صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

قراءة انطباعية في أمنية شائق
علي حسين الخباز

 مجموعة شعرية من اصدارات لجنة الكفيل في الجارودية  ، اشراف الشاعرة  وفاء الطويل ) 
 يصر مجموعة من النقد العرب بان  الرباعيات   الشعرية ارتبطت باسم الشاعر عمر الخيام  ، وكانت عبارة  عن اربعة  اشطر  لذلك كانت  تسمة ( الدو بيت ) البيتان ، وفي العصر الحديث صارت الرباعيات  من اربعة ابيات  على وزن واحد وقافية واحدة ، ومجموعة(أمنية شائق ) اعتمدت على  الرباعيات من تأليف مجموعة من الشاعرات السعوديات  ، المشاركات في لجنة الكفيل ، وطبيعة الرباعيات تحتاج الى اليراع المتمرس  والمتمكن من ادواته الفنية،والقصيدة ذات الاربعة ابيات تحتاج التكثيف والرؤية الشعرية ، وخصوصية هذه الرباعيات وميزتها الاسمى انها موحدة الهدف الوجداني لاستنهاض قيم  الانتظار المهدوي جميع الرباعيات مهدات الى الامام الحجة المهدي عجل الله فرجه الشريف مما يمنح المجموعة وحدة القصد التوجيهي ووحدة الرمز المهدوي المبارك الذي منح الرباعيات السمو والرفعة والرقي ، ترتكز على الاساليب الشعرية  التي اعتمدت عليها الرباعيات في رؤية موحدة واسلوب متقارب
****  
(اولا ... التكرار ) 
التكرار  منح  الرباعيات قدرات صوتية ودلالية ، ومع الايجاز والتكثيف كونت قوة تأثيرية  في القراءة على المتلقي ، نجد الشاعرة وفاء الطويل كررت في اول استهلاليتها 
( لك ندبة تتلى  وشجو يسمع 
لك زفرة حرى وصب موجع 
لك حزن هذا الكون فيك جفونه 
في كل وقت ترتجيك وتدمع )ص12
والتكرار بطبيعته يوجه التركيز على مفردة ليكسبها حضورا  مضمونيا ويوجه الانظار نحو قيمة الرمز ، والتكرار منح الرباعية جمالية قادرة على كسر الرتابة ، وابراز قوة الجرس يكشف عن عمق التفاعل والانصهار الروحي  مع فكرة المخاطبة المباشرة مع رمز له قدسيته المباركة ، 
(لأنك  النبع ، نبضي  يعشق العطشا 
فمنذ غبت أيا مولاي ما انتعشا 
لأنك  الوجهة الاولى  لمنتظر 
أجول  بالقلب حيرانا ومرتعشا 
لأنك النصر هز الكون منتفضا 
ليسقط الجور مخذولا  ومندهشا )ص17 
ولو بحثنا في انتماءات هذه الرباعيات لوجدنا تجليات روحية تكمن  في نسيج الخطاب الشعري ،نموذج التكرار عند الشاعر ة ( ماجدة حسين مكي ) يقدم التوكيد  لتتدعم الفكرة  ، مثل تكرار ياء النداء بما تحمل من تخاطب مباشر مع الرمز المهدوي ليكون منطلق امل الحضور المبارك 
( يا ليوم قد تباهى  بالامام المنتظر 
يا لسعدي إذ ينادي  في رحابي قد ظهر ) ص29 
والتكرار سعي واضح لتخصيب المضمون  في جوهر قصائد الانتظار والعلاقة الزمانية المهيمنة على فكرة الغياب / الحضور 
متى  يطوي غيابي
متى ترسو ركابي 
سؤالليس لي منه 
 سوى ليل  العذاب ) ص28  
والاسلوب الاستفهامي لمضمون التكرار يمنح المتلقي دفق شعوري  ،  ونجد التكرار في شعرية الشاعرة ( نرجس أحمد العبيدي ) وسيلة من وسائل الامتاع من خلال الصياغة  والايقاع النغميالمتكرر يجذب المتلقي ويحقق توازن عاطفي ، بمعنى ان التكرار عند هذه الشاعر يأخذ منحى التكرار الصوتي 
( يا نفس نوحي  للمغيب الموجع 
 وابكي بندبة  خاشع متولع 
 يا نفس  من هذا الهجوع تنبهي 
وتولعي حزنا بفيض الأدمع ) ص29 
&&& 
 (ثانيا ... الأستفهام ) 
يستعمل الاستفهام في الشعر كاسلوب قادر على تجسيد  التجربة الشعورية  ،ووسيلة من وسائل اتساع  المعنى  ، واثرائه  وفي رباعيات أمنية شائق استخدمت الاستفهام لتنويع الصور واضافة  روح الشعرية لأسئلة تتمحور عن مواقف الانتظار   المهدوي والسؤال عن الظهور يبث لواعج  اللهفة  في وجدان المتلقي،
 عند الشاعرة (وفاء أحمد ) يتحول السؤال  الى منتج وعي ونسيج نفسي ، اوجزت من  خلاله  قضية تغيير البنية الحياتية والاجتماعية اثر ظهور الحجة عجل الله تعالى فرجه، وهذا هو وعي  الانتظار ، سؤال يحيلنا  الى الحياة واحياء السعادة البشرية والكونية ،
( ما أوحش الأزمان دون إمامي 
 فمتى يعود فتنتشي أيامي ؟
 لايعتريني الشك فهو حقيقة 
عظمى وأوشك ان أراه أمامي ) ص18
واما عند الشاعرة ( ماجدة حسين ) يتجلى صدق الاحساس  باعتبار متى  جاذبة للكثير من الطاقة التأثيرية كونها مختصة  بالمكون الزماني عبر 
( عيني تحن لراية خفاقة 
فمتى ترانا سيدي ونراكا ؟
يبس خواء ، بل غضى  بحشاشتي 
أو لا تذيق  الروح برد  نداكا  )( ص27)
ونجد الشاعرة ( نرجس أحمد العبيدي ) تتخذ من الاستفهام اسلوب جذب ومشاركة واثراء شعوري يشعر المتلقي بلذة الانتظار ، ويمنح الاستفهام الشعرية لها ولجميع شاعرات المجموعة عمق الفكرة فكرة ظهور المهدي عليه السلام  ومد صلة الشمولية ، ولا شك ان في المجموعة ادوات استفهام متعدد لكننا نجد ان الامتداد الزمني لعلاقة الانتظار بالظهور المبارك جعلت منها علاقة شعورية تتوائم مع فكرة الانتظار 
( متى نرى الأمن والايمان ملتحفا 
بشملة  العز والاحسان والأدب 
 عجل بثأرك يا بن الاكرمين فلا 
يبقى  على الأرض من طاغ ومنقلب )ص38
اما الشاعرة(مريم رضا آل رمضان بينت من خلال اداة الاستفهام متى حرصها على موعد اللقاء الغيبي  واشتغالها على  انزياح ، استعارة جمالية تجذب المتلقي ، ومن سمات متى انها تجعلنا نتعامل مع الافعال المضارعة ، وتنفتح على عوالم الظهور المشرقة 
( فمتى تشرق يا نور النهى 
فنغاديك  صباحا ومساء 
وتقر العين والقلب غدا 
يرتوي حبا وعلما وضياء )ص47
وفي رباعيات الشاعرة( منى  رضي الشقاق ) تسمو دلالة الامل واضحة في بهجتها والسؤال يمثل تعاملا مع الواقع الحلمي  القائم على الايمان ـ بالظهور  ــ فالعملية عملية شعورية ذات تفاعل مع روحية المتلقي 
(أنين الروح تسبيح
وصبر القلب لايجدي 
متى تأتي تباشير 
وترفع راية المجد )ص63
المتى عند الشاعرة( فتحية سعيد) تستنهض الثار الحسيني المقدس على يد الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف 
( يا صاحب  الثارات قم طال النوى 
فمتى نرى نور الامامة يسطع 
يجلو غمام  الجور  من بعدالعنا 
حتى تطيب جراحنا  بك تهجع)ص71
والشاعرة ( سلمى علي آل قرين ) خرجت باستفهامها عن السؤال الى معاني اخرى لذلك لم تضع علامة الاستفهام 
( ظهر الفساد وأظلمت عين الدنا 
هل من سبيل  للرشاد وملتقى 
في كل صبح  ندبة وتوسل 
والمؤمنون يسابقون الى اللقا) ص56والشاعرة (زينب صالح المعراج ) استعملت الاستفهام بالهمزة وهل واستنفار  الطاقة التأثيرية الكامنة في بث الامورالوجدانية كونها تتعانمل  مع موضوع أكبر من الودود المادي

(أبرضوى أم طوى هل من سبيل 
لتروي القلب  من ذاك الفرات 
أيها الموعود قد طال أفول
أنعش القلب ليحيا من ممات ) ص83
امتلكت رباعيات ( أمنية شائق ) قدرة الخروج  ببعض الاساليب الشعرية  النابضة بالحياة عبر الانزياحات الاستعارية والتشبيهية كونت لنا بؤر فلسفية نجد فيها ملامح من شعرالحكمة مع الضغط والتكثيف استطاعت صنع الدهشة عند المتلقي  وتوحيد الجهد الابداعي للاحتفاء بالرمز المهدوي المبارك


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/06



كتابة تعليق لموضوع : قراءة انطباعية في أمنية شائق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net