الائتلاف الوطني ودوره الوطني
محمد حسن الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد حسن الساعدي

لقد عاش العراقيون مأساة بسبب طبيعة النظام الحاكم حيث الظلم، والبطش والتخبط والحرب الشعواء على الشعب الاعزل وغيرها من الحرب المفتوحة على الجميع ، أفعال هذا النظام لم تعد خافية على أحد منهم في الداخل والخارج، لمستوى بات فيه أنتقاد الوضع حد الشتم بشكل واضح، وملموس في وسـائط النقل، والشوارع، والأسواق، وأماكن التجمع لعموم المدن العراقية، وبات الحوار العلني عن مساوئ صدام، وجرائم البعض من البعث المجرم، والبديل الديمقراطي والتدخل الأجنبي مادة أساسية لكتابات وحوارات العراقيين في الخارج وعلى اختلاف وجهات نظرهم الفكرية واتجاهاتهم السياسية، جاء سقوط النظام البائد ،وعلى الرغم من مرور اكثر من ثماني سنوات من عمر العملية السياسية الا ان مؤسسات الدولة لاتزال هشه لايمكن ان تصمد امام اية صدمة سياسية وحتى الشعب العراقي لحد الان لاتوجد له ثقة بالحكومة ولا حتى بالعملية السياسية لان تصرفات اغلب الكتل تنم عن انعدام ثقة بين المكونات وتخوف حقيقي فيما بينها وعدم الوفاء واحترام اتفاقاتها بل ان صراعاتهم تترجم الى الشارع ترجمة خطيرة من خلال الاخلال بالأمن وعصابات القتل والتفجيرات الإرهابية وهنا تقع المسؤولية الكبيرة على التحالف الوطني بمكوناته الرئيسية ومنه الائتلاف الوطني ، والذي يعد اللاعب الرئيسي في رسم العملية السياسية وما يصاحبها من تطورات حساسة وخطيرة ،مع أول بوادر الأزمة الخانقة وبداية ارتفاع حدة التراشقات الإعلاميّة وتحول جميع الكتل السياسية إلى خنادق اعتادوا أنّ يقفوا بها وليصطف النواب لتأدية الأدوار المناطة بهم من قبل رؤساءهم وولاة نعمتهم قادة تلك الكتل المنضوية تحت الائتلاف الوطني ،ظهرت الحاجة المحلة الى موقف من الازمة الحالية والتي عرقلت وتعرقل سير العملية السياسية في العراق ، ونتائجها انعكست بصورة سلبية على الواقع والشارع العراقي من خلال الاختراق الامني الاخير ، والذي ذهب ضحيته العشرات من ابناء هذا الشعب الجريح ، المطلوب من الائتلاف الوطني والذي يحمل في جعبته الكثير من المواقف الوطنية ان يكون له موقف وطني من الازمة الحالية ان يقول كلمته الفصل بلا مجاملات أو مزايدات، وحث القوى السياسية المتنازعة على الجلوس على طاولة الحوار والمصارحة والمكاشفة بين الفرقاء، وان يأخذ على عاتقه زمام المبادرة للنهوض بالواقع المؤلم للدولة العراقية لأجل بناء دولة المؤسسات العصرية الحديثة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat