بعض الفلسفات السياسية تعد الدولة كياناً غير مرغوب به وليس لهاهمية، وتذهب الى قيام مجتمع من دون دولة، ومفهوم "الاناركية" الذييعني "لا سلطوية" او "لا دولة" يضم العديد من المدارس، على رأسهاالشيوعية، فالمرحلة الاشتراكية -من وجهة نظر الفكر الشيوعي- هيمرحلة انتقالية للوصول الى الشيوعيه التي تختفي فيها الدولة. هذهالافكار تدعو الى اسقاط الدولة والسوق والعملة والاقتصاد.
تلك افكار له نظرياتها واسبابها التي قامت عليها، وقد اندثرت الّا فيعقول قلّة قليلة من المجتمعات الانسانية، فقد اثبتت الدولة أنّها ضروريةلتنظيم شؤون الناس وحياتهم واستقرارهم، وليس هناك بديل عنها.
جزء من المجتمع العراقي، الشيعي تحديدا، يرفض فكرة الدولة من دون انيتّبع تلك المذاهب السياسية، وربما من دون ان يدري انّ لديه مشكلة معفكرة الدولة، فالسلطة وعلى الرغم من اهميتها، يعدّها ذلك الجزء منالمجتمع باطلة بكل اشكالها، ربما ينسجمون مع سلطة ديكتاتورية تفرضارادتها القوّة، ولكنّهم يعلنون العداء لأي سلطة دستورية لا تمارس الكبتولا تمارس الاستبداد!
الاغرب من هذا، انّهم ربّما يؤيدون السلطات غير القانونية التي يمتازكبارها او الزعيم فيها بمظهر القوّة وممارسة القوّة، فيقدموا الاحترام لذلكالزعيم الذي حصل على سلطته من قوّة غاشمة غير دستورية ولا تقوم علىاية شرعية سوى العنف والاستبداد.. بمعنى انّهم يرفضون فكرة العقدالاجتماعي والدستور والقانون وتنظيم العلاقات، ويقبلون بفوضى وعبثوقوّة تمارس من دون دولة او قانون!
الهجمة التي تعرّض لها المسؤول في الوقف الشيعي بسبب شكرهللحكومة، وصلت الى وكلاء المرجعية العليا بطريقة العتاب احيانا،وبطريقة الاتهام احيانا اخرى.
المرجعية الدينية التي تدعم فكرة الدولة وتدعو لترسيخها بقدر رفضها لظاهرة السلطات غير القانونية التي تحاول التحكم بالمجتمع بطريقةاستبدادية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat