أثر الشعائر الحسينية على الصحة النفسي
فاطمة محمد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فاطمة محمد

الشعائر الحسينية الحالية عند ممارستها هل هي مجرد موروث ورثناه عن ابائنا واجدادنا ام تحتوي على بُعد واثر على صحتنا النفسية وسلوكنا وإن كان هذا الاثر بسيطا ؟
اي هل كل هذه التوصيات والروايات الواردة عن اهل البيت بشعائر الحسين(عليه السلام) هي فقط استذكار لمصيبته ام لَزم معرفة آثارها على نفسياتنا وسلوكنا؟
هذا ماسنعرفه في هذا المقال
يقينا أن كل شيء مرتبط بالله تعالى هو له آثار وليس أثر على كل حياتنا وليس على الصحة النفسية فقط
وذلك بقوله تعالى {ذلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} اذاً اذا صَلُحت القلوب صَلُح ماسواها وأُستقيمت الحياة بصاحبها... اذا ماربط ذلك بالحسين(عليه السلام)؟
_أثبتت الروايات والاحاديث الشريفة والاقوال المتواردة عن نبينا الاكرم (ص) وائمتنا الاطهار على أن الحسين (عليه السلام) هو شعيرة الله الكبرى وكل مايرتبط بيه من شعائر ثابتة وقَيّمة تناسب الدين والمذهب هو مرتبط مباشرة بتعظيم شعائر الله...اذا الان يجب ان نتعرف على الاثار الي تخلفها الشعائر عند مؤديها ويمكن تقسميها الى قسمين
القسم الاول :وهو آثارها على المستوى الشخصي للمؤدي وفيه عدة جوانب:
1. تعزيز الإيمان والتقوى: تقوية العلاقة بالله واستذكار القيم الدينية من خلال المشاركة في الشعائر والمجالس الدينية.
2. التطهير الروحي والنفسي: توفير فرص للتعبير عن الحزن والتطهير النفسي من خلال البكاء والاستماع إلى الفاجعة المؤلمة.
3. تعزيز الهوية الدينية والثقافية: تعزيز الانتماء للتراث الشيعي والشعور بالفخر بالهوية الدينية وتهيئة الشخص الروحي والنفسي واعداده ليكون فردا صالحا بالمجتمع
4. الاستفادة من المواعظ والدروس: تلقي المواعظ والدروس التي تعزز القيم الأخلاقية والسلوكية الحسنة حيث يهيئ للمجتمع مجموعة افراد قادرين على رفع المستوى الثقافي والديني .
5. تقوية الروابط الاجتماعية: التفاعل مع الآخرين والمشاركة في النشاطات الاجتماعية والدينية التي تخدم الدين والحياة العامة للشخص.
اما بالنسبة لاثآرها على مستوى المجتمع ف ايضا تكون على عدة جوانب :
1_تعزيز الوحدة والتضامن: تعزيز الروابط الاجتماعية والوحدة بين أفراد المجتمع من خلال التجمعات والمواكب.
2. نشر القيم الأخلاقية: نشر القيم الأخلاقية مثل التضحية، العدل، والإيثار من خلال القصص والمواعظ الحسينية.
3. تشجيع العمل الخيري: تقديم الطعام المجاني والمساعدات للفقراء والمحتاجين خلال الشعائر.
4. الحفاظ على التراث الثقافي والديني: الحفاظ على التراث الثقافي والديني من خلال إحياء ذكرى عاشوراء وتعليم الأجيال الجديدة.
5. تعزيز السلام والتعايش: تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأفراد من مختلف الطبقات الاجتماعية والعرقية من خلال التجمعات المشتركة.
تسهم هذه الآثار الإيجابية في بناء مجتمع متماسك، متضامن، ومتجذر في قيمه الدينية والأخلاقية.
{وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} ....
خامساً:- الاعتزاز الاجتماعي:
يغذي في الإنسان حاجة التعبير عن الذات الإنسان يعبر عن ذاته من خلال الاعتزاز من خلال اعتزازه بمجتمع بوطنه وتراثه والحضارة.
التحديات الثفاقية كضياع الهوية
زالتحديات القيمية، فما هي أولوياتك حياتك؟
فالدين له أولوية عند البعض، ويعدّ المتدين أو غير متدين ليس أولوية بل هو اختلاف وجهات نظر.
وهل الأخلاق أولويات البعض يقول لا الصدق ليس أولوية
علاقات الشذوذ تفلسف علي انها تنوع الميول تختلف وليس اختلالاَ مرضياً...
وهناك تحديات اجتماعية ومن اهمهما ظاهر الفردانية ونحن لا نقصد الفردانية الإيجابية
بل نتكلم عن الفردانية بصورتها السلبية: وتعني الفردانية تعني التركيز على الحقوق دون الواجبات أو أكثر من الواجبات دائما ما نرى أولادنا يركزون على حقوقهم من أبويهم إخوانهم ولا يفكرون في واجباتهم. والفردانية المطلقة التي يتحلّلُ فيها الفردُ من أية مسؤولية أخلاقية نحو مجتمعه ففي الأسرة حسب منظور الفردانية لا يوجد كبير وقائد يستشار في أمور الحياة بل تصبح كل فرد في الأسرة هو قائد وهو حر ذاته وفي قراراته علي شريعتي في كتابة "النباهة والاستحمار" يضرب مثلا لمثل هذه القضايا التي دافع عنها الإنسان اليوم حيث يقول
"إنهم ينادون بالحرية الفردية، ويدعونك لها من أجل تمويه الأذهان، والغفلة عن النباهة الاجتماعية، حيث يرى الإنسان نفسه حرا من الناحية الفردية فى غذائه وشهواته، كقفص فيه طير، وقد وُضع فى صالة مغلقة تماما، ثم فُتح باب القفص، إنه شعور كاذب بالحرية، لأن الأسير الذى يعلم أنه مأسور يحاول أن يطلق نفسه، ويتحرر من الأسر، بينما الذى لا يشعر أنه أسير ويشعر بالحرية، فشعوره وهم وكذب".
إذن الإنسان يصبح جلّ تفكيره في نفسه ومشغول في تحقيق طموحه وأفكاره ونجاحاته وهذا ليس خطأ على العكس للإنسان أن يركز ويولي اهتمامات على الفردانية الإيجابية على تطوير نفسه والدراسة وفتح مشاريع لكن أن لا تأخذه نفسه -الأنا الصغرى- عن مسؤولياته تجاه أسرته وتجاه صديقه وتجاه دينه وتجاه بلده هذا كلنا نتذكر القصة التي أخذنا في الابتدائية ذاك الاستاذ الذي أعطى حزمة من الأعواد لطلابه وطلب منهم أن يكسروها فلم يقدروا ولما أعطى لكل واحد منهم عودا استطاع كسره هذا ما تصبوا اليه الأفكار الحديثة والدخيله تريد الإنسان وحيدا معتزلاَ لكي يسهل كسره وكسر دينه ومعتقداته وضياع هويته الإنسانية يردون انسان خالي من أي شي كائن فارغ جوفه هش داخله.
وموقف الرؤية الدينية من الفردانية
إنّ الرؤية الدينية لا تقر بالفردانية على مصراعيها، فهناك فرق بين الفردية بمعنى التميز، والفردية بمعنى الأنانية، الفردانية بمعنى التميز أن الإنسان يمتلك مميزات على أسرته ومجتمعه، مميزات ذكاء أو قدرة بدنية، أو مميزات قدرة فنية ومهنية، فالإنسان المتميز سوف يخدم مجتمعه بمميزاته، وسوف يستغل التعاون مع مجتمعه في إبراز مميزاته لخدمة مجتمعه ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2] وهذه الفردانية التي بمعنى التميز يقرها الإسلام.
أما الفردانية بمعنى الأنانية وهي التي تركز عليها الرأسمالية، أن تتمحور القيم حولك أنت بغض النظر عن مجتمعك، عن بلدك، عن إخوانك، أن تتمحور القيم حول الفرد فهو مستقل في كل أموره السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هنا الدين يعارض على هذه النقطة حيث إنّ الإنسان ابن عاطفته ولكن الرؤية الدينية لا تقر بالفردانية على مصراعيها، فهناك فرق بين الفردية بمعنى التميز، والفردية بمعنى الأنانية، الفردانية بمعنى التميز أن الإنسان يمتلك مميزات على أسرته ومجتمعه، مميزات ذكاء أو قدرة بدنية، أو مميزات قدرة فنية ومهنية، فالإنسان المتميز سوف يخدم مجتمعه بمميزاته، وسوف يستغل التعاون مع مجتمعه في إبراز مميزاته لخدمة مجتمعه..
أما الفردانية بمعنى الأنانية وهي التي تركز عليها الرأسمالية، أن تتمحور القيم حولك أنت بغض النظر عن مجتمعك، عن بلدك، عن إخوانك، أن تتمحور القيم حول الفرد فهو مستقل في كل أموره السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هنا الإنسان يعلق على هذه النقطة حيث أن الإنسان أبن عاطفته كل إنسان يميل مع عاطفته، كثير من الناس تتأثر قراراتهم بعواطفهم حتى قراراتهم في زواجهم، قراراتهم في بناء أسرة، قراراتهم في وظيفتهم، كثير من الناس يتأثر في قراراته بالعامل العاطفي ويتأثر بالإعلام الذي يدغدغ عاطفته ويركز على الوتر الحساس في شخصيته،
علي الخباز, [04/03/2025 01:25 م]
إذن مثل هذا الإنسان ليس مصيباً في قراراته خصوصاً شباب اليوم الذي يعيش مراهقة من عمر السادسة عشر وحتى الخامسة والعشرين، الشاب في هذه المرحلة في مرحلة حساسة جداً في اتخاذ القرار، فإذا قيل للشاب في هذه المرحلة أنت مستقل في قراراتك وفتح له المجال على مصراعيه دون تهذيب أو تشذيب سينتج عنه كثير من الأخطاء التي يتخذها الشاب في قراراته في هذه المرحلة، وكثير من الناس بعد أن كبروا ندموا على قرارات اتخذوها في تلك المرحلة، إذن هذه
المرحلة مرحلة حساسة تحتاج إلى رعاية وتهذيب، من هنا يقول الدين أن الإنسان في المرحلة الحساسة إذا أعطيت له الحرية المطلقة في قراراته وفي جميع أموره قد يضر بالمصالح الاجتماعية بدون مبالاة ويركز على مصالحه الشخصية، من هنا يحتاج كل مجتمع إلى مؤسسات راشدة ترشد الشاب في هذه المرحلة إلى الخيارات الصحيحة والقرارات الصحيحة، وتهذب قراراته وتشاركه في فكره، ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي : ”أعقل الناس من جمع عقول الناس إليه“ وقال علي : ”من شاور الناس شاركهم في عقولهم“ إذن الشاب يحتاج إلى خيارات ومشورات وخبرات وتجارب الآخرين، أي يحتاج إلى مؤسسات ترشده إلى القرار الأصوب في سائر مجالاته لأن المرحلة حساسة في اتخاذ القرار.
...........
المصدر :-محاضرات السيد منير الخباز
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat