صفحة الكاتب : سمير السعد

قناص أرهب الإرهاب..!
سمير السعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في خضم الحرب على الإرهاب، ظهرت أسماء رجال سطّروا تاريخًا من البطولة والشجاعة، ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم أبو تحسين الصالحي، القناص العراقي الذي أذاق عناصر الإرهاب الويل ببندقيته، وأصبح رمزًا للقوة والإرادة الصلبة في الدفاع عن العراق.

ولد في محافظة البصرة، وتربى على قيم الرجولة والشجاعة. منذ شبابه أظهر مهارات متميزة في الرماية، مما أهّله لاحقًا ليصبح قناصًا ماهرًا في صفوف القوات العراقية. ومع ظهور تنظيم داعش الإرهابي، لبّى نداء الوطن وانضم إلى صفوف الحشد الشعبي، ليبدأ فصلاً جديدًا من التضحية والفداء.

ببندقيته، كان أبو تحسين يتحرك بصمت بين الجبهات، يصطاد قادة الإرهاب بدقة لا تخطئ. وصلت إنجازاته إلى القضاء على أكثر من 320 عنصرًا من التنظيم الإرهابي. لم تكن مجرد أرقام، بل قصصًا حية عن صمود رجل رفض أن يسقط العراق في يد الظلام.

كان وجوده في الخطوط الأمامية مصدر إلهام لرفاقه في القتال. برغم تقدم عمره، إلا أن حماسه وروحه القتالية كانت تضاهي الشباب. ظل يؤكد دائمًا أن الدفاع عن الأرض شرف لا يقارن بأي شيء آخر.

لم يكن الصالحي مجرد محارب، بل رمزًا للقيم العراقية الأصيلة. تمتع بشخصية متواضعة وحس وطني عالٍ. لم يتردد في تقديم النصائح لرفاقه حول أهمية الانضباط والشجاعة، وكان يرى أن حماية العراق واجب مقدس يتطلب التضحية دون تردد.

كذلك هو ليس الوحيد، بل هو مثال واحد من بين آلاف الرجال والنساء الذين قدّموا أرواحهم دفاعًا عن تراب الوطن. جيشنا العراقي الباسل وحشدنا المبارك هم دروع البلد الحصينة التي تصدّ كل معتدٍ وتحافظ على سيادة الوطن.

رغم استشهاده في سبتمبر 2017، إلا أن ذكراه لا تزال حاضرة في قلوب العراقيين. أصبح رمزًا للبطولة والشرف، وأسطورة قتالٍ يُحتذى بها للأجيال القادمة.

اليوم، ونحن نعيش ذكرى الانتصار في عراقٍ آمن بعزم رجاله و بعد سنوات من المعاناة، لا بد أن نتذكر أن تضحيات الأبطال مثل أبو تحسين هي ما جعلت هذا الأمن ممكنًا. العراق، أرض الأبطال، سيبقى صامدًا بفضل رجاله ونسائه الذين لا يترددون في الوقوف في وجه أي خطر يهدد أرضه وشعبه.

أسماؤهم وأفعالهم تروى في البيوت والمدارس، ليعرف كل عراقي أن الحرية والأمن لم يأتيا بسهولة، بل بتضحيات رجال مثل أبو تحسين.

من واجبنا اليوم أن نستمر في تكريم هؤلاء الأبطال، ليس بالكلمات فقط، بل بالعمل على بناء عراق قوي ومستقر يحفظ تضحياتهم ويصون دماءهم.

تكشف مسيرته عن معانٍ عميقة تتجاوز ميدان المعركة. إنها تذكّرنا بأن الوطن ليس مجرد حدود جغرافية، بل هو انتماء وهوية، يستحقان الدفاع عنهما حتى النهاية. لقد علّمنا أبو تحسين أن الإرادة الصلبة والإيمان بالحق أقوى من أي عدو، وأن من يحمل قضية عادلة لا يُهزم، مهما كان التحدي.

ايضا أظهرت أهمية التعاون بين أبناء الوطن. فقد كان أبو تحسين يرى في الجيش والحشد الشعبي قوة واحدة، لا فرق بينهما في الهدف: الحفاظ على العراق وحمايته. هذا التعاون كان ركيزة النصر الذي تحقق ضد الإرهاب، ويبقى درسًا لا بد أن يظل حاضرًا في أي تحدٍّ مستقبلي.

“رسالة للأجيال القادمة ” البطل الشهيد أبو تحسين الصالحي ليس مجرد اسم، بل إرث يحمّل كل عراقي مسؤولية الحفاظ على الأرض والوحدة. رسالته للأجيال القادمة واضحة:
“دافعوا عن وطنكم بكل ما تملكون، لا تستسلموا للخوف، واحملوا شرف الدفاع عن العراق في قلوبكم دائمًا.”

لقد أثبت الشهيد الصالحي أن العراق هو حقًا مصنع الأبطال، وأن جيشنا وحشدنا المبارك هما السد الأمين أمام أي خطر. سيبقى اسمه محفورًا في قلوب العراقيين، وشاهدًا على أن الرجولة والشرف يمكن أن يهزما أعتى قوى الشر.

المجد والخلود لشهداء العراق الأبرار، والرحمة والخلود لروح أبو تحسين الصالحي، الذي حوّل بندقيته إلى رمز للنصر والصمود.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سمير السعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/12/14



كتابة تعليق لموضوع : قناص أرهب الإرهاب..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net