قضية المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، من القضايا التي تحتاج إلى إيمان، وهكذا كان الشيعة، يؤمنون بكل ما يرد لهم من توقيع.
في سنه 280هـ وصل إلى الشيعة توقيع من الإمام المهدي "عجل الله تعلى فرجه" يعين فيه السفير الثاني أبو جعفر محمد، في منصب أبيه المتوفي، وكان أبو جعفر قد ساعد أباه في إدارة الخدمة عندما كان يشغل هذا الفضاء، لا أحد يعتقد وبعد تلك القرون أن القضية كانت سهلة لمجرد توقيع من صاحب الحجة والنهي وانتهى الأمر، فقد عانى السفير الثاني معاناة كبيرة، ذكر الطوسي شخصيات لها اعتبارها كانت تسعى للوصول إلى منصب السفير، وكان من منافسيه أحمد بن هلال الكرخي وأبو طاهر محمد بن علي بن بلال ومحمد بن نصير النميري.
يقول أن الرجل آمن بالسفير الأول، لكنه لم يؤمن بابنه السفير الثاني ولم يحظَ حتى باستقباله، فابعده الشيعة عن طائفتهم، كلما أقرأ التاريخ أقف عند تلك الانقسامات التي تحدث في وفاة كل إمام وكل سفير وكل ولي إلى الآن، الجميع يرى في نفسه الكفاءة أن يكون هو السفير، ورفض النميري الاعتراف بالسفير الثاني ثم حاول إرضائه لكنهم طردوه وأتباعه، وهم النصيرية النميرية وحافظوا على أنفسهم حتى يومنا، عاشوا في جبال اللاذقية وحماية سوريا ودمشق، وكان النميري نفسه حسب كتاب فرق الشيعة قد لعنه الإمام العاشر علي بن محمد العسكري عليهما السلام، لأنه ادعى أن روح الله قد حلت في جسد الإمام، وأنه هو نفسه رسوله، وكان أحد أفراد أسروا الفرات، محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، قد وجد من وفرَّ له الحماية وعلى فراش الموت سألوه من خليفتك فقال أحمد، فانقسموا إلى ثلاثة أطراف، كل فرقة لها أحمدها، فرقة أحمد بن فرات، وفرقة أحمد بن أبي الحسن وفرقة أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد وهكذا لم يعرف أتباع النميري من الوحدة صاروا ثلاثة، والناصرية يؤمنون بالتناسخ من إنسان إلى إنسان، وإله هو أب النصرية، يمنون يقدمون الأئمة الأنثى عشر مثل التثبت، لكنهم يعتقدون أن الحسين عليه السلام لم يقتل في كربلاء، وقتل شبيه الحسين واسمه حنظلة بن أسعد الشيباني.
ويرى النصيرية أن الشيعة والسنة غير محقين في دعواهم، الأحمدون الثلاثة جاء في تاريخ الشيعة (لكن النصيرية لم يعترفوا بأي أحد من الثلاث) وإنما اعترف بمحمد بن جندر بوصفه خليفة النميري، وجاء بعده محمد، كان عالما كبيرا أقام بالعديد من الأسفار، وكانت تعرض باسم الحسين بن أحمد الخصيبي ورافقه في أسفاره، وبعد موته أخذ مكانه وسكن بغداد، ثم انتقل الى حلب، ألف كتبا كثيرة، توفى ودفن في حلب، وقبره يسمى الشيخ بيراق.
طائفة منهم توجهت إلى بغداد، واعترفت بالسيد علي الجسري بابا، بينما الطائفة الأخرى اتخذت محمد بن علي الحلبي رئيسا لها، طائفة بغداد أبادها المغول، والطائفة الثانية اعترفت بموسى محمد علي الحلبي سعيد ميمون طبراني، يوجد في القسم الشرقي بالمكتبة الوطنية في برلين عدد كبير من مخطوطات النصيرية رقم 4292 وقصيدة تنسب إلى الحسين بن حمدان الخصيبي، وتعرف باسم القصيدة القادرية، يصف علي بن أبي طالب عليه السلام في هذه القصيدة بصفات إلهيه.
وهناك قصيدة أخرى رائعة والقصيدتين لم تكتب بلغة عربية جيدة، وتحتويان على أخطاء نحوية وهما مبحثان إلى من يريد أن يعرف موقف النصيرية، يروي الكاتب أن الأئمة عليهم السلام في السماء، وروح الإمام تنتقل إلى إمام آخر، وبهذه الطريقة تعتبر النصيرية الغيبة انتقال روح الإمام مره أخرى إلى شخص آخر، وتوجد في المخطوطة المذكورة بالمكتبة الوطنية برلين خطب لجميع الأعياد الدينية على شاكلة الخطب المنبرية، وقد جمعها أبو سعيد الطبراني خليفه الخصيبي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat