صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

أصحاب الحسين عليه السلام (ح 2) (أنس بن الحارث الكاهلي الأسدي)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


يعد أنس الكاهلي الأسدي رضوان الله عليه أحد أنصار الحسين عليه السلام الذي شاهد رسول الله صلى الله عليه وآله ونقل عنه الحديث. جاء في موقع عرفان عن أنس بن حارث الكاهلي: وقال الشيخ السماوي في ابصار العين: أنس بن الحرث بن بند بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي كان صحابيا كبيرا ممن رأى النبي صلى الله عليه وآله وسمع حديثه. وقال أيضاً: رواية أنس الكاهلي لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإمام الحسين عليه السلام. وكان فيما سمع منه وحدث به ما رواه جم غفير من العامة والخاصة عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول والحسين بن علي في حجره إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق ألا فمن شهده فلينصره ذكر ذلك الجزري في أسد الغابة وابن حجر في الإصابة وغيرهما ولما رآه أنس في العراق وشهده نصره وقتل معه في العراق. ذكره الشيخ (الطوسي) في الرجال في عداد صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله ونص على أنه قتل مع الحسين. وذكره في عداد أصحاب الحسين دون أن ينص على مقتله. شيح كبير السن: لابد أن يكون ذا منزلة اجتماعية عالية بحكم كونه صحابياً. ذكر الشيخ الطوسي في فهرسته أنه من أصحاب الحسين عليه السلام فقط، وذكر العسقلاني في الإصابة وابن عساكر في تاريخه أن أنس بن حرث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله. ذكره ابن شهراشوب والخوارزمي مصحفاً بـ (مالك بن أنس الكاهلي). وذكره في البحار مصحفاً بـ (مالك بن أنس المالكي) وصححه بعد ذلك عن ابن نما الحلي. يبدو أنه من الكوفة، فقد ذكر ابن سعد أن منازل بني كاهل كانت في الكوفة. الكاهلي: بنو كاهل من بني أسد بن خزيمة. من عدنان، (عرب الشمال).

يعد أنس الكاهلي رضوان الله عليه أحد الكوفيين القلة الذين نصروا الحسين عليه السلام. عن موقع الحسيني أنس بن الحارث الكاهلي الاسدي: هو أنَسُ بن الحارث بن نبيه بن كاهل، الأسديّ الكاهليّ، وهو مِن عداد الكوفيّين، وأنس رضوان الله عليه، شيخٌ كبير السنّ ذو منزلةٍ اجتماعيّةٍ عالية، بحُكْم كونه صحابيّاً، رأى النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسمع حديثَه، بل وكان ممّا حدّث به ما رواه عنه جَمٌّ غفير من العامّة والخاصّة، أنّه قال: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول ـ والحسينُ بن عليٍّ في حِجْرِه: إنّ آبني هذا يُقتَل بأرض العراق، ألاَ فَمَن شَهِده فَلْيَنصُره. وكان أنس بن الحارث الكاهليّ ممّن صدّق ما روى، حيث شهد الإمامَ الحسين عليه السّلام في العراق فنصره. وقبل ذلك.. شَهِد أنسُ بن الحارث بدراً وحُنيناً مع رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ بعده والى أهلَ بيته عليهم السّلام. عندما سمع أنسُ بن الحارث الأسديّ رضوان الله عليه بمَقْدَم الإمام الحسين إلى كربلاء. خرج من الكوفة والتقى معه ليلاً، حيث أدركَتْه السعادة، فانضمّ إلى الركب الحسينيّ الذي استعدّ للنِّزال، بل للشهادة في درجاتها الرفيعة. وفي يوم الطف استأذنَ انس الإمام الحسينَ عليه السّلام وهو شادٌّ وسَطَه بعمامةٍ له، وكان دعا بعصابةٍ فعَصّبَ بها حاجبَيه وقد تهدّلا على عينيه لِكبَر سِنّه، فرفع بالعصابة حاجبيه عن عينيه، فلمّا نظر الإمامُ الحسين عليه السّلام إلى أنس بهذه الهيئة وقد تقدّم يستأذنه، بكى عليه السّلام وقال له: ـ شَكَرَ اللهُ لك يا شيخ، فبرز الشيخ المسنّ أنس بن الحارث الأسديّ رضوان الله عليه إلى ساحة كربلاء، ثمّ حَمَلَ أنسُ بن الحارث الكاهليُّ الأسديّ رحمه الله على القوم يقاتلهم.. حتّى قتَل مَنهمَ على كِبرَ سنّه عددً منهم، ثمّ قُتِل شهيداً رضوان الله عليه. فسلام عليه من حواري تقي طار بجناحيه ليصطف مع الشهداء الأبرار.

جاء عن الرجال للشيخ الطوسي: أنس الكاهلي الأسدي من أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم الأوفياء، الذي شهدَ واقعة الطف الأليمة واستشهد بين يدي الإمام الحسين عليه السلام. جاء عن اسد الغابة في معرفة الصحابة، لابن الجزري: الصحابي أنس بن الحارث سمعَ ذات يوم من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهوَ يقول: والإمام الحسين عليه السلام في حجرهِ: إن ابني هذا يُقتل في أرض يقال لها العراق فمن أدركه فلينصره. وعن ابصار العين في انصار الحسين للسماوي: اسمه ونسبه: هو أنس بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن مصعب بن أسد بن خزيمة الأسدي الكاهلي. وعن ذخيرة الدارين للسيد عبد المجيد الشيرازي. استشهاده: استأذن الصحابي الجليل أنس بن الحارث رضي الله عنه الإمام الحسين عليه السلام لمبارزة الأعداء فأذن له وبرز الى القتال وقد شد وسطه بعمامته، رافعاً حاجبيه بالعصابة ولما نظر إليه الإمام الحسين عليه السلام بهذه الحالة أرخى عينيه بالبكاء وقال: شكر الله لك ياشيخ.

ذكرت المصادر عن علاقة الشيخ أنس بن الحارث الكاهلي بالشعر فله أبيات عن الحسين عليه السلام وواقعة الطف. عن الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم ‌السلام: انضمامه إلی الحسين عليه السلام. قد يدلّ كلام البعض أن التحاق أنس بالحسين عليه السلام إنما كان بكربلاء، حيث قالوا: (خرج أنس بن الحارث إلى كربلاء، فقتل بها مع الحسين.) وفي کلام بعضهم تصریح في ذلک، حیث قالوا: كان ( أنس بن الحرث) جاء إلى الحسين عليه السلام عند نزوله كربلاء والتقى معه ليلاً فيمن أدركته السعادة. وفي قول آخر أنّ أنس بن الحارث كان قد سمع مقالة الحسين لابن الحر وكان قدم من الكوفة بمثل ما قدم له ابن الحر - فلما خرج من عند ابن الحر ( وهو في قصر بني مقاتل)، سلّم على الحسين وقال: والله ما أخرجني من الكوفة إِلا ما أخرج هذا من كراهة قتالك أو القتال معك، ولكن الله قد قذف في قلبي نصرتك وشجعني على المسير معك. فقال له الحسين فاخرج معنا راشداً محفوظاً. في كربلاء: وعظ الحسين عليه السلام لجيش عمر بن سعد. جاء في بعض المصادر أن الحسين عليه السلام بعد استشهاد أخيه العباس بن علي حين منعوه عن إيصال الماء إلى مخيَّمه، أرسل إلى القوم أنس بن الحارث ليعظهم. فكان مما وعظهم الحسين عليه السلام قبل إرساله: معاشر الناس، أما قرأتم القرآن؟ أما عرفتم شرايع الإسلام؟ وثبتم على ابن نبيكم تقتلوه ظلماً وعدواناً، معاشر الناس، هذا ماء الفرات تشرب منه الكلاب والخنازير والمجوس وآل نبيكم يموتون عطاشاً فقالوا: والله لا تذوق الماء، بل تذوق الموت غصة بعد غصة، وجرعة بعد جرعة. فلما سمع منهم ذلك رجع إلى أصحابه وقال لهم: " إن القوم قد استحوذ عليهم الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون "، ثم أنشأ يقول: تعدّيتم ياشرَّ قومٍ ببغيِكم * وخالفتُم قولَ النبيِّ مُحمَّد أمَا كان خيرَ الخلقِ أوصاكم بِنا * أمَا كان جَدّي خِيرةَ اللهِ أحمَد أما كانت الزهراءُ أمّي ووالدي * عليٌّ أخو خيرِ الأنامِ المُمَجَّد لُعِنتم وأُخزِيتُم بما قد فَعَلتُم * فسوف تُلاقُون العذابَ بِمَشهَد. إرسال أنس لوعظ القوم: لمّا فرغ الحسين عليه السلام من شِعره في مذمة فعال القوم، أمر أنس الكاهلي أن يذهب إليهم ويعظهم لعلهم يرجعوا، وقال: أنا أعلم أنهم لا يرجعون ولكن تكون حُجَّة عليهم. كلام أنس مع عمر بن سعد: انطلق أنس يوم عاشوراء إلی عمر بن سعد، فدخل على ابن سعد، ولم يسلّم عليه. فقال ابن سعد له: لِمَ لَم تسلِّم عليّ ألستُ مسلماً؟ قال: والله لست أنت مسلم، لأنك تريد أن تقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فنكس رأسه فقال: والله إني لأعلم أن قاتله في النار ولكن لا بدّ من إنفاذ حكم الأمير عبيد الله بن زياد. فرجع أنس إلى الحسين عليه السلام وأخبره بذلك. استشهاده والتسليم عليه: وصفوا أنس يوم كربلاء بأنّه كان شيخاً كبيراً. استأذن الحسين في التوجّه إلى ساحة القتال يوم عاشوراء، ثمّ قاتل حتى قُتِل. ورد اسمه في زيارة الشهداء، ووقع التسليم عليه: السَّلَامُ عَلَی أَنَسِ بْنِ الْكاهِلِ الْأَسَدِي. شعر الكميت في حقه: أنشد الكميت بن زيد الأسدي في حقه و في حق حبيب بن مظاهر الأسدي: سوى عصبة فيهم حبيب معفّر * قضى نحبه والكاهليّ مرمّل.

كانت معركة الطف أصعب من معركة بدر التي اشترك بهما أنس بن الحارث الأسدي حيث كان للملائكة دور كبير في نصر المؤمنين في معركة بدر كما يصورها قوله تعالى في سورة آل عمران"بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِين" (ال عمران 125) تجلت معركة بدر عن سبعين أسيرا من المشركين بالاضافة الى سبعين قتيلا منهم وفر الباقون واستشهد من المسلمين اربعة عشر رجلا حيث قال تعالى مخاطبا المسلمين كما ورد في آية 123 من آل عمران"وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ". كان هدف الملائكة يوم بدر طمأنة القلب وتضعف قوة العدو بالقتل والأسر من قبل المقاتلين المسلمين أنفسهم حيث قطع الطرف كناية عن تدمير عدتهم وتضعيف عددهم بالقتل والأسر كما جاء في سورة عمران آية 127 "لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ". وهذا الشيء لم يحصل في معركة الطف لعدم نزول ملائكة ولكثرة عدد وعدة العدو الذي كان يزيد عن عدد وعدة جنود قريش ببدر أضعافا مضاعفة.

ينقل احمد بن حنبل في مسنده عن الإمام علي عليه السلام (رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا). كما كان أنس بن حارث الكاهلي الأسدي الصحابي الذي شارك في معركة بدر يلوذ بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكان كذلك يلوذ بالامام الحسين عليه السلام في معركة الطف الذي قتل فيهما الأثنان بينما لم يصب الأسدي في معركة بدر.

الايات الكريمة من سورة ال عمران حددت اهداف معركة بدر " لقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلةٌ فاتقوا الله لعلكم تشكرون * إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يُّمدكم ربُكم بثلاثة آلاف من الملائكة مُنزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فوركم هذا يمددكم ربُكم بخمسةِ آلافٍ من الملائكة مسوِّمين * وما جعله الله إلا بُشرى لكم ولتطمئنَّ قلوبكم به وما النصر إلاّ من عند الله العزيز الحكيم * لِيقطع طرفاً من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين * ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون * ولله ما في السمواتِ وما في الأرض يغفر لمَنْ يشاء ويعذب مَنْ يشاء والله غفور رحيم" (ال عمران 123-129). توكل المؤمنون ومنهم أنس بن حارث الكاهلي الأسدي في معركة بدر وهو شاب كما توكل نفسه في معركة الطف وهو شيخ كبير العمر. وفي كلتي المعركتين كانا الغرض منهما دفاعي وليس هجومي. وان كان قد حصل قلق وذلة في بعض الأصحاب بمعركة بدر فان الأصحاب في معركة الطف كانوا بعزيمة لا تلين. كانت معركة الطف أصعب من معركة بدر التي اشترك بهما أنس بن حارث الأسدي حيث كان للملائكة دور كبير في نصر المؤمنين في معركة بدر. تجلت معركة بدر عن سبعين أسيرا من المشركين بالاضافة الى سبعين قتيلا منهم وفر الباقون. وهذا الشيء لم يحصل في معركة الطف لعدم نزول ملائكة ولكثرة عدد وعدة العدو الذي كان يزيد عن عدد وعدة جنود قريش ببدر أضعافا مضاعفة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/14



كتابة تعليق لموضوع : أصحاب الحسين عليه السلام (ح 2) (أنس بن الحارث الكاهلي الأسدي)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net