يرى السيد المؤاف ان الكتابة صفة علمية وفن وذوق ، والكتابة يوصفها صنعة فهي من التصنع والتكلف مما يوحي ان الكتابة تخالف الطبع ، وبمعنى آخر ان الكتابة تقتضي خبرة عالية في السبك ، والاسلوب ، ونصل الى قضية مهمة حيث انتهى عهد الكتابة على قاعدة الفطرة ، مسارات الكتابة ، التأثير بالتجارب الثرية والتركيز على متانة الوحدة الدلالية التي هي مكمن النص ، وحين نهتم بالانشاء سينحسر تأثر المناخ النفسي والخيالي الذي يغذيه ، ويتعثر عنه الشغف بالإبتكار وعدم الرضوخ الى التنظيم ، اين دور الالهام والافكار المستحدثة ، الكتابة نوع أصيل من الشغف والمثابرة ، ليصل الكاتب عند السيد الجلالي الى ( اللياقة ) فما هي لياقة الكاتب ،
ينقسم مفهوم اللياقة عند الكتاب الى اكثر من مفهوم فمنهم من يجد اللياقة الحقيقية للكاتب تنحصر في مفهوم اللياقة الاخلاقية ، ومنهم من يرى اللياقة في التمكن الابداعي ،أي رفع لياقة الكاتب لصنع خبرته والخبرة التمكينية تحتاج الى خبرات حياتية ، مجموع التجارب التي تساهم في تكوين شخصيته تثري شعوره وتوسع من نظرته الى الحياة كتجربة الغربة ، الادمان ، العمي ، السجن ،، والخبرة الكتابية تجربة الكاتب في حقل القراءة والكتابة ، ولا يمكن الحصول عليها الا بطول التفرغ للكتابة وطول معاناتها ، وعند الحديث عن اللياقة قد تعني عند الكثيرين أمتلاك أدوات الابداع ، المهارة والفن لكن هناك اللياقة الروحية ، والسيد الجلالي ذهب الى المعنيين ، فهو يركز على مفهوم ( الحذق ) والحذاقة وعلى مفهوم الموهبة ، الفطرة ، ويعرف الكتابة بالوجدان والضمير مع قيمة التدبر الفني ، الموهبة الفطرية تحتاج الى صقل وفي مبحث آخر يبين لنا ان الكتابة وسيلة لاغاية ، نسأل هل يمكن ان تكمن جوهرالكتابة في لفت الانظار ، والمهم هو ماذا يكتب الكاتب ، والا سيعجز عن اجتياز السطحية ، ولنتعرف على الفارق بين الوسيلة والغاية ، الغاية ، الهدف الذي نسعى لتحقيقه عبر الكتابة ، هناك هدف شخصي وهدف معنوي ، يخص الانتماء العقائدي والانساني والوطني والوسيلة هي الاداة ، الكتابة ليست عملية عشوائية ، البعض يسأل لماذا نكتب ، الهدف الحقيقي يجعل الكتابة وسيلة لها ، فتحقق الوسيلة اشياء جميلة للنفس ، ثم تمضي الى سبيلها لتحقيق الهدف، البعض يقول انا أكتب لنفسي، وتبقى الغاية قائمة ،عندما تمثل الكتابة هوية ، تمثل الهدف الاسمى يكون دافع الكتابة قوي يدفع نحو الانجاز بقوة ، السيد الجلالي يركز على ان الغاية من الكتابة هي التعبيرعن أمر معرفي ، وليست الكتابة في نفسها غاية ، بل وسيلة للتثقيف ، الثقافة هي المطلب الاساسي للكتابة ، الكتابة دون المعرفة كتابة بلا روح، لننتبه الى الغايةعبر التأريخ ، الدولة بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله، منعت كتابة الحديث الشريف ومنعت الاحتفاظ بما كتبه كبار الصحابة ، لهذا صار الغرب يدرك هذا الفراغ واعتبروه فراغ ثقافي اسلامي في القرن الاول ، مستندين على عملية المنع ودعواهم لإبطال السنة الشريفة ، ومحاولة طمس مجهود اهل البيت عليهم السلام ، الذين عرفوا وقيموا معنى الكتابة، لتبقى الثقافة الاسلامية نبراسا للعالم عبر التأريخ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat