صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

كتاب عاشوراء منبع الفضائل لسماحة السيد احمد الصافي/ تقرير صباح الصافي (ثقافه الحزن)
علي حسين الخباز

 يعد موضوع الحزن والبكاء من المواضيع المهمة التي انتجت الكثير من الحوارات واعتمرت منتديات المتحاورين عبر قرون من الازمنة وبقيت محل تحليلات واراء وفلسفات متعددة في كل جيل
يرى سماحة السيد احمد الصافي في منبع الفضائل لان هناك ثقافة عند الشيعة شيعة اهل البيت عليهم السلام اذكاها النبي صلى الله عليه واله وسلم وامير المؤمنين والامام الحسن والامام زين العابدين الى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه هي ثقافة الحزن والبكاء على سيد الشهداء
السؤال الذي اقترن بهذا التعريف هل هذه الثقافة عفوية ام انها جاءت اثر حادثة وقعت وانتهى الامر ام هناك قضية جوهرية ويبدا التعليم لابد من وجود سر في هذا المشهد العاشورائي لا شك ان الجميع يعترف اليوم بان مجالس العزاء على الامام الحسين عليه السلام تعد اعظم قوه تقف وراء يقظة الناس والمنهج الذي حدده الامام لاتباعه هو الضامن لبقاء الاسلام وديمومته
تذكر الروايات ان الشيعة كانت تعيش عزلة خانقة وضغوط شديدة تمارسها ضدهم الحكومات الاموية والعباسية ويتعذر عليهم ممارسة اي نشاط سياسي او اجتماعي مما ادى الى ضعفهم الشديد لكن مجالس العزاء عادت لهم الحياة والانسجام والوئام وجعلتهم قوة ذات شوكة في المجتمع الاسلامي وعلى هذا الاساس عبرت بعض الروايات عن اقامة هذه المجالس بإحياء امر اهل البيت سلام الله عليهم لهذا قال الامام الصادق عليه السلام تلك المجالس أحبها فأحيوا امرنا
ولو اردنا ان نتوسع في هذا الامر لذهبنا الى قراءات العلماء الغربيين لمعرفة  كيف يرى العالم هذه الثقافة؟ كيف يقرأها، كاتب فرنسي اسمه جوزيف يصدر كتابا بعنوان (الاسلام والمسلمون )يرى ان اكبر عنصر وراء تقدم الشيعة هو اقامة مجالس العزاء على الحسين عليه السلام وثقافة الحزن والعاطفة والتوجه القلبي استمكنت في قلوب الشيعة فاصبح حزن الشيعي هوية دعوة الناس الى مذهبه ويرى المؤرخ الالماني ماردين في كتاب السياسي الاسلامية اني اعتقد ان سر طور الاسلام يكمن في شهادة الحسين عليه السلام ،والأئمة عليهم السلام جعلوا في نهضة الامام الحسين عليه السلام محور لوحدة الناس
سؤال سماحة السيد احمد الصافي وهذا السؤال يذهب الى اذا عمق الجزاء ما هو جزاء القتلة هل هناك جزاء محدد اما القضية مرتبطة بالدين ،الامام الحسين عليه السلام له منصب وموقع الامامة فهو ابن علي بن ابي طالب وابن فاطمة الزهراء وهذا المنصب ليس ملك الامام عليه السلام بحيث يستطيع ان يتنازل عنه
وانما هذا الموقع هو ذلك المقام والرتبة التي رتبها الله تعالى له ولأبيه ولأخيه ولأولاده المقام غير مرتبط في عالم الارض او بعالم الارض فحسب هو مرتبط بعالم الاخرة على ان الموقع هو موقع امتداد النبوة عبر سفاره الهية

نعود للسؤال ما هو الحكم الذي يترتب على مرتكبي جريمة عاشوراء نحن لا نستطيع ان ندرك ردة فعل الشارع على ما حدث في يوم كربلاء الا ان الشارع هو من بين واوضح العمق العشورائي أمتلك خصوصية لا تتكرر في التاريخ لذلك كان اهتمام النبي صلى الله عليه واله وسلم والائمة المعصومون بهذه الفاجعة جميع مقولات النبي صلى الله عليه واله وسلم عن الحسين غير مرتبطه بالشان الارضي وفقرات من الزيارات غير مرتبطة بالعالم الارضي وانما مرتبطة بعالم الملكوت ،
يسالنا البعض لماذا الحزن؟
الحزن مسألة انسانية والانسان كتلة من العواطف وقد لا يمتلك الكثير من الاحيان امر الدمعة  فهي لا تصدر بمرسوم ولا بقرار وانما تفرض نفسها على الانسان والحزن من امور الفطرة الانسانية  ولا ينافي الايمان بقضاء الله وقدره ، والحزن عشق روحي ومهابة ، اكثر من اربعة الاف ملك غبر يندبون الحسين عليه السلام وتقول الروايات ان جميع الانبياء يستأذنون الله تعالى لان يزوروا  الحسين والمشهد العاشورائي محزن فلا تقول الرواية ان الملائكة  شداد غلاظ بل شعث غبر يندبون الحسين عليه السلام ويبكون على الحسين سلام الله عليه هو ضحية ابشع جريمة حدثت في التاريخ واكبر تعد على مقام الله تعالى
يوجهنا سماحة السيد احمد الصافي الى مسالة مهمة  الى قوله سبحانه وتعالى( ان تنصروا الله ينصركم )كيف لنا ان ننصر الله تعالى وهل هو ذات تحتاج الى نصرة ؟ وانما ننصر دين الله تعالى والنبي صلى الله عليه واله وسلم والائمة عليهم السلام هم المشخصون لبيان الدين فمسالة الحزن ذات بعد معنوي واخلاقي البكاء هوية رفض لكل الجرائم التي ارتكبت بحق الانسانية والا لا خير في مؤمن لا يحزن على الحسين عليه السلام فلانها سنة النبي صلوات الله عليه واله وسلم والأئمة عليهم السلام الى ان يرث الله تعالى الارض ومن عليها تحت قيام الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه شريف ومن اهدافه الاساسية جعل واقعة الطف مشروعا وهو مشروع مهم عند الامام المهدي سلام الله عليه ان الحزن العاشورائي يجري في دمنا وله قدرة على ان يميز الحق من الباطل وهي سنة الانبياء وهو فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم ويرى سماحة السيد احمد الصافي ان من يطالبنا بإفراغ واقعة الطف من الحزن العاشورائي هو لا يفهم شيئا ولا يرتبط بالطف لا من قريب ولا بعيد، الحزن  هو ثورة والائمة عليهم السلام اكدوا علينا ان لا تتركوا الحسين، وفي اي مكان كنتم توجهوا للحسين صلوات الله وسلامه عليه فهو منبع الفضائل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/26



كتابة تعليق لموضوع : كتاب عاشوراء منبع الفضائل لسماحة السيد احمد الصافي/ تقرير صباح الصافي (ثقافه الحزن)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net