أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 118)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

2525- جاء في البيان في تفسير القرآن للسيد أبو القاسم الخوئي: قراءة النبي البسملة وتوجيه رواية أنس: تقدمت إحدى هذه الروايات في ص 444، وروى قتادة عن أنس: أن قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت مدا، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم (سنن البيهقي ـ باب افتتاح القراءة في الصلاة ببسم الله ـ الجزء 2 ص 46، والمستدرك، حديث الجهر ببسم الله الجزء 1 ص 233). وروى شريك عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجهر بسم الله الرحمن الرحيم. قال الحاكم: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات. وروى العسقلاني قال: صليت خلف المعتمر بن سليمان ما لا أحصي صلاة الصبح والمغرب فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قبل فاتحة الكتاب وبعدها وسمعت المعتمر يقول: ما آلو أن أقتدي بصلاة ابي وقال ابي: ما آلو أن أقتدي بصلاة أنس بن مالك، وقال أنس بن مالك: ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال الحاكم: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات المستدرك الجزء 1 ص 233 ـ 234. وروى أبو نعامة عن أنس، قال: كان رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر لا يقرأون يعني لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم سنن البيهقي ـ باب من قال لا يجهر بها ـ الجزء 2 ص 52. أقول: يمكن أن يكون المراد من رواية أنس المتقدمة ـ التي استدلوا بها على أن البسملة ليست من القرآن ـ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده لم يجهروا بالبسملة، والقرينة على ذلك هذه الرواية الاخيرة، ويؤيد هذا أن أنس قد عبر في الرواية المتقدمة بعدم سماعه القراءة، بل وفي بعض روايات أنس قال: فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وفي بعضها قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يسمعنا قراءة بسم الله الرحمن الرحيم.. سنن النسائي ـ باب ترك الجهر ببسم الله ـ الجزء 1 ص 144 وعليه فلا معارضة بين رواية أنس المتقدمة وما ذكرناه من الروايات الدالة على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده كانوا يقرأونها. نعم ذكر في رواية واحدة: أنهم لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها صحيح مسلم ـ باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة ـ الجزء 2 ص 12، إلا أن في سند هذه الرواية الوليد بن مسلم القرشي، وفي وثاقته كلام، بل صرح غير واحد بكثرة خطئه، أو تدليسه راجع تهذيب التهذيب. وأما رواية قتادة عن أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمرو عثمان يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين (الترمذي باب ما جاء في افتتاح القراءة بالحمد ـ الجزء 2 ص 45، وسنن أبي داود باب الجهر ببسم الله ـ الجزء 1 ص 125 وقريب منه ما رواه النسائي باب البداءة بفاتحة الكتاب الجزء 1 ص 143). فهذه الرواية محمولة على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده كانوا يبدأون بقراءة فاتحة الكتاب، وقد أطلق جملة: الحمد لله رب العالمين على سورة فاتحة الكتاب ووقع مثل ذلك في بعض الروايات المتقدمة، وعلى ذلك حملها الشافعي أيضا.
2526- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَسْنِيمٍ الْحَضْرَمِيُّ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ القربي الْعُرَنِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لِأُمِّ سَلَمَةَ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَحْمُهُ لَحْمِي وَ دَمُهُ مِنْ دَمِي وَ هُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ هَذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ وَ وِعَاءُ عِلْمِي وَ بَابِيَ الَّذِي أُوتَى مِنْهُ وَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَعِي فِي السَّنَامِ الْأَعْلَى يَقْتُلُ الْقَاسِطِينَ وَ النَّاكِثِينَ وَ الْمَارِقِينَ.
2527- جاء في شبكة رافد: من آداب القرآن الكريم: الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم بيّن للناس عظمة الرسول الأكرم من خلال آيات كثيرة يستفاد منها جعل النبي في المرتبة السامية والرفيعة من خلال الآيات التالية: أولاً: "مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ" (النساء 80) هنا جعل طاعة الرسول طاعة لله عزّ وجلّ. ثانياً: "مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا" (الحشر 7) ويستفاد من هذا النصّ الأخذ عن رسول الله فيما يأمر عنه وفيما ينهى فينبغي على الأُمّة الانقياد الكامل له والتسليم لما يأمر به ولما ينهى عنه. ثالثاً: "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ" (النجم 3) ويستفاد من هذا المقطع عصمة النبي صلّى الله عليه وآله فيما يتحدّث به من الأُمور والتكاليف بشكل مطلق. رابعاً: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ" (الأحزاب 21) ويستفاد من هذا النصّ جعل النبي صلّى الله عليه وآله قدوة حسنه تقتدي بسلوكه الأُمّة الإسلاميّة لمن أراد مرضاة الله عزّ وجلّ. خامساً: "إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الأحزاب 56) ويستفاد من هذا المقطع القرآني حفاوة السماء وحبّها وتكريمها لهذا المخلوق العظيم بحيث يبتدأ الربّ تبارك وتعالى مع الملائكة بالصلاة عليه وتعني انزال الرحمات تلو الرحمات والفيوضات الربّانية عليه صلّى الله عليه وآله وبعد ذلك جاء الأمر بامتثال الأمر الإلهي في الصلاة عليه، وتسليم الأُمور إليه بشكل مطلق. زاد الله في شرفك يا رسول الله في الدنيا والآخرة، وقد رفع الله ذكره كما قال في كتابه "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ" (الانشراح 4) فما يذكر الربّ في الأذان حتّى يذكر إلى جنبه الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله.
2528- جاء في أقلام المرجع عن عبد العباس الجياشي: كيف يعذب الإنسان بفعل الغير: صحيح البخاري ج 1 ص 433 رقم الحديث 3978 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ فَقَالَتْ وَهَلَ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الْآنَ. نعم الله تعالى يقول: "كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة" (المدثر 38)، ويقول كذلك: "وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُور" (العاديات 10)، فالميت إذا مات انقطع عمله، نعم إذا سنّ سنّة حسنة كما ورد أو أحدث بدعة يبقى له الأجر أو عليه الوزر، أمّا أن أبكي أنا على ميّت ويلحقه هو العذاب، فليس هذا من المنطق ولا من العدل في شيء. أقول وهذا البخاري يرد على نفسه بحديث عائشة وهي تكذب ابن عمر صحيح البخاري ج 4 ص 1462 رقم الحديث 3759 - حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال: ذكر عند عائشة رضي الله عنها أن ابن عمر رفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم (أن الميت ليعذب في قبره ببكاء أهله). فقالت وهل ابن عمر رحمه الله إنما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (أنه ليعذب بخطيئته وذنبه وان أهله ليبكون عليه الآن). قالت وذاك مثل قوله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام على القليب وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم مثل ما قال أنهم ليسمعون ما أقول). أنما قال (إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق). ثم قرأت (إنك لا تسمع الموتى) (وما أنت بمسمع من في القبور). تقول حين تبوؤوا مقاعدهم من النار. ويرد البخاري على نفسه ببكاء النبي صلى الله عليه وآله ببكاه على ابنه ابراهيم فقد اخرج البخاري في صحيحه ج 1 ص 439 رقم الحديث 1303 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا قُرَيْشٌ هُوَ ابْنُ حَيَّانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ وَكَانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَذْرِفَانِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ. رَوَاهُ مُوسَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ المُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واخرج مسلم في صحيحه كتاب الجنائز / باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه (9) باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه - (927) حلئنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبِى شَيْبَةَ وَمُحَمَدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، جَميعًا عَنِ ابْنِ بِشْر، قَالَ أبُو بَكْر: حَا شَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر العَبْدى، عَنْ عُبَيْد اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ+ حَدثنَا نَافِعٌ عَنْ عَبْد اللهِ، أن حَفْصَةَ بَكَتْ عَلَى عُمَرَ، فَقَالً: مَهْلاً يَا بُنَئةُ، ألَمْ تَعْلَمِى أَنَّ رَسُولَ النّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَءَ (إِنَّ المئتَ يُعَذبَُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat