صفحة الكاتب : بدر جاسم

عاشوراء ميزان الإيمان والبصيرة
بدر جاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما تنتهي كل الحلول والسبل في تصحيح مسار الأمة، نتيجة غرقها في بحر الفساد والرذيلة، وبيع وشراء الذمم، ونسف أسس العدالة، والتمييز على أساس القبيلة والعرق، وعندما تكون كل محاولات التصحيح عقيمة والثورة هي الخيار الاخير، عندئذ لا بد للنخبة وأهل الحل والعقد والإيمان الثابت والبصيرة النافذة، من تحمل مسؤولياتهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الإمام الحسين (عليه السلام) ورغم مكانته العظيمة في الأمة، إلا أن الأمة لم تتخذه بوصلة للنجاة، كحامل لرسالة جده النبي الخاتم (صل الله عليه وآله) تاركةً إياه ومنشغلة عنه، حتى تمكن اللعين يزيد من زمام المبادرة، ووصل به الأمر ليطالب الحسين (عليه السلام) مبايعته، لكنه بأبي وأمي أبى إلا أن يواجه معاقر الخمر ومُلاعب القردة هذا، من أجل إنقاذ دين جده حتى لو كلفه ذلك حياته، قائلاً "يزيد شارب ضالخمر ومثلي لا يبايع مثله"
لقد كان يعلم أن هذا الرفض سيكلفه حياته، وسيُعمد بدماء الإمامة، لتستيقظ الأمة من سُباتها، وتنزع عنها ثوب الذلة والخنوع والخضوع والاستسلام لحاكم جائر فاسق منحط.

إن ما صنعه الإمام الحسين (عليه السلام) في عاشوراء من ملحمة الإصلاح العظمية، يُعد خارطة طريق لحاضر الأمة ومستقبلها، للوقوف بوجه الظلم بأشد الظروف، وأعسر الأوقات، وأقل الأنصار، حيث قاوم الظالم بلسانه ويده، كذلك قدم نموذج الأخلاق الإسلامية العالية، مقابل الانحطاط والسقوط الأخلاقي، الذي يتبناه يزيد عليه لعنة الله والناس أجمعين.

الصراع الذي خاضه الإمام الحسين (عليه السلام) ما زال قائماً هو هو اليوم، وذات نهج الظالم الجائر الذي يسفك دماء الشعوب المستضعفة ويحاصرها، لتعيش تحت وطأة القتل والجوع، وخير مثال هو ما يقوم به الكيان الصهيوني من إبادة الشعب الفلسطيني، أمام مسمع ومرأى العالم، فمواجهته ومقاومة إجرامه هو نهج حسيني كربلائي يأبى الاستسلام، ويفضل الموت على الحياة مع الظالمين، ما يسطره الآن حزب الله والمقاومة الفلسطينية، وأنصار الله والحشد الشعبي، بقيادة الجمهورية الإسلامية، خير مثال على ان النهج الحسيني الرافض للظلم، هو من يقود جبهة الجهاد العالمي ولسان الحال يقول أولسنا على الحق؟!

الحسين (عليه السلام) ميزان حق وعدل وإيمان وبصيرة، فلا يقبل أن تقف معه وأنت توالي ظالم جائر، أو تطعن وتشكك وتوهن فيمن يصارع الاستكبار، فالحسين بثورته وبدمه ودم أهل بيته وأنصاره، قد خط طريق مواجهة الظلَمة والمستكبرين، وما زال نداؤه يصم اسماع الطغاة عبر العصور: أبالموت تهددني يابن الطلقاء؟! أما علمت أن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بدر جاسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/11



كتابة تعليق لموضوع : عاشوراء ميزان الإيمان والبصيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net