صفحة الكاتب : جبار عبد الزهره

يطمسون اسم الحسين
جبار عبد الزهره

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انا قلت في مقالات كثيرة ان اهل السنة والجماعة يخشون اسم الحسين (ع) كشخية بني أمية من اسم الإمام علي (ع) ففي موسم الحج الذي تلى تنازل الإمام الحسن عن الحكم لمعاوية بن ابي سفيان ، شارك معاوية في هذا الموسم قاصدا تحذير آل النبي من ذكر الغمام علي عليه السلام فتوجه نحو عبدالله بن عباس ففال له بالحرف الواحد مهددا ومتوعدا إياه وخاطبه يا بن عباس :- انا ارسلت الى جميع الأمصار بسب علي ولعنه فإياكم ان تحدِّثوا الناس بفضائله وافعاله وكراماته ولكن مسموح لكم ان تتحدثوا بها فيما بينكم 0

وفي هذا الصدد اسمحوا لي مفسرا وشارحا وليس منحازا طائفيا أن اقول :- إن الصحف ووسائل الإعلام العربية والإسلامية المختلفة على المستوى الداخلي للدول وعلى مستوى الأقاليم وكذلك على المستوى العالمي في غالبيتها إن لم نقل جميعها تدار من قبل طافم اعلامي وصحفي من قبل من يدَّعون انهم اهل السنة والجماعة في الإسلام 0

لذلك تصيبهم حساسية عدوانية مفرطة في غاية الإفراط ويسيطرعليهم سعاركسعار الثورعند الغضب وهياج كهيجان التيس عندما يمسكه احدهم من أذنه إذا ما تم ذكر اسم الإمام علي عليه السلام او اسم فاطمة بنت النبي محمد (ص) او اسم احد من ذريتهما اقول هذا وانا ارى بام عينيَّ وأسمع بأذنيّ كيفَ ان المذيع او مقدم البرامج يتلعثم وتصيبه الحشرجة والبحة في صوته ويجزع من ذكر اسماء اهل البيت عليهم السلام وما لهم من حق على الناس وهذا له جذر تاريخي تجلى عند احتضارعائشة بنت ابي بكر التي حاربت الإمام علي يوم الجمل بغضا له والتي عندما احتضرت جزعت (الجزع :- هو أشد الخوف من المصير المشؤوم الذي يفتح الله للضالم شاشته وابوابه لكي يرى ما ينتظره من مصيرتحت عذاب اليم ومقيم اي هو ان يقوم الانسان بالصراخ وبحركات هستيرية وربما يبول على نفسه أو ويسلح في ملابسه 0

لا اريد ان اطيل في الإبتعاد عن القصد من هذا المكتوب وهو انه عندما شن حزب الله اللبناني بقيادة السيد حسن نصرة هجومه الصاروخي والمسيَّراتي على العمق الإسرائيلي عقابا لدولة الإحتلال وكرد على حربها الإبادية التي تمارسها ضد قطاع غزة والضفة الغربية وفضلا عن قيام اسرائيل باغتيال الشيخ اسماعيل هنية في ايران والسيد فؤاد شكر في لبنان قد كان توعد اسرائيل بتنفيذه عليها وقد اطلق السيد حسن وحزبه على هذه العملية العسكرية النوعية التي ليس لها ما يماثلها في تاريخ المواجهات القائمة بين اسرائيل والعرب منذ العام 1948م بسبب العدوانية التي تتبناها اسرائيل ضد العرب كستراتيجية دفاعية عن نفسها على افتراض توقع العدوان من العرب رغم ان احدا من العرب لم يعتد عليها منذ تأسيسها الى اليوم 0

لقد تم تنفيذ هذا العمل العسكري الباهروالمؤثرعلى الستراتيجية الحربية والسياسية الإسرائيلية اثناء ممارسة الشيعة لطقوس شهادة الامام الحسين(ع) في معركة الطف بما في ذلك زيارة الأربعين مشيا على الأقدام الى مدينة كربلاء حيث مثوى الإمام الحسين واخيه العباس (ع) وتيمنا بهذه المناسبة التراجيدية والكريمة التي تشكل مفخرة لكل حر ونبراس لكل ثائر تم اطلاق عليها اسم (عملية اربعينية الإمام الحسين )0

وكما قلت اعلاه ان الإعلام بمختلف اشكاله النوعية والجنسية وانتماءآته الجغرافية وخاصة باللغة العربية مسيطر عليه من قبل اعلاميين وصحفيين من اهل السنة والجماعة تحركت في اعماقهم عوامل الحقد والكراهية لأهل البيت فعمدوا الى اختصار هذا الاسم بشكل تدريجي عبرقضم الكلمات والحروف حتى وصولوا فيها الى كلمة واحدة مبهمة وهي كلمة (الأريعين) 0

وهي كلمة غامضة لا تحمل أية دلالة رمزية الى شخص مشهور المنزلة الكريمة او واقعة مهمة في تاريخ الإنسانية وبذلك أفرغوها من محتواها الذي يرمزالى ابي الأحرار الامام الحسين عليه السلام الذي اختار التحرر من العبودية من طريق الشهادة وهو القائل (والله لا اعطيهم بيدي اعطاء الذليل ولا اقرُّ لهم اقرارالعبيد )0

وجرَّدوها من محتواها الثوري كمعركة ثورية خالدة على طريق الكفاح والجهاد وتشكل نبراسا هاديا الى منطلقات الجهاد الثوري لثوار واحرار الإنسانية في كل عصر ومصر كما اهتدى بها ابو الهند المهاتما غاندي الذي حرر الهند من براثن الإستعمار الإنكليزي وهو القائل عن استلهامه معاني الثورة والتحرر من الحسين (تعلمت من الحسين إذا كمت مظلوما كيف انتصر ) وكما اهتدى به الزعيم الصيني ما توتسي تونغ في البناء العلمي والتطور التكنلوجي للصين الشعبية اليوم 0

فمن المعروف ان الزعيم الصيني ما وتسي تونغ لم يقاتل محتلا لبلاده الصين ولا عدوًا لها ، ولكنَّه استلهم من الحسين منطلقات التقدم العلمي وايديولوجية التطور التكنلوجي وحيثيات الذكاء الإصطناعي وهذا الإعتراف بالإقتباس من الحسين والإقتداء به جاء على لسان ما وتسي تونغ في رده على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسرعرفات الذي زار الصين في ذلك الوقت وطلب الى ما وتسي تونغ أن يزوده ببعض منطلقات وافكار الثورة الشعبية الصينية لكي يستفيد منها الشعب الفلسطيني من خلال تطبيقها على ارضية الواقع فردَّ عليه ما توسي تونغ بكل برود وهدوء واستغراب :- (عندكم الحسين إذهب وتعلم منه ) ولم يكن يعلم الزعيم الصيني ان ياسرعرفات يتمسك ويؤمن بنهج بني أمية المعادي لأهل بيت الله وآل نبيه محمد (ص) فهو مثلهم يعتبر الحسين (ع) :- خارجيا وقتل بسيف جده 0

ومن اللافت للنظر أن صباح عطوان مؤسس جريدة رأي اليوم اللندنية وهو فلسطيني قضى حياته في المخيمات ذكر رد حزب الله على اسرائيل مرات عديدة في مقالاته لكنه ساهم في طمس معالم حقيقة العنوان للضربة التي وجهها حزب الله الى عمق اسرئيل تحت عنوان (اربعينية الحسين) وكان يكتفي الى اختصارها بكلمة (الأربعين)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جبار عبد الزهره
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/03



كتابة تعليق لموضوع : يطمسون اسم الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net