صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

عباس محمود عقاد وفلسفة الثورة في الميزان
علي حسين الخباز

عباس محمود العقاد في كتابه (فلسفة الثورة في الميزان) درس لنا الثورة الفرنسية التي حملت شعار (الحرية، الاخاء، المساواة) فكان النزاع على معنى الحرية باعتبار أن الرعية لا اعتبار لها ولا حرية لأمة إلا مع راعيها، فمن خرج على هذا النظام أعد خارجيا، وشعار الإخاء سبب مجازر كبيرة راح ضحيتها أكثر من مئة ألف فرنسي، وهاجر أغلب الشعب إلى خارج الحرب وكان الصراع بين حزب الله وحزب الشيطان، لا يؤمن بولاء الولاة 
أما المساواة فتلك معضلة العروش، السلطة لا تريد المساواة بين الناس، الفارق كبير بين أتباع السلطة وغيرهم من الناس، من ضمن هذا المنهج السلطوي، سنجد هناك الكثير من المقاربات مع سلطة بني أمية لهذا توسمت الثورة الحسينية عالميتها وقوة منهجها التعبيري، علما أن الثورة الحسينية لها أسرار لم تكشف بعد، وإن شموليتها واسعة 
البحث في الثورات الإسلامية عن جذرين مهمين الآني على واقع المجتمع الإسلامي المموه والجذر الثاني المدى البعيد على الشعوب الإسلامية، نقرأ أقوال الزعماء والسياسيين والمفكرين العالميين على مديات الخارطة الزمانية والمكانية، يدل على استيعاب الثورة الحسينية على جميع الطوائف والمذاهب الإسلامية الأخرى 
 لكون الثورة الحسينية لم تكن ثورة تقليدية، حين نقرأ في مفردات كل ثورة إنسانية سنتعرف على مقومات الخلود عند الثورة الحسينية، عبر هذه القرون 
قارن الأستاذ المرحوم عباس محمود العقاد بين الثورة الفرنسية والثورة الحسينية وقد درس الثورتين وقف عند معنى الديمومة، وركز في كتابه (أبو الشهداء الحسين عليه السلام) عن نقاء الثورة الحسينية المباركة وخلو قائدها من المصالح الشخصية التي تسعى إليها الكثير من القادة في الثورات العالمية، ولم تتعرض ثورة في العالم إلى ما تعرضت إليه واقعة الطف الحسيني من قبل الأقلام المأجورة للأمويين والعباسيين وعبيد الحكام وجميع الطواغيت لتشويه صورة الثورة الحسينية 
يصفونها تارة بالقزمية وبالانحدار الفكري، توارثوا هذه النظرات السلبية جيلا عن جيل بروح العبيد المملوكين يحرصون بالدفاع عن مكانة ملوكهم، وبهذا يوصلون أنفسهم إلى عجز تام في فهم الحقيقة ومعرفة جوهر الثورة الحسينية 
اليوم ينتقدون الكثير من معطيات الثورة لأنها وصلتهم مشوهة 
الكاتب المرحوم عباس محمود العقاد وضع اليد على جذور الواقعة بما قبلها من أحداث، اعتبر الصراع بين الإمام عليه السلام ومعاوية ليس صراعا بين رجلين أو عقليتين، كان بين الإمامة الدينية والدولة الدنيوية، القضية لو فرضنا أن يزيد يريد أن يأخذ دور الحسين عليه السلام لما استطاع والحسين عليه السلام لا يمكن أن يحسب يوما على الطغاة وفكرهم 
قيل لمعاوية اكتب للحسين وصغر مكانته لجرأته، فقال (والله ما أرى للعيب فيه موضعا)  
ويرى عباس محمود العقاد أن الميزة الأولى التي ينبغي مراعاتها هي نسبه الشريف ومكانته من محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويخطئ من يستخف بهذه المزية، وحتى اتباع يزيد يدركون هذا الحق لكن أمور الدنيا عندهم أكبر 
ووقف العقاد متأملا في قول النبي صلوات الله عليه (حسين مني وأنا من حسين) لذلك حين تحرك الحسين إلى كربلاء تحرك معه الوعي الإنساني لينهي أكذوبة الصراع من أجل الكرسي، ونبقى نحتاج إلى وقفة تأمل كبيرة في قوله عليه السلام رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويعطينا أجور الصابرين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/25



كتابة تعليق لموضوع : عباس محمود عقاد وفلسفة الثورة في الميزان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net