غزة: من رحم السماء سيولد النور...
بتول حيدر روماني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بتول حيدر روماني

لم يعد الموت حدثا عابرا هناك في غزة، ولن نقول إن الموت أصبح خليلا يلاعب الطفولة في لعبة الغميضة،
ولا ترنيمة تنشدها الأمهات للأبناء على أسرة الموت، ولا جواز سفر لطموح الشباب منتهي الصلاحية.
بل من جراحاتهم ونزفهم سطروا الحرية ومعاني الصمود، صيحات تسمع في طيات السماء: "سنعود ونبني الأرض من أشعة الشمس..."
إما عدل... أو رحمة.
تقول إحدى الممرضات: «نحن لا نعد الموتى... نحن نعد الأحياء، لأنهم سينهضون بدماء الأخيلة التي صارت لا تعد ولا تحصى».
حين باتت الوحدة تحيط بالجدات في غزة... وحين بات السفر والهجرة يحجز دون دفع تكاليف ومبالغ طائلة، فقط تأشيرة عبو��! طائرات الموت التي افترشت السماء بالأرواح الغزاوية في صعودها الأبدي، صعود بلا جناحين...
الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن لا يبكين... لأن الدموع جفت، وحل محلها أمل العائدين. إحداهن تقول: «ابنتي كانت تخاف الظلام، والآن هي في السماء... تحيط بها الأنوار لتهدئها، لكن هل سأحظى بقبر لها؟»
بل هو دماؤها سفكت لتنبت الزيتون، حقا لا يدفن ولا يموت.
غزة... لن تموتي!
نعم، لا بوابات على الأرض للغزاوية، فأولئك الخانعون عجزوا عن فتحها، وساهموا بفتح بوابات السماء، وسفك دم المشهد الذي اعتادوا عليه...
لكن في السماء لم يسأل عن التأشيرة، ولا عنوان الإقامة الجديدة، حيث تسجل الأسماء بقلم النور، وتستقبل الملائكة أحرارها إلى حيث لا حصار: «مرحبا بكم في أرض لا تقصف».
هناك تفتح الأبواب للشهداء، لكن الأرض تنتظر أحرارها!
فأنتم لستم أرقاما... أنتم الشعلة التي تنير ظلمات الشعوب، لتلد شموسا لا تعرف المغيب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat