((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ))(التحريم:١١)
دائماً ما تستوقفني هذه الآية عند سماعها أو قرأتها ((رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة)) أنها أمنية آسيا أبنة مزاحم زوجة فرعون وأحدى النساء الأربع المبشرات بالجنة، التي ضربها الله مثلاً لعباده المؤمنين في سورة التحريم لصبرها على فرعون وقومه الظالمين وتمسكها بأيمنها رغماً عن زوجها وقومها الكافرين.
أتسأل دائماً لماذا سألت آسيا ربها بأن يبني لها بيتاً في الجنة؟ لم بيت؟ وليس قصراً أو نهراً جارٍ في الجنة؟ أكان هذا لتواضعها ومعرفتها بعظمة الجنة التي يكفيها بأن يكون لها حيز صغير فيها لتسعد وترضى بذلك، فهي عليمة بفضل ربها ونعمته عليها وان بيت في الجنة لها لهو حلم كبير وفضل عظيم اذا ما نالته.
ولكن ماذا يعني البيت يا ترى ؟ هل هو المكان الذي نعيش فيه سقف ومجموعة من الجدران نلتجأ إليه للهرب من العالم الخارجي و مخاطره؟ هل هذا هو مفهوم البيت الذي أرادته أمرات فرعون في الجنة الجدران والحجارة والسقف؟
هي آسيا زوجة فرعون ملك مصر التي تسكن قصراً بدل البيت ولعلها تملك قصوراً مكان القصر الواحد مليئة بالخدم والعبيد والحاشية مرصعة جدرانها بالألماس وتتدلى ثريات الذهب من سقوفها حيث كل ما تطلبه مجاب وحاضر، ولكن هذه القصور الفخمة المذهبة ليست الا قصور دنيوية مشيدة في الحياة الدنيا لذا لابد من زوالها اما البيت الذي أرادته اسيا فكان في أرض الخلود التي تدوم فيها الحياة الى الأبد
لعل اسيا لم ترد البيت بمفهومه المعتاد من غرف وجدران وسقف واحجار! بل لعلها أرادت أسرة دافئة وزوجا صالحاً وذرية طيبه؟ طلبت من ربها ان ينجيها من فرعون وعمله قومه الظالمين ليهبها في الأخرة الأسرة الصالحة التي حرمت منها أمرأة فرعون في حياتها الدنيا.
أظن أن جميع النساء المسلمات الاتي حرمن من العائلة الصالحة السعيدة والزوج الصالح والذرية الطيبة في حياتهن يسألن الله بأن يهبها لهن في الآخرة . فمهما كبر الجاه وعلى المقام ومهما ملكت المرأة من بيوت وقصور واموال يبقى مفهوم البيت الوحيد الذي تحلم به وتتمناه هو الأسرة الطيبة الدافئة والعيشة الهانئة مع من يقدرها ويرعاها ويخاف الله فيها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat