عاشوراء من تاريخ العرب أم من تاريخ الإسلام ..؟
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

من الصحيح تقسّيم التاريخي الى جاهلي وإسلامي ، ولكن الأصح - أحياناً - أن نسمّيه تاريخ العرب قبل وبعد الإسلام .. لأن التاريخ الإسلامي هو فقط الجانب المشرق من تاريخ ما بعد البعثة ، التاريخ الذي جاء عن دوافع الدين الإسلامي ، وأما ما كان غير ذلك فهو من تاريخ العرب ..
فالمسلم عندما يتحرك من دافع عروبته وجاهليته وحياته القبلية التي عاشها فهو بهذا يخط بيده تاريخ القومية لا تاريخ العقيدة الإسلامية ..
نعم ، قد تكون الحادثة هي عروبية خالصة أو اسلامية خالصة أو تكون من جانب عروبية ومن جانب إسلامية ..
فالهجرة النبوية كانت تاريخاً إسلامياً خالصا ، بينما السقيفة ينبغي أن تصنّف من تاريخ العرب ، لأن أصحابها اعتمدوا على شعار لا تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد .. ! وهي نزعة جاهلية قبلية ..
أما عاشوراء فلها تصنيفان ، فمن جهة الإمام الحسين وأصحابه كانت حدثاً إسلامياً خالصا ، فالإمام رفع شعار الإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وآله ، وأما من جهة يزيد وابن زياد ومن لف لفهم فكان التحرك ضمن أجواء ودوافع تاريخ العرب ، فكانوا يصفون ابا عبد الله عليه السلام ب ( هذا ابن قتال العرب ) ، واعتبر يزيد قتله للإمام الحسين أخذاً بثأر معركة بدر ( ليت أشياخي ببدر شهدوا .. ) .
وكان أبو عبدالله عليه السلام يعلم أنهم يتحركون بعرقهم العربي الجاهلي لا الإسلامي ولهذا قال لهم ( إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إذ كنتم أعرابا ) ..
وعلى هذا المقياس نستطيع أن نفصل ما هو تاريخ عربي وما هو إسلامي ، ونضع الأمور في أماكنها الطبيعية والمنطقية ..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .. آجركم الله
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat