الوطن هو شرفنا وكرامتنا والإنسان بدون وطن هو والعدم سواء ومهما واجهتنا الصعوبات والمعاناة بسبب ظروف اقتصادية عالمية ولكن كل ذلك مصيره إلى الزوال أما الوطن إذا فقدناه فقد فقدنا الحياة والتاريخ الوطني زاخر بالوطنيين المخلصين ومواقفهم الوطنية المشرفة التي يجب أن تدرس للأجيال وأذكر خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء حاولت القيادات الإسرائيلية إعلان تدويل سيناء على لسان مشايخها وعواقلها فتظاهروا بالموافقة ولكن ماذا حدث ؟
يوم 31 أكتوبر عام 1968 وفي منطقة الحسنة بوسط سيناء تجمع مشايخ سيناء وجاء موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي ومعه أشهر مخرج إيطالي في ذاك القوت لكي يكون الخطاب مذاعًا ومسموعًا للعالم أجمع واستضاف مجموعة لا بأس بها من رجال الأمم المتحدة وبدأت فعاليات المؤتمر الذي تحدث فيه اليهود عما قدموه للأهل في سيناء وعن طموحهم وآمالهم بالنسبة لهم وعندما طلبوا الكلمة من شيوخ سيناء وقع الاختيار الذي كان متفقًا عليه مسبقًا علي الشيخ سالم الهرش الذي قال : ( أنتم تريدون سيناء دولية يعني أنا الآن لو أعلنت سيناء كدولة ستضعون صورتي على الجنيه السيناوي ) فأجاب موشي ديان بابتسامة مهللة وكأنه يقول بالطبع وإذا بالشيخ سالم يقول : ( إن باطن الأرض أولى لنا من ظاهرها إن قبلنا أن تكون ارض سيناء غير مصرية فمن أراد التفاوض على أرض سيناء فعليه التفاوض مع الزعيم جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية نحن مصريون ولن نقبل أن نكون غير مصريين وأنتم قوة احتلال ولابد لهذا الاحتلال أن ينتهي وأؤكد لكم أن سيناء مصرية وستظل مصرية 100% ولا يملك الحديث عنها إلا السيد الزعيم جمال عبد الناصر ) فكانت الصاعقة التي نزلت علي الوجوه الصهيونية وما كان من موشى ديان إلا أن أطاح بالمنصة وكانت كلمات الشيخ سالم الهرش صفعة على وجه موشى ديان وإسرائيل .
أيضا حاول الجيش الإسرائيلي في فترة احتلاله لسيناء شراء أرض في منطقة دير سانت كاترين من البدو وفور وصول هذه المعلومات للمطران دميانوس مطران الدير اجتمع على الفور مع شيوخ قبائل سيناء واتفقوا جميعًا على رفض بيع أراضي سيناء وأكد لهم على أهمية الرفض التام لهذه الخطوة الخطيرة وعدم التنازل عن أي شبر من الأراضي للعدو الإسرائيلي .
وفي 7 نوفمبر عام 1968 حضر وليم هيجرت إلى مكتب الموسيقار محمد الموجي وعرض عليه مبلغ 3 مليون جنيه مقابل استغلال ألحانه لتغنيها أصوات غنائية إسرائيلية باللغة العبرية فانفعل محمد الموجي على ذلك الشخص وقال له : لن أخون مصر حتى لو جئت بملايين الدنيا من إسرائيل وأنا امتلك فى جيبى 10 جنيهات فقط وأحوج لجنيه زيادة على العشرة جنيهات ولكن لن أخون مصر .. أنا من لحن ياأغلى اسم فى الوجود يامصر .. وبالسلام إحنا بدينا وكل الوطنيات التى لحنتها فى حب مصر .. أننى أقبل أن ألحن بدون مقابل أو اتقاضى أى أجر من مصر وهذا عندى بملايين الدنيا من إسرائيل .. ثم قام محمد الموجي بطرد وليم هيجرت وهو يردد بصوت عالى : لن أخون مصر .. لن أخون مصر .. لن أخون مصر
نتيجة لهذا الموقف الوطني للموسيقار محمد الموجي قامت منظمة التحرير الفلسطينية بتكريمه وسلمه الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات نوط الفداء العسكرى
وأذكر أيضا أن نابليون بونابرت رفض مصافحة ضابط نمساوي جاء ليتقاضى ثمنا لمعلومات قد قدمها له لكسب معركته ضد النمسا وقام نابليون برمي الذهب له على الأرض فقال الضابط النمساوي : لكننى أريد أن احظى بمصافحة يد الإمبراطور فقال نابليون : هذا الذهب لأمثالك أما يدي فلا تصافح رجلا يخون وطنه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat