ترى ماذا حدث حتى نتمنى إن نرجع إلى الوراء ؟ فهذه الأمنية وجدتها هاجس اغلب الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين والمعلمين . فالطالب قديما كان همه المستقبل الزاهر والشهادة العالية والوظيفة المحترمة أما اليوم فقد أحس بخيبة أمل عالية وهو يرى إن الرياح قذفت بتلك الأماني في خبر كان .!! وولي الأمر ونحوه كان قديما يتأمل إن يرتاح تحت كنف ولده وهو يصل إلى المراتب العليا بسبب الشهادة وكان لا يحتاج ابنه في أي عمل يعمله حيث فرغه للدراسة والتعليم فقط بعد إن وفر له كل مستلزمات الراحة وأغدق عليه من الأموال ما يكفيه لان مرتبه أو ما يحصل من الإعمال الحرة يكفي وزيادة لتوفر حياة هادئة ومستقرة لأفراد عائلته . أما اليوم فقد استنفر ولي الأمر كل طاقته وجند كل أبنائه وأحفاده للعمل من اجل توفير لقمة العيش الشريفة وما عادت قضية ترك احد أولاده المدرسة قضية مهمة لدية سيما بعد إن أصبح مشروع الصرف على الطالب مشروعا خاسرا مئة بالمئة بلغة التجار ... مما حدا ببعض أولياء الأمور إلى إن يجبروا أولادهم على ترك المقعد الدراسي عندما راحوا ينظرون إلى العديد ممن أكملوا تعليمهم وهم يشكلون جمهورا كبيرا من رواد المقاهي أو المتكئين على نهايات الطرق ... الطالب الذي سهر أليالي وتحمل الأمرين من اجل إن ينجح ويكحل ناظر أهله بشهادته التي طالما حلموا بها ويتشرفوا بالعلم الذي حصل عليه ابنهم .. وبالتالي كان بمخيلتهم إن يزيح عنهم غبار الزمن ويجلسهم تحت ظله وان يعوضهم عن سنوات الحرمان وأيام العوز وان يرد جميلهم .. وإذا به يصبح خريجا عاطلا بدون أي عمل جالس إمام شهادته الدراسية يأكل من كلماتها ويشرب من درجاتها !!! لا يختلف حامل الشهادة عن غيره ممن لن يحصلوا على ادني مراتب العلم ، الاثنان جالسين في بيوتهم !! بل قسم كبير من الذين لن يوفقوا من إكمال دراستهم فقد عملوا وأصبحوا تجارا ودار الزمن فأصبح حامل الشهادة يعمل صانعا عند الذي لايعرف الألف من الباء !!! الإنسان المتعلم يجب إن يطرح علمه إلى ارض الواقع لكي يفيد بلده ويحس بثمرة دراسته .. لان العلم والشهادة بدون عمل كالغيمة بلا مطر !!لذلك من المنطلق الحكمة والعقل يجب إن نجند أصحاب العلم والشهادات بإدارة أعمال البلد من خلال توظيفهم وحسب اختصاصاتهم وإبعاد الذين دخلوا بالزيف والاحتيال عن مراكز يجب إن تكون لغيرهم للسير والوصول إلى غد جديد وزاخر بالعطاء والتفاؤل .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat