الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : منتهى فالح آل مريان

العلاقات المحرمة
منتهى فالح آل مريان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في الآونة الأخيرة، نلاحظ تزايدًا ملحوظًا في ظهور علاقات بين الأولاد والبنات ممن تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 20 عامًا. إننا نتساءل: ماذا سيحدث لهؤلاء عندما يكبرون في المستقبل؟ ما هي التبعات التي قد تترتب على هذه العلاقات؟

 

هل يدرك هؤلاء المراهقون عواقب أفعالهم؟ من المؤكد أنهم لا يدركون ذلك. فالمراهقون لا يمتلكون الوعي الكافي، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى أن أهلهم لا يراقبون سلوكياتهم بشكل جيد. إن للأهل دورًا كبيرًا في توجيه أبنائهم، ولكن المؤسف أن حوالي 50% فقط من الأهل يقومون بمراقبة أبنائهم بشكل مناسب. بينما يكتفي الكثير منهم بتلبية احتياجاتهم المادية والتعليمية دون أن يتطرقوا إلى الأمور النفسية والاجتماعية التي تؤثر بشكل كبير على سلوكياتهم.

 

السيد الوالد الكريم، أعمل جاهدًا وأبذل مجهودًا كبيرًا لأوفر لهم كل ما يحتاجونه، حتى لا يبقى لديهم شيء ناقص. والسيدة الوالدة الكريمة، أحرص على إعداد الطعام لهم، وأقوم بالتسوق، وأسهر لراحتهم، وأساعدهم في دراستهم وغير ذلك الكثير. أنا مدرك تمامًا أنكُما لا تقصران في تقديم الدعم المادي لهم، ولكنهم بحاجة ماسة إليكم عاطفيًا. لماذا تتركانهم يبحثون عن البدائل غير المشروعة؟

 

ثم إذا وقعوا في الخطأ، فإنكم أنتم من يتحمل المسؤولية. إذا كنتم تتابعون أولادكم منذ البداية، ولم تتركوا لهم الهواتف الذكية ليستخدموها بمفردهم، لما حدث ما حدث. لماذا لم تولوا اهتمامًا كافيًا لمراقبتهم؟ وعندما يقع أولادكم في الخطأ، لماذا تلومونهم إذا كنتم لم توجهوهم إلى الصواب والخطأ؟ لماذا تتركون ابنتكم أو ابنكم يلجأون إلى الآخرين بحثًا عن الدعم؟ أنا هنا لأحتويهم، لأشعرهم بالطمأنينة والراحة، أخصص وقتي كل يوم لأستمع إليهم ولأعرف ما يدور بخلدهم، لهم مني الدعم والرفقة، لا مجرد دور كأب أو أم.

 

إن الفتاة تميل إلى العاطفية بشكل كبير للغاية، حيث يُعتبر أن 90% من الفتيات يعانين من فراغ عاطفي خلال مرحلة من مراحل حياتهن، حتى سن 23 أو 24 عامًا. وبحلول هذا العمر، قد تتجاور بعض الفتيات هذه المرحلة. ولكن بعد سن 24، تصبح كل منهن معرضة للشعور بالحاجة إلى من يوفر لها الأمان والاطمئنان، حتى وإن كان ذلك من خلال ابتسامة بسيطة أو كلمة لطيفة تؤثر عليها.

 

إذا كانت هذه الفتاة محاطة بأسرة محبة تتكون من والدين وإخوة، هل من المعقول أن تتجه نحو علاقة عاطفية؟ بالطبع لا، لأن لديها هذا الفراغ الذي تم ملؤه بالدعم الأسري.

 

تتحول الحياة أحيانًا إلى مواقف مفاجئة، حيث يأتي الشاب بكلمات معسولة، في حين يتجاهل الآخرون مشاعر الفتاه. ورغم ذلك، اختارت أن تتبعه، فتحولت حياتها إلى تعقيدات، ووقعت في مأزقٍ لم تتوقعه. وفي النهاية، اكتشفت عائلتها كل شيء، لكنه خذلها ورحل، مما أدى إلى خسائر عديدة.

 

أولاً، فقدت الثقة التي بنتهَا مع أهلها، حيث أصبحوا يشكون في قدرتها على اتخاذ القرارات الصائبة. ثانيًا، خسرت نفسها وأقدمت على أمور تتنافى مع مبادئها. ثالثًا، منحت نفسها لشخص لا يستحقها.

 

ولذا، يجب أن نكون حذرين ونعرف أين تؤدي العلاقات غير الشرعية. فهذه العلاقات تنشأ من ثلاث سلبيات رئيسية، وهي:

 

الأولى: الابتعاد عن الله وعدم ذكره باستمرار.

 

فلنتأمل تلك الأمور جيدًا، ونحرص على تصحيح مسار حياتنا.

 

النقطة الثانية: التفكير والعزلة عن المحيط الاجتماعي. عندما تعتزلون عن أهلكم وتجلسون في مكان وحدكم، يكون الشيطان دائماً قربكم، حيث يزرع في نفوسكم أفكار مثل لا أحد يحبك وأنت بحاجة إلى شخص والجميع ضدك.

 

النقطة الثالثة: أصدقاء السوء. هنا أتحدث عن الأشخاص الذين تربطكم بهم علاقات، فأنتم تدركون أن هذه العلاقات غير صحيحة، وتحاولون الابتعاد عنها، لكنكم تجدون صعوبة في ذلك. ترون أن ما تمرون به من مشاعر هو مجرد فوضى وليس حبًا حقيقيًا.

 

إلى متى سنسمح لأنفسنا بتلويث نقاء حبنا بالذنوب والمعاصي؟ إذا كنت تحب بصدق، فلماذا لا تسعى للحصول على الموافقة من عائلتها بشكل رسمي؟ فإحترامك لنفسك ولها هو الأولوية. إذا كان هناك حب حقيقي، فإن الشخص الذي يحبك سيبادر بخطبتك، وإن لم يكن هناك استعداد للارتباط، فمن الأفضل أن يبتعد كل طرف عن الآخر.

 

 

أما بالنسبة للآيات التي تدل على حرمة الارتباط غير المشروع، نجد قوله تعالى: {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ...} تشير إلى حدود العلاقات الأسرية التي يجب احترامها.

 

عن النبي (صلى الله عليه وآله) «مَنْ‏ صَافَحَ‏ امْرَأَةً حَرَاماً جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ وَمَنْ فَاكَهَ امْرَأَةً لَا يَمْلِكُهَا حُبِسَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كَلَّمَهَا فِي الدُّنْيَا أَلْفَ عَامٍ فِي النَّار».

 

وعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام): «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)...‏ أَنْ‏ تَتَكَلَّمَ‏ الْمَرْأَةُ عِنْدَ غَيْرِ زَوْجِهَا أَوْ غَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ كَلِمَاتٍ مِمَّا لَا بُدَّ لَهَا مِنْه».

 

روى أحد أصحاب الأئمة (عليه السلام) فقال: «كُنْتُ أُقْرِئُ امْرَأَةً كُنْتُ أُعَلِّمُهَا الْقُرْآنَ فَمَازَحْتُهَا بِشَيْ‏ءٍ!

فَقَدِمْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فَقَالَ لِي: أَيَّ شَيْ‏ءٍ قُلْتَ لِلْمَرْأَةِ؟!

فَغَطَّيْتُ وَجْهِي!

فَقَالَ لَا تَعُودَنَّ إِلَيْهَا».

 

تُعتبر هذه الروايات الشريفة كافية للمؤمن المتقي لردعه عن ارتكاب هذا الفعل القبيح المحرم. إضافةً إلى ذلك، فإن الإنسان الغيور لا يقبل أن يُقَدّم أحدٌ على عرضه أو عرض الآخرين.

 

روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نُبِّئْتُ أَنَّ نِسَاءَكُمْ يُوَافِينَ‏ الرِّجَالَ‏ فِي الطَّرِيقِ أَمَا تَسْتَحْيُونَ!

وَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَا يَغَارُ».

 

 

أعزائي، إنني أود أن أشارككم فكرة مهمة. يمكنكم التوجه إلى مولاي علي، لطلب الشخص المناسب الذي سيأتي إليكم بكل حب واحترام. إن أهل البيت هم من سيتوسطون لاختيار الشخص المناسب لكم. تذكروا أن هذه الدنيا ليست بائنة ولا تؤمن الناس، فما الذي يمكن توقعه من شخص يراسلكم في منتصف الليل ويطلب صورة خاصة بكم؟ وما الذي يمكن توقعه من شخص تثقون به لإرسال صورتكم؟ إن أغلب الزيجات الناتجة عن علاقات الحب تكون بلا جدوى، لذا من الأفضل أن تدعوا الله سبحانه وتعالى يختار لكم من يناسبكم ويرتقي بمستوى شخصيتكم.

 

 

خادمة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، منتهى فالح آل مريان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتهى فالح آل مريان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/15


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : العلاقات المحرمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
أدخل كود التحقق : 9 + 6 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net