صفحة الكاتب : جبار عبد الزهره

قوانين الله والقوانين الوضعية
جبار عبد الزهره

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) الانبياء هاتان الاآيتان الكريمتان تدلاّن على ان دين الإسلام هو دين عصور التنوير التي سبقت الحداثة وهو دين الحدلنة بكل ما تحمل من شرط النهضة وعامل التقدم التقاني وعناصر التطور العلمي وكل من يتهم الإسلام بالقصور والتقصير في بناء صرح نهضوي وتأسيس ركب حضاري بسبب فراغ بنائه المعرفي من اسباب التطور وشروط النهوض على حد زعمهم الحاقد وعقولهم المريضة فهو على قدر كبير من الوهم والجهل المركب والتخلف العميق وبغض الإسلام 0

فالاسلام دين التقدم والتطور ومصدر المعرفة واكبر دليل على ذلك إنَّ أول آية نزلت منه على صدر خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم وعلى آله ) هي آية وجوب التعلم على الإنسان فحملت أمراً من الله سبحانه هو (إقرأ) وهذا الفعل هو باكورة خطوات التعلم وتحصيل المعرفة وهذا الفعل دليل واضح على أن الإسلام دين عبادة لله سبحانه مقرونة بفرض طلب العلم من الإنسان والسعي وراء المعرفة حتى يتكامل بناء اللإنسان من طريق اكتساب المعارف ودراسة العلوم فيقوم بانشاء مجتمع عصري وحديث وفق معطيات العصرنة والحداثة الزمنية والمكانية لوجوده الزمني والمكاني 0

يبدو ان بعض الكتاب يحمل نفسا طائفيا ماديا متحاملا يتجه للنقد والتجريح والتشكيك في قوانين السماء ويحكم بعدم صلاحيتها للتطبيق على مسارات الحياة الانسانية اليوم لأنها خاصة بالعصور القديمة والوسطى بحسب رأيه وان القوانين التي وضعها الإنسان عبر مراحل حياته والتي استمد موادها ومقارباتها الحكمية في ممارسة القضاء بين الناس من تجاربه الشخصية ما بين الخطأ والصواب هي افضل من قوانين الله التي جاءت في رسالاته السماوية التي بعث بها الأنبياء للناس لكي ينشروها بينهم 0

وحصيلة ذلك ان بعض من يكتبون لنبذ قوانين الله وتشجيع استخدام القوانين الوضعية بدلا منها كان هو هذا ما يدفعهم الى مهاجمة احكام الإسلام وقوانينه في التعامل مع مفردات الحياة الإنسانية والحكم وفق رأيه ان القوانين العقائدية للإسلام في العبادة والتعاملات بين الناس لا تصلح للعصر الحالي وكأنَّه هو الذي خلق السموات والأرض وما بينهما وليس الله سبحانه الذي سن وشرع هذه القوانين التي فيها صلاحية سياسية وادارية واقتصادية لكل عصر من العصور البشرية وفي كل مصر من امصار الأرض 0

وهي افضل من القوانين الوضعية في سياسة الحياة الانسانية واكثرها ملائمة لأنشطة وميادين الحياة في وضع الحلول للمشاكل وتذليل العقبات التي تواجه الانسان اي إنسان في اي مرفق من مرافق الحياة وفيها قانون اداري متكامل ومتناسق وشامل لكل قضية مهما كانت كبيرة ومهما كانت معقد ومع كل صغيرة مهما كانت متناهية في الصغر فهو يتناولها ويضع لها طريق سليم لكي يسلكه الانسان بسلامة وكذلك فيه مرونة عالية وطراوة سهلة الإنسيابية تتماشى مع جميع المتغيرات وتتوافق مع كل الثوابت وخلاصة مخض القول قوانين العقيدة الإسلامية تصلح لأن يطبقها الإنسان اي انسان في شتى جوانب الحياة العصرية والحديثة وسيكون النجاح حليفه في الوصول الى ما ينفعه والعيش بسعادة ورفاهية وحصوله على رضى الناس في تعامله معهم 0

فليست هناك من مناسبة بينها في الصلاحية والسلامة والقوانين الوضعية المليئة بالأخطاء والنواقص والتي هي اليوم عرضة للتغيير والتبديل والاضافة والحذف من قبل الحكومات والبرلمانات في محتلف دول العالم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جبار عبد الزهره
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/08/02



كتابة تعليق لموضوع : قوانين الله والقوانين الوضعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net