يوم الغدير كذلك نصب فيه موسى عليه السلام وصيه يوشع بن نون (ح 2)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع الميزان للسيد جعفر مرتضى العاملي عن نصوص وآثار: 7 ـ قال سلمان: إني دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في غمرات الموت فأفاق إفاقة، فقلت: يا رسول الله أما أوصيت؟ فقال: يا سلمان وما تدري من كان وصي موسى؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: إنه كان وصي موسى يوشع بن نون، وكان أفضل من ترك بعده. ألا وإني أوصيت إلى علي، وهو أفضل من أترك بعدي. وفي نص آخر: عن علي بن الحسين عليهما السلام عن ابن عمر قال: مر سلمان الفارسي وهو يريد أن يعود رجلاً، ونحن جلوس في حلقة وفينا رجل يقول: لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها. فسئل سلمان، فقال: أما والله، لو شئت لأنبأتكم بأفضل (من) هذه الأمة بعد نبيها. ثم مضى سلمان، فقيل له: يا أبا عبد الله ما قلت (له)؟ قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله في غمرات الموت، فقلت: يا رسول الله هل أوصيت؟ قال: يا سلمان أتدري من الأوصياء؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: آدم، وكان وصيه شيث، وكان أفضل من تركه بعده (وكان) من ولده، وكان وصي نوح سام، وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي موسى يوشع، وكان أفضل من تركه بعده، (وكان وصي سليمان آصف بن برخيا، وكان أفضل من ترك بعده)، وكان وصي عيسى شمعون بن فرخيا، وكان أفضل من تركه بعده، وإني أوصيت إلى علي، وهو أفضل من أتركه من بعدي. 8 ـ وعن سلمان قال: قلت: يا رسول الله، إن لكل نبي وصيًّا، فمن وصيك؟ فسكت عني، فلما كان بعدُ رآني، فقال: (يَا سَلْمَانُ). فأسرعت إليه قلت: لبيك. قال: (تَعْلَمُ مَنْ وَصِيُّ مُوسى)؟ قلت: نعم، يوشع بن نون. قال: (لِمَ)؟ قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ. قال: (فإنَّ وَصِيِّـي ومَوْضِعَ سِرِّي، وخَيْرَ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِي، ويُنْجِزُ عِدَتِي، ويَقْضِي دَيْنِي عليُّ بنُ أبي طَالِبٍ). وفي نص آخر: لأنه كان خيرهم، وأفضلهم، وأعلمهم. وفيه قال: فإني أشهدك أن علياً خيرهم، وأفضلهم، وأعلمهم. قال: فهو وليي، ووصيي، ووارثي.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قال تعالى "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَو أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)" (الكهف 60-64) "فَلَمَّا جَاوَزَا" ذلك المكان "قَالَ" موسى "لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا" (الكهف 62) قيل: إنهما انطلقا بقية يومهما وليلتهما فلما كان من الغد قال موسى ليوشع آتنا غداءنا أي أعطنا ما نتغدى به والغداء طعام الغداة والعشاء طعام العشي والإنسان إلى الغداء أشد حاجة منه إلى العشاء "لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا" أي: تعبا وشدة قالوا إن الله تعالى ألقى على موسى الجوع ليتذكر حديث الحوت "قَالَ" له يوشع عند ذلك "أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ" ومعناه أن يوشع تذكر قصة الحوت لما دعا موسى بالطعام ليأكل فقال له أ رأيت حين رجعنا إلى الصخرة ونزلنا هناك فإني تركت الحوت وفقدته وقيل: نسيته ونسيت حديثه وقيل فيه إضمار أي نسيت أن أذكر لك أمر الحوت. ثم اعتذر فقال: "وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ" (الكهف 63) وذلك أنه لوذكر لموسى عليه السلام قصة الحوت عند الصخرة لما جاوزها موسى ولما ناله النصب الذي أشكاه ولم يلق في سفره النصب إلا يومئذ "وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا" (الكهف 63) أي: سبيلا عجبا وهو أن الماء انجاب عنه وبقي كالكوة لم يلتئم وقيل: إن كلام يوشع قد انقطع عند قوله "واتخذ سبيله في البحر" فقال موسى عند ذلك عجبا كيف كان ذاك وقيل: إن معناه واتخذ موسى سبيل الحوت في البحر عجبا عن ابن عباس والمعنى دخل موسى الكوة على إثر الحوت فإذا هو بالخضر "قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ" (الكهف 64) قال موسى عليه السلام ذلك ما كنا نطلب من العلامة "فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا" (الكهف 64) أي: رجعا وعادا عودهما على بدئهما في الطريق الذي جاءا منه يقصان آثارهما "قَصَصًا" أي: ويتبعانها ويوشع أمام موسى عليه السلام حتى انتهيا إلى مدخل الحوت.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قال تعالى "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَو أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)" (الكهف 60-64) قصة موسى والعالم الذي لقيه بمجمع البحرين وكان يعلم تأويل الحوادث ذكر الله سبحانه بها نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وهو التذكير الرابع من التذكيرات الواقعة إثر ما أمره في صدر السورة بالصبر والمضي على تبليغ رسالته والسلوة فيما يشاهده من إعراض الناس عن ذكر الله وإقبالهم على الدنيا وبين أن الذي هم مشتغلون به زينة معجلة ومتاع إلى حين فلا يشقن عليه ما يجده عندهم من ظاهر تمتعهم بالحياة وفوزهم بما يشتهون فيها فإن وراء هذا الظاهر باطنا وفوق سلطتهم على المشتهيات سلطنة إلهية. فالتذكير بقصة موسى والعالم كأنه للإشارة إلى أن لهذه الوقائع والحوادث التي تجري على مشتهى أهل الدنيا تأويلا سيظهر لهم إذا بلغ الكتاب أجله فأذن الله لهم أن ينتبهوا من نومة الغفلة وبعثوا لنشأة غير النشأة يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل لقد جاءت رسل ربنا بالحق. وموسى الذي ذكر في القصة هو ابن عمران الرسول النبي أحد أولي العزم عليهم السلام على ما وردت به الرواية من طرق الشيعة وأهل السنة. وقيل: هو أحد أسباط يوسف بن يعقوب عليهما السلام وهو موسى بن ميشا بن يوسف وكان من أنبياء بني إسرائيل ويبعده أن القرآن قد أكثر ذكر اسم موسى حتى بلغ مائة ونيفا وثلاثين وهو يريد ابن عمران عليه السلام فلو أريد بما في هذه القصة غيره لضم إليه قرينة صارفة. وقيل إن القصة أسطورة تخييلية صورت لغاية أن كمال المعرفة يورد الإنسان مشرعة عين الحياة ويسقيه ماءها وهوالحياة الخالدة التي لا موت بعدها أبدا والسعادة السرمدية التي لا سعادة فوقها قط. وفيه أنه تقدير من غير دليل وظاهر الكتاب العزيز يدفعه ولا خبر في القصة التي يقصها القرآن عن عين الحياة هذه إلا ما ورد في أقاويل بعض المفسرين والقصاصين من أهل التاريخ من غير أصل قرآني يستند إليه أو وجدان حسي لعين هذه صفتها في صقع من أصقاع الأرض. والفتى الذي ذكره الله وأضافه إلى موسى قيل هو يوشع بن نون وصيه، وبه وردت الرواية قيل: سمي فتى لأنه كان يلازمه سفرا وحضرا أولأنه كان يخدمه. والعالم الذي لقيه موسى ووصفه الله وصفا جميلا بقوله: "عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا" (الكهف 65) ولم يسمه ورد في الروايات أن اسمه الخضر وكان نبيا من الأنبياء معاصر لموسى عليه السلام وفي بعضها أن الله رزقه طول الحياة فهو حي لم يمت بعد، وهذا المقدار لا بأس به إذ لم يرد عقل أونقل قطعي بخلافه وقد طال البحث عن شخصية الخضر بين القوم كما في مطولات التفاسير وتكاثرت القصص والحكايات في رؤيته ومع ذلك لا تخلوالأخبار والقصص عن أساطير موضوعة أومدسوسة.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع الأخبار عن اوجه التشابه بين غدير خم و غدير مرشوم وبين وصي موسى يوشع بن نون و وصي محمد علي بن ابي طالب عليهم السلام للكاتب احمد عبد الصاحب كريم: اوجه التشابه كما ذكرته الكاتبة الكبيرة المسيحية (ايزابيل بنيامين ماما اشوري) (ان احداث البيعة في زمن نبي الله موسى عليه السلام كما ذكرتها التوراة هي لبيعة شخص يخلف نبي الله موسى ويقول النص وكلم موسى الرب قائلا ليوكل الرب اله ارواح جميع البشر رجلا على الجماعة يخرج امامهم ويدخل امامهم ويخرجهم ويدخلهم لكي لا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها)، هذه هي امنية جميع الانبياء ان يخلفهم اشخاص يختارهم الرب لكي لا تضيع الشرائع السماوية ولا تختلف الاقوام على الشخص المختار كان الاختيار من قبل اذا كان الاختيار من قبل البشر حيث يبدأ الطعن والشك بالنبي كونه اختار على هواه بل ان الاختيار قطعي من الله عز وجل وهذا ما طلبه الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم من رب العالمين (اللهم اني اسالك بما سالك اخي موسى اجعل لي وزيرا من اهلي عليآ اخي اشدد به ازري)، حيث ان الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعلم بما جرى على وصي موسى و سوف يجري على وصيه الكرار علي بن ابي طالب عليه السلام ان مسألة اختيار الخليفة لا تكون بمشورة الناس و انتخابهم لانهم خطائون ومزاجيون بل تكون بطلب النبي من رب العالمين والله هو من يختار لذلك اجاب الله عز وجل موسى قائلا له كما ذكرته التوراة " خذ يشوع بن نون وضع يدك عليه وقف قدام كل الجماعة واوصه قدام اعينهم واجعل من هيبتك عليه ففعل موسى كما امره الرب اخذ يشوع بن نون واوقفه قدام الكاهن ليعازر وقدام الجماعة ووضع يديه عليه واوصاه كمت تكلم الرب عن يد موسى " سفر العدد (27: 20) ففعل موسى امره الرب و جمع الجموع من اصحابه وسط الصحراء القاحلة عند غدير مرشوم بعد رجعته من الجبل المقدس حاملا وصايا الرب في تعيين خليفه له ولكن موسى تلكأ مرارا فكرر عليه الرب الامر عده مرات ولكن موسى كان يخشى تصلب و عناد اليهود الى ان قام الله بتهديد موسى فاخذ يشوع واوقفه امام كل الجماعة ووضع يديه عليه واوصاه كما تكلم الرب عن يد موسى و يشوع بن نون قد امتلأ روح الحكمة، اذن هو وصي من قبل الرب و شهد عليه (الصحابة) جميعهم وعرفوه وبخبخوا له. لماذا اختار الله يشوع بن نون عند اليهود يسمى يشوع و عند المسلمين يسمى (يوشع بن نون) الجواب انه رجل بأس في الحروب خليفة موسى اسمه كان عظيما شديد الانتقام على الاعداء وارجع الشمس الى الوراء بيده وكان عالما ورعا مما سبب الغيرة والحقد من قبل اليهود عليه فقاموا بعد وفاة موسى بترك يوشع واختاروا غيره في انقلاب واضح على شرائع الله السماوية والعهود، من هنا بدات مسيرة افتراق امة موسى فانشطرت الى فرقتين فرقة اصحاب موسى الاخيار والمقربين منه و هم الاقلية وفرقة اليعازر و اصحابه و هم الاكثرية، يوشع لم يقم بالانقلاب على الوضع كطا اوصاه موسى وبقى صابرا على الظلم والبلاء ومجاهدا في ابقاء شريعة الله وحفظ التوراة تسود في الارض حتى مضى و انتهى حكم ثلاث طواغيت هم (شافاط، كالب، عثلي) وبعد ما مس الناس من ظلم وجور رجعوا الى رشدهم واختاروا يوشع بن نون ولكن بعد ان دب فيهم الانحراف والزيغ وافترقت رسالة موسى الى فرقتين وضعف امر الدين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat