قِصص الأربعين.. عطاءٌ بلا ثمن وراحةٌ في التعب

في كلّ عام، ومع اقتراب ذكرى زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، تستعد الحاجّة أم فلاح في العقد السادس من عمرها مع أحفادها لإقامة موكبهم المعروف بـ (موكب أنوار الحسين -عليه السلام-)" الذي يقع على طريق سير الزائرين المتوجهين صوب مدينة كربلاء المقدسة. في قرية صغيرة من محافظة البصرة جنوبي العراق، ومنذ عام 2009م، تجسِّد الحاجّة أم فلاح أسمى معاني العطاء والخدمة الحسينية لزائري الأربعين.

لم يكن موكب أنوار الحسين مجرّد محطة للاستراحة، بل كان قلبًا نابضًا بالعطاء والكرم، الحاجّة أم فلاح، التي كانت تعد خبز السياح (المشهور في محافظات العراق الجنوبية) مع أحفادها، وتسهر على راحة الزائرين وتحرص على تقديم كل ما يمكنها من دعم وخدمة على مدار اليوم، وتقول الحاجّة أم فلاح بصوت ملأه الإيمان والصدق: "أدعو في صلاتي أن يطيل الله أعمار زوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأعمار الذين نالوا شرف الخدمة".

الراحة في التعب
كانوا أحفادها، الذين نهلوا من معين إخلاصها، يساعدونها في إعداد الطعام وتقديمه للزوار الذين يملؤون المكان بالدعاء والشكر، لم يكن التعب معروفًا في قاموس هذه العائلة، بل كان شعورهم بالامتنان لله تعالى على فرصة خدمة زائري الإمام الحسين (عليه السلام) هو ما يغمر قلوبهم ويحفزهم على الاستمرار.

وفي نهاية كل يوم، بينما تغرب الشمس وتملأ الأفق بألوانها الذهبية، كانت الحاجّة أم فلاح تجلس في خيمتها المتواضعة، تنظر إلى الزوار وهم يشكرونها على كرمها ويقولون لها "أتعبناكِ يا أمّاه" وبكل صدقٍ يكون ردها "تعبكم راحة يمّه" مع علمها بأنّها قامت بدورها في خدمة الزوار الأوفياء، وأنّها قدّمت جزءًا من حبها لأهل البيت (عليهم السلام). 

 

رسالة أم فلاح وشرف الخدمة
وفي كلّ عام، ومع انتهاء زيارة الأربعين، يعود الزوّار إلى ديارهم محمّلين بالذكريات الطيبة والدعوات الصادقة للحاجّة أم فلاح وأحفادها، كانوا يعرفون أن تلك المرأة لم تقدّم لهم خدمات بسيطة، بل قدّمت لهم جزءًا من روحها، روح امتلأت بالإيمان والتفاني في حب الإمام الحسين (عليه السلام) وخدمته.

وتتذكّر الحاجّة أم فلاح أنّ هذه الأيام ليست مجرد واجب، بل هي فرصة لها لتجديد إيمانها وتعزيز حبها للإمام الحسين (عليه السلام)، الذي أضاء دربها بالحنان والرحمة، وكانت آخر ما تقوله بعد خدمتها زائري الإمام الحسين (عليه السلام): "أرجو أن يسجلني الإمام الحسين (عليه السلام) من خَدَمة زوّاره".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/08/15



كتابة تعليق لموضوع : قِصص الأربعين.. عطاءٌ بلا ثمن وراحةٌ في التعب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net