صدى الروضتين و دور القصيدة الحسينية في بناء المسؤولية الاجتماعية
علي حسين الخباز

  تضمن الشعر الحسيني في مسعاه تعريف الناس من الجوانب الحياتية المهمة في تأريخ الواقعة أو في انعكاساتها على المجتمعات الإنسانية وتشخيص دور القصيدة الحسينية في بناء المسؤولية الاجتماعية، عبر تجربة صدى الروضتين. 
كان اللقاء مع أهل الإبداع والتحاور معهم والكتابة الانطباعية عن الكثير من الإصدارات الثقافية المتخصصة تعتمد على تنوعِ الآراء، تنوع الأفكار، تنوع المناهل الإبداعية والفكرية، في القراءات الانطباعية لكتاب شعراء و رواديد مدينة السبط الشهيد للشاعر الحسيني والناقد والباحث عبد الحسين خلف الدعمي، أحد رموز الأدب الحسيني، ركزنا على العديد من التشخيصات المهمة، فهو يرى أن كربلاء تمتلك مميزات الانتماء بخصوصية الوجاهة الاجتماعية, في جمع مدن العالم ترتبط بتتويج الأغنياء والأثرياء، وهذه مسألة اجتماعية طبيعية، إلا أن كربلاء اعتبرت الشاعر  المرحوم كاظم المنظور أمير الشعراء الحسينيين وجيها، وله وجاهة اجتماعية رغم فقره المادي، ومن أعيان كربلاء عبر التأريخ.   
 نجد أن القصيدة الحسينية كان لها دور اجتماعي مهم، ترك أثرا كبيرا في تماسك المجتمع   
توظف تلك القدرات لتحقيق النضج الاجتماعي بمستوى المسؤولية وترتبط بالمجتمع عاطفيا ومعنويا، وعند قراءة هذا الكتاب المهم وجدنا هناك تشخيصا مهما للأستاذ الدعمي، يقول فيه، إن كربلاء انفردت بقصيدة الكعدة وهي مخصصة للدور الاجتماعي أعطت مساحة للشعر التقويمي الاجتماعي وتنتقد الظواهر السلبية في المجتمع من أجل تقويمها، والسعي لبناء المسؤولية الاجتماعية، وهي من القضايا المهمة لأنها ترتبط بالإنسان لتحمل أمانة الانتماء الحسيني، والقيام بواجبات العمل الضميري بإرادة حسينية ولا يكون ذلك إلا من خلال وعي الشاعر بمهمته   
وفي متابعة انطباعية لتجربة الشاعر الحسيني عودة ضاحي التميمي وهي من أنضج التجارب الحسينية، لا تتعامل قصيدته الحسينية مع التأريخ لمجرد استحضار الواقعة، البعض يسرد الواقعة سردا تفصيليا، أو نجده يشتغل على الأخبار والمتلقي كامل المعرفة بتفاصيل الواقعة   
 الشاعر التميمي يسحب التأريخ إلى الحاضر، إلى مناطق سياسية، اجتماعية، أي بمعنى رفض تحديد الواقعة بزمن، بتأريخ الأحداث الماضوية، بل يعمل على انعكاسات الواقعة، أو بما لا بد أن تكون عليه تماثلات الواقعة بين المجتمع أو حسن الاستجابة لمنهج الواقعة. 
 هناك مسألة مهمة، لا تكتمل مهام الشاعر الحسيني بامتلاك الوعي التاريخي، بل هناك الكثير من اللوحات الفنية تنظر إليها وتحكم بجمالها لكن هي لا تعنينا بشيء وصلنا إلى ضرورة امتلاك الشاعر الحسيني القدرة على التأثير في الناس، التأثير على الوجدان، الدخول إلى همومهم ومشاكلهم وأحاسيسهم إلى حضورهم الحياتي، واسقاط بؤر التأريخ عليها   
الكثير من النقاد والدارسين والخطباء يدركون أبعاد المنبر الحسيني عملية التحشيد الروحي للشباب دفاعا عن الوطن، وعن الأمة وعن الدين والمذهب لو تابعنا تهديد الدواعش كان ومازال هو على المراقد المقدسة وعلى كربلاء الحسين وباقي المدن الشيعية المرتبطة بالحسين وشعائر الحسين عليه السلام   
 المواكب الحسينية نواد اجتماعية، التكايا، المسير العاشورائي الزيارات، علينا أن ندرك مفهوم المسؤولية الاجتماعية وطبيعة الانتماء من خلال أداء واجبات الخدمة   
وفي قراءةٍ انطباعيةٍ في كتابِ (المنبر الحسيني) للشاعرِ والرادود الحسيني محمد حمزة الكربلائي وجدنا أن الكتابَ يرتكزُ على السيرةِ الغيريةِ، وعلى ودراسة تجربتين مهمتين للشاعر الحسيني الحاج كاظم المنظور والحاج الرادود حمزة الزغير، وأعطاهما سمة التراث المنبري الحسيني، فقد شكلا ذروة التوثيق 
المرحوم الشيخ فاضل الفراتي اعتبر المنجز سعي وفاء لرد الجميل، أي جعل المنجز من مساعي الكد الاجتماعي، والسيد جعفر الموسوي ركز على مفهوم الريادة في نشر الثقافة الحسينية، الدكتور عبود جودي الحلي، يرى أنهما عملا على الوعي الاجتماعي الشمولي، واجتازا المعاني النخبوية بمفردات مألوفة.  
والحسينُ عليه السلام كان في نهضتهِ يركزُ على البعدِ الأخلاقي، الحضور في المجتمع لتعزيز روحية السلام، هيهات منا الذلة، لنقرأ هذه الجملة بمدركاتٍ اجتماعيةٍ  
التاريخُ يقول أن العباسَ عليه السلام ما كان ينادي أخاه الحسين عليه السلام إلا سيدي، هذا درسٌ تربويٌ لترسيخِ مبدأ احترامِ الاخوةِ، كان لصدى الروضتين حوارٌ مع خادمِ المنبر الحاج جاسم اللويني رحمه الله، سألناه عن روحِ التنافسِ بين الرواديدِ، أجابنا لم نكن نمتلك هذه النزعة مفهومي الأول كان إني خادم المنبرِ الحسيني، أقرأ قصائدي باندفاعٍ ذاتي، وكان منهجي أن اشتغلَ على الطابع الاجتماعي في قصائد المرحوم هادي القصاب   
(دنياك عندك ذاكرة وتدري بخبرها)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/12



كتابة تعليق لموضوع : صدى الروضتين و دور القصيدة الحسينية في بناء المسؤولية الاجتماعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net