يُحِبُّ التوابين ...
محمد فرج الله الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد فرج الله الاسدي

التوبة
تعريفها . أسبابها . شروطها . فضيلتها . خطورة تأخيرها .
تعريف التوبة :
وهي الندمُ على فعلِ القبيحِ من الأعمال المنافيةِ للدين فيما مضى ، والتعهد في عدم الرجوع إليه في الحاضر والمستقبل .
وَالتَّوبةُ صِفَة تَهذيبٍ وَتَصحيحٍ لِفعلٍ شَاذٍّ عَنْ اَلشَّرعِ وَالْعَقلِ ، قامَ بفعلهِ الإنسان في وقتٍ إما : أنه لم يكن يدرك حكمه الشرعي وقبحه العقلي وآثاره السيئة على نفسه أو مجتمعه من قبل ، أو إنه كان يدرك ذلك لكن ... قد غلبَ هواهُ عقلَه فارتكب ذلك الفعل ، ثم عادَ إلى رشدهِ فتاب .
أسبابها :
إن الإنسانَ يمرُ بمراحلَ متعددةٍ في حياته ، يواجه فيها عقباتٍ وانحرافاتٍ بين الحين والآخر ، وهذه الإنحرافات ربما تكون في بعض الأحيان خطيرة جداً ، والبعض منها قد تكون أقل خطورة ؛ لكنها تمثل منزلقاً يؤدي به إلى الهاوية ، إذا لم يُفلح هذا الإنسان في الإفاقة بالرجوع إلى الجادة الصحيحة والسليمة .
لأن ارتكابَ الذنب هو بسببِ غفلةٍ وجهلٍ وسُباتٍ عن الله سبحانه وتعالی ٠
ومن أهم أسباب الذنب أو الخطيئة هو الجهل وعدم المعرفة .
قال الامام الصادق عليه السلام في تفسير الآية :
إِنَّمَا اَلتَّوْبَةُ عَلَى اَللّٰهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ اَلسُّوءَ بِجَهٰالَةٍ٠
يَعْنِي كُلَّ ذَنْبٍ عَمِلَهُ اَلْعَبْدُ وَ إِنْ كَانَ بِهِ عَالِماً فَهُوَ جَاهِلٌ حِينَ خَاطَرَ بِنَفْسِهِ فِي مَعْصِيَةِ رَبِّهِ٠
وَقَدْ قَالَ فِيهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَحْكِي قَوْلَ يُوسُفَ لِإِخْوَتِهِ : هَلْ عَلِمْتُمْ مٰافَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جٰاهِلُونَ ؛ فَنَسَبَهُمْ إِلَى اَلْجَهْلِ لِمُخَاطَرَتِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ فِي مَعْصِيَةِ اَللَّه . بحار الأنوار ج6 ص۳۲
وأسباب ذلك الجهل كثيرة نذكر بعضها :
أ- النشأة في أسرةٍ بعيدة عن الدين والثقافة ، أو أنها تعاني من مشاكل خاصة تؤدي إلى سوء التربية والتعلّم .
ب- التأثر بمجتمعٍ يسُوده الجهل وعدم المعرفة .
ج- عدم الإنشغال بالأمور الحياتية والسيطرة على الفراغ بهدر الوقت ، ولعدم إستغلاله بالعلم أو العمل أو كلاهما معا.
د- وأهم من كل هذه الأسباب وغيرها مجتمعة ؛ وهو الإبتعاد عن الدين .
شروط التوبة :
هو امتثالٌ لواجبٍ قد فرضَه اللهُ تعالى علينا .
ومن شروطها أنّ الندمَ يكون بادياً سريعاً بعد ارتكاب المعصية ، حتى لا تتم المماطلة بالتأخير ، وبالتالي الإغترار وجعل الأمر هيّناً ، لأن ذلك سيمكنّ من التمادي بالذنوب شيئا فشيئا ، إلى أن يصل إلى اقتراف الكبائر نستجير بالله ، وهذا ما يحذرنا الله تعالى منه ، ويطرب له إبليس لعنه الله .
وللتوبة آثار وواجبات نذكر منها :
1- شعور المذنب بالندم والإنكسار الحقيقي أمام الباري عز وجل ، والمبادرة إلى الإستغفار بالإلتجاء إليه والدعاء في طلب العفو منه تعالى .
2- الإصرار بنيّةٍ صادقة في عدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى ، وأن لايعود إلى الفعل القبيح بعد معرفة الأسباب والنتائج المترتبة عليه .
3- التعجيل في أداء الفرائض التي لم يؤدها أو قصّرَ في أدائها .
4- إرجاع الحقوق المالية المتعلقة بذمة الجاني إلى أصحابها الشرعيين ، وإذا لم يتمكن من الوصول إليهم ؛ يقوم بالدفع إلى الحاكم الشرعي بعنوان رد المظالم ، ويُرجع فيها إلى فتاوى العلماء في كيفية الدفع وتفاصيلها .
فضيلتها :
ولأهمية التوبة نضع بين أيديكم بعض الآيات القرآنية التي تحثنا على التوبة والرجوع الی الله تعالی ٠
قال الله تعالى : إنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلتَّوَّ ٰبِینَ وَیُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِینَ . البقرة ٢٢٢ ٠
لو لم تكن إلاّ هذه الآية المتينة في فضل التوبة ، النافذة في محبة الله سبحانه وتعالى لعباده التوابين ؛ لكفتنا المقال والتوضيح والتعبير والشرح والتفسير في القراطيس مجتمعة كلها ، إنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلتَّوَّ ٰبِینَ .
إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَـٰلَةࣲ ثُمَّ یَتُوبُونَ مِن قَرِیبࣲ فَأُو۟لَـٰۤئكَ یَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمࣰا. النساء 17
قال تعالى: تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . النور 31
هود ٩٠ :
وَٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٞ وَدُودٞ
الشورى ٢٥ :
وَهُوَ ٱلَّذِي يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ
البقرة ١٦٠ :
إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
الفرقان ٧١ :
وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَإِنَّهُۥ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابٗا
طه ٨٢ :
وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ
النصر ٣ :
فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا
التحريم ٨ :
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَكُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يَوۡمَ لَا يُخۡزِي ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ .
والكثير من الآيات التي وردت فيها معنى التوبة لا يمكننا نقلها جميعها في هذه المقالة المختصرة .
إذاً نلاحظ جليّا أن التوبة واجبة ، لأنه سبحانه وتعالى قد أمرنا بها في كتابة الكريم وفي مواضع عديدة .
تَصَوَرْ لو لم يكن هناك استجابة للتوبة في حياتنا ، وأن الباري عز وجل لن يقبلَ منا ذلك ماذا سيحدث ؟؟؟؟.
إذن لنغتنم هذه النعمة العظيمة التي أولانا بها ، وفي سعة رحمته علينا ورأفته بنا ، وحلمه المستفيض اتجاهنا ، للنجاة والفوز بالعفو والمغفرة عنده إن شاء الله تعالى .
أما ماورد عن النبي وأهل بيته عليهم السلام
فقد تواترت معاني التوبة كثيرا في أدعيتهم وأحاديثهم .
فترى أن أغلبها تركز على قضية الإستغفار والتوبة والإنابة إلى الله تعالى - وهم المعصومون عن ذلك كله - سنذكر بعضا منها :
قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فُضُولاً مِنْ رِزْقِهِ يَنْحَلُهُ مِنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ وَ اَللَّهُ بَاسِطٌ يَدَيْهِ عِنْدَ كُلِّ فَجْرٍ لِمُذْنِبِ اَللَّيْلِ هَلْ يَتُوبُ فَيَغْفِرَ لَهُ وَ يَبْسُطُ يَدَيْهِ عِنْدَ مَغِيبِ اَلشَّمْسِ لِمُذْنِبِ اَلنَّهَارِ هَلْ يَتُوبُ فَيَغْفِرَ لَهُ . بحار الأنوار ج6 ص۲۹
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَفَى بِالنَّدَمِ تَوْبَةً ، وَ قَالَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ فَمَنْ لَمْ يَنْدَمْ عَلَى ذَنْبٍ يَرْتَكِبُهُ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَمْ تَجِبْ لَهُ الشَّفَاعَةُ ، وقَالَ لَا كَبِيرَ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ وَلَا صَغِيرَ مَعَ الْإِصْرَارِ. بحار الأنوار ج۸ ص۳5۱
قَالَ الإمام اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : إِذَا تَابَ اَلْعَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحاً أَحَبَّهُ اَللَّهُ فَسَتَرَ عَلَيْهِ فِي اَلدُّنْيَا وَاَلْآخِرَةِ .
فَقُلْتُ كَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْهِ ، قَالَ يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَتَبَا عَلَيْهِ مِنَ اَلذُّنُوبِ وَ يُوحِي إِلَى جَوَارِحِهِ اُكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ وَ يُوحِي إِلَى بِقَاعِ اَلْأَرْضِ اُكْتُمِي عَلَيْهِ مَا كَانَ يَعْمَلُ عَلَيْكِ مِنَ اَلذُّنُوبِ ، فَيَلْقَى اَللَّهَ حِينَ يَلْقَاهُ وَ لَيْسَ شَيْءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ اَلذُّنُوبِ . بحار الأنوار ج۷ ص۳۱۷
وقَالَ الإمام اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : مَنْ خَلاَ بِذَنْبٍ فَرَاقَبَ اَللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِيهِ ، وَاِسْتَحْيَا مِنَ اَلْحَفَظَةِ ؛ غَفَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ ذُنُوبِ اَلثَّقَلَيْنِ . وسائل الشیعة ج15 ص۲۲۱
قال الإمام الصادق عليه السلام : مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يُذْنِبُ إِلاَّ أَجَّلَهُ اَللَّهُ سَبْعَ سَاعَاتٍ فَإِنْ هُوَ تَابَ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ - وَ إِنْ لَمْ يَتُبْ كَتَبَ اَللَّهُ عَلَيْهِ سَيِّئَةً . مشكاة الأنوار ج۱ ص۱۱۰
أما هذه الرواية العجيبة الخارقة لمفهوم الرأفةْ ، الثاقبة في معرفة الرحمة ، الدامغة في حقيقة العبودية ، التامة في مفهوم المحبة الإلهية ؛ فلو لم تردنا إلا هذه الرواية لأغنتنا عن غيرها ٠
قَالَ الإمام الباقر عليه السلام : إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ وَ مَزَادَهُ فِي لَيْلَةِ ظَلْمَاءَ ؛ فَوَجَدَهَا ، فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ ذَلِكَ اَلرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَا . وسائل الشیعة ج۱6 ص۷۳
قَالَ الإمام الباقر عليه السلام: ذُنُوبُ اَلْمُؤْمِنِ إِذَا تَابَ مِنْهَا ؛ مَغْفُورَةٌ لَهُ فَلْيَعْمَلِ اَلْمُؤْمِنُ لِمَا يَسْتَأْنِفُ بَعْدَ اَلتَّوْبَةِ وَاَلْمَغْفِرَةِ أَمَا وَاَللَّهِ إِنَّهَا لَيْسَتْ إِلاَّ لِأَهْلِ إِيمَانٍ ( الإيمان ). بحار الأنوار ج6 ص40
ومن دعاء للإمام السجاد عليه السلام - وهو المعصوم - : اَللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ فِي مَقَامِي هَذَا مِنْ كَبَائِرِ ذُنُوبِي وَصَغَائِرِهَا ، وَبَوَاطِنِ سَيِّئَاتِي وَظَوَاهِرِهَا ، وَسَوَالِفِ زَلاَّتِي وَحَوَادِثِهَا، تَوْبَةَ مَنْ لاَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ، وَلاَ يُضْمِرُ أَنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَةٍ وَقَدْ قُلْتَ - يَا إِلَهِي - فِي مُحْكَمِ كِتَابِكَ : إِنَّكَ تَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِكَ، وَتَعْفُو عَنِ اَلسَّيِّئَاتِ، وَتُحِبُّ اَلتَّوَّابِينَ، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي كَمَا وَعَدْتَ، وَاُعْفُ عَنْ سَيِّئَاتِي كَمَا ضَمِنْتَ، وَأَوْجِبْ لِي مَحَبَّتَكَ كَمَا شَرَطْتَ وَلَكَ - يَا رَبِّ - شَرْطِي أَلاَّ أَعُودَ فِي مَكْرُوهِكَ ، وَ ضَمَانِي أَنْ لاَ أَرْجِعَ فِي مَذْمُومِكَ ، وَعَهْدِي أَنْ أَهْجُرَ جَمِيعَ مَعَاصِيكَ . الصحیفة السجادیة ج۱ ص۱۳۸
خطورة تأخيرها :
سنذكر بعضا من الآيات والروايات التي تحذّر من تسويف التوبة أوعدم الوفاء بها .
وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ . هود ٣
وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا . النساء ١٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ . البروج ١٠ :
قال أمير المؤمنين عليه السلام : لاَتَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو اَلْآخِرَةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ وَيَرْجُو اَلتَّوْبَةَ بِطُولِ اَلْأَمَلِ ِ . بحار الأنوار ج 74 ص 410
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ لَا وَاللَّهِ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ شَيْئاً مِنْ طَاعَتِهِ عَلَى الْإِصْرَارِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ مَعَاصِيهِ. وسائل الشیعة ج۱5 ص۳۳۷
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ[5]- قَالَ الْإِصْرَارُ أَنْ يُذْنِبَ الذَّنْبَ فَلَا يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ وَ لَا يُحَدِّثَ نَفْسَهُ بِالتَّوْبَةِ فَذَلِكَ الْإِصْرَارُ. وسائل الشیعة ج۱5 ص۳۳8
وَ سُئِلَ الصَّادِقُ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ[10]- دَخَلَتِ الْكَبَائِرُ فِي مَشِيَّةِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ إِنْ شَاءَ عَذَّبَ عَلَيْهَا وَ إِنْ شَاءَ عَفَا. وسائل الشیعة ج۱5 ص۳۳4 (ومن الكبائر الإصرار على الذنب).
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي علامات الْإِيمَان ِقال في آخر الحديث : .... وَ لَمْ يَلْقَ اَللَّهَ بِذَنْبٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ اَلنَّارَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ .
قَالَ أَبُو بَصِيرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَيُّنَا لَمْ يَلْقَ اَللَّهَ بِذَنْبٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ اَلنَّارَ .
فَقَال عليه السلامَ لَيْسَ هُوَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا هُوَ لَمْ يَلْقَ اَللَّهَ بِذَنْبٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ اَلنَّارَ وَ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ ُ. البحار ج65 ص270
وعنه عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ : اَلتَّائِبُ مِنَ اَلذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ وَ اَلْمُقِيمُ عَلَى اَلذَّنْبِ وَ هُوَ مُسْتَغْفِرٌ مِنْهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ . وسائل الشیعة ج۱6 ص۷4
إلى هنا نكتفي بذكر الآيات والروايات التي تحذر من تأخير التوبة ومن الإصرار على الذنب .
والحمد لله رب العالمين أن منحنا فرصة التوبة ووعد التائبين منا نعمة العفو والمغفرة .
3/ ربيع الأول /1445 هـ
7/9/2024 م
نسأله تعالى أن يوفقنا للتوبة والإنابة والطاعة إليه ، واجتناب معصيته في مخالفة الهوى ، والتمسك بدينه الحنيف بجاه ساداتنا محمد وأل محمد عليهم السلام .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat