٩ ربيع الأول ، الإمامة الغائبة
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

تعيش الإمامية منذ عام ٢٦٠ للهجرة وحتى يومنا الحاضر أجواء وظروف الإمامة الغائبة ، وهي ظروف صعبة وذات مدة طويلة ، فيها تحديات مختلفة ، على رأسها التحدي العقائدي طبعاً والذي يتصدى لأصل فكرة الغيبة ومتعلقاتها ، وبعض هذه التحديات يهدد الوجود الديني والأخلاقي والاجتماعي .. لهذه الثلة من الأمة الإسلامية التي تمرّ بها هذه الظروف والأجواء .
ومن التحديات الكبيرة ايضاً هو التحدي الفقهي والمراجعة الدينية عموماً ، حيث أن تدبير هذه المشكلة ومواجهة هذا التحدي اقتضى أن يكون هناك علماء في الدين وفقهاء في الشريعة على درجة عالية من العلم والورع مهمتهم أخذ فروع الدين من أصوله وإيصالها الى المؤمنين وفق طرق شرعية هي حجّة على العالِم والمكلّف .
والرجوع الى العلماء والفقهاء ليست من مختصات الشيعة ، فهو ديدن العقلاء وأسلوب المراجعة الدينية في جميع الأديان وكذلك جميع المذاهب والفرق الإسلامية المختلفة .. فالجاهل بالشيء يرجع الى العالِم به .
نعم .. الرجوع الى علماء الإمامية له ضوابط خاصة وطرق محكمة وشروط ينبغي توفرها ، وكذلك تحققت على أثرها نجاحات مبهرة أثبتت إحكامها وتفوقها الى الدرجة التي سرقت الأضواء عن الآخرين وبات المذهب الجعفري وكأنه الوحيد الذي فيه نظام ( العالِم والمقلِّد ) .. وهذا التفوّق له ضريبته طبعاً ، فالتضحيات جمّة بين صفوف الفقهاء والمقلدين والخسائر كبيرة ، فضلاً عن الحرب الفكرية المستعرة ضد هذا المذهب وتجييش الأقلام المأجورة والفتاوى السلطانية على طول زمان هذه العقيدة ..
فالفقهاء هم سلوتنا في عصر الغيبة ، وهم رأس سهم حركتنا ، وهم الجبهة الأكثر تحدياً ومواجهةً للأعداء .. فالتمسك بهم هو التمسك بالعروة الوثقى إن شاء الله تعالى ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat