صفحة الكاتب : بكر ابوبكر

مع السلطة والمقاومة وضدهما!؟
بكر ابوبكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ينقسم الجمهور العربي الفلسطيني ومن حوله البعض من الجماهير في الدول العربية بين مؤيد للمقاومة، أومؤيد للسلطة دون توضيح أو تمييز، وكأنها عدوان لدودان، فإما أن تكون هنا وإما أن تكون هناك وعليك كل اللعنات والاتهامات والشتائم.

المؤيدون للمقاومة أو الكفاح مجموعات مختلفة، فقد يكون المقصود لدى بعضها هنا المقاومة أوالكفاح أو الثورة المحدودة بشكل/وسيلة محددة، أو المقاومة بمعنى انحصارها حزبيًا في فصيل معين، أو بفكرة الجهاد والثورة والنضال والمقاومة والكفاح بكافة الأشكال، ولربما لا يستطيع الكثيرون الفصل بين المفاهيم الثلاثة فيسقطون أنفسهم هم من فئة المناضلين أوالمكافحين أوالمقاومين. كما تفعل "الدعائية الإعلامية" فعلها في حصر الثورة أو المقاومة وفق توجهاتها الحزبية، لكن في جميع الأحوال يقف بعض هؤلاء موقف المعادي لما يرونه "عدوًا" أي السلطة الوطنية الفلسطينية.

بالمقابل يتوه الكثيرون في تعريف "السلطة"، لذا فمجرد سماع المصطلح تبدأ عندهم الشتائم ولا يتورعون عن الاتهامات والتقبيح حتى لو كانوا هم أو أبناءهم –للغرابة- من الموظفين في أطر الحكم الذاتي أوالسلطة الوطنية الفلسطينية!

الفهم السليم باعتقادي لمعنى المقاومة أو الثورة الفلسطينية أو الجهاد  أو الكفاح الوطني هو أنها سِمة الشعب العربي الفلسطيني كله، فكل الشعب الفلسطيني مناضل ومقاوم وثائر بكافة الأشكال المتاحة لديه، ومنذ بداية القرن العشرين أو قبل ذلك بالاحرى.

فمن يحصر الفعل المكافح بشخصه البائد فقط أوفصيله هو يحتقر نضالات وبطولات الشعب الفلسطيني الذي أنجبه، أو أنه ينفعل باللحظة ويزهو! وما هو الا نتيجة نضالات من سبقوه من سنوات طوال وعقود وليست مقصورة عليه أوفكره أو تنظيمه أونظرته ووسيلته.

لننظر الى العدو اللدود! لدى "الثوار والمقاومين" الافتراضيين وليس الفعليين، أؤلئك ثوار المؤخرة من نشطاء الجهالة أوالتهييج والاتهام، أو ثوار لوحة المفاتيح، وماوراء الهاتف الجوال الذين لا يفارق أيديهم فقط، فتلوك ألسنتهم-دون أي فعل- التهم والشتائم لما يسمونها السلطة الكافرة أوالعميلة او الاستسلامية أوما شئت من اتهامات.

بنفس منطق الفصل في مفهوم المقاومة أو الثورة بين الفكرة والوسيلة والأشخاص بالحزب يمكننا القول أن فكرة إدارة أو قيادة او سلطة أو حكم أي شعب ومنه الفلسطينيين سواء أكان مؤقتا (حكم ذاتي) أو دائما (بإطار الدولة) هو ما لا غنى عنه مطلقًا، لأنه بديل إدارة البلد من أصحابها هو الفوضى أو الحكم الصهيوني. لذا لنترك هذه الفكرة للـتأمل حيث أن من حق الفلسطينيين حكم أنفسهم بأنفسهم وضمن السلطة الوطنية الفلسطينية (المؤقتة والممر الإجباري للدولة، والتي عليها ما عليها ولها ما لها). وبدليل أن هذا الفهم المشترك "للسلطة" الواجبة استقر لدى كل الفصائل ومنها "حماس" التي شاركت في الانتخابات التي تم تأجيلها عام 2021م، وخاضت فيها مفاوضات مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح كادت تتفق معها أن تكون ضمن قائمة واحدة بين الفصيلين، بل وبرّرت دخولها بالانتخابات التي سبقت انقلابها عام 2007 بأن (اتفاق أوسلو) انتهى، لذا نحن ندخل الانتخابات! وعليه فإن فكرة ضرورة وجود سلطة/حكم/قيادة ولو محلية مؤقتة للشعب الفلسطيني بالداخل هي فكرة مقبولة لدى جميع الفصائل مهما كان الاختلاف معها.

المفهوم الثاني للسلطة مرتبط بواحد أو اكثر من المكونات الثلاثة التالية السلطة بمعنى أداء السلطة الهزيل ومنه ما يسمونه "التنسيق الأمني" بمفهومهم رغم تطبيق "حماس" له بنفس المعنى في قطاع غزة –أسموه "الضبط الميداني"-فترة حقائب نتنياهو-العمادي المالية، أو السلطة بمعنى الأشخاص الذين عليهم نقاط سلبية وفشل أو عجز وملفات تدينهم، أو السلطة باعتبارها نتاج اتفاق يعتبرونه انتهى.

من التوضيح السابق فنحن نتفق ونختلف! نتفق على مفهوم الكفاح والنضال فهو حق لأي شعب واقع تحت الاحتلال، ولنا أن نختلف حول الأسلوب أو التوقيت والقيادة مادامت مفترقة، ولنا أن نراجع إدارة النضال وقياداته السياسية كلها، كما واجب علينا الانتقاد لتقويم أو تغيير الوسائل أوالشخوص اوالمسار، وليس التساوق مع الانحدار (ونتابع).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بكر ابوبكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/03



كتابة تعليق لموضوع : مع السلطة والمقاومة وضدهما!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net