول حاضر للرد وتركوا الامر لوقته لانهم على يقين ان هنالك من سينبري للطعن بفكرة الامام المهدي عليه السلام وسنعرض الادلة العقلية على هذا الموضوع في مقالنا اللاحق .
للحديث بقية