صفحة الكاتب : جبار عبد الزهره

أكلتهم الضبع
جبار عبد الزهره

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هل رأيت امة بين امم الأرض تعيش وضعا مزريا في هذا العصر امة متخاذلة دونية الشخصية يتحكم بها الذين فرض الله عليهم دفع الجزية لها وهم صاغرون ولكن اليوم الوضع انعكس امة العرب والمسلمين هما تتحكم بهما وتستعمرهما امريكا وتحتل ارضها اليهود وتمزقها الخلافات الداخلية وتشرذمها المصالح الخارجية للمستعمرين وتنهب خيرتها من نفط في دول الخليج ومناجم ذهب في السودان وغيرها من الخيرات كثير 0

والأدهى من ذلك الصهاينة يقتلون اخوتهم في فلسطين بعد ان احتلوا ارضهم وطردوهم منها وهم شعوب وحكومات يقفون مما يجري في غزة من جرائم صهيونية موقف المتفرج على لعبة او مسرحية او فلم بموقف سكوني مليء بعدم المبالاة تجاه المشهد المأساوي الكارثي المليء بجرائم قتل النساء والأطفال والشباب وقد وسَّعت اسرائيل حربها في المرحلة التي اطلقت عليها اليوم المرحلة الثالثة  0

لماذ لا يستطيعون ان يفزعوا لغزة المحاصرة لأن تمزيق وتشتيت العرب الذي بدا مع السقيفة تمظهر اليوم في وضع عربي واسلامي استسلامي خضوعي مزري فالعرب تمزقوا الى 22 قطراعربيا متناحرة فيما بينهما وبالنسة للمسلمين الذين هم اكثرمن ثلاثين دولة اسلامية من غير العرب تمزقوا الى مذاهب وملل ونحلل وفرق وكل واحدة منها له طريقة خاصة يعبد الله بها وضعتها له احدى الدول الإستعمارية التي يخضع لها مثل امريكا او روسيا لا بستطيعون ان ينهضوا لنصرة غزة المنكوبة في وجودها والمسحوقة في حقها الإنساني بالعيش الآمن لأنهم مكبلون بكبول التبعية للأجنبي وخاضعون له  0

اليوم اسرائيل زادت من وتيرة هجماتها العسكرية واستهدفت النازحين العزل الابرياء بقصف جوي وبحري وارضي عنيف وضمن اطار توسيع عملياتها العسكرية ضد فلسطينيي قطاع غزة قامت قوات الجيش الاسرائيلي باستهداف مراكز الإيواء والمنازل السكنية فاوقعت خسائر كبيرة وفادحة بين صفوف المدنيين العزل 0

ولكن حين تسال اين العرب أهل النخوة والمروءة واهل الفروسية والشجاعة ؟؟ واين المسلمين اهل مبد الجهاد في سبيل الله واهل التضحية بالمال والنفس من اجل نيل الشهادة ؟؟ لماذا لا ينهضون لمساعدة غزة واصوات الإستغاثة من الأمهات الفلسطينيات مزٌّقت سجوف الكون من التعب والإرهاق والحاجة وصرخات الأطفال فتت الصمَّ الصلاب من الخوف والهلع والجوع والعطش والمجتمعات العربية والاسلامية وسلاطينها هم نيام لا ياتيك منهم صوت استنكار ولا حركة احتجاج كأنهم كما قالت العرب اكلتهم الضبع 0  

اين المواثيق والقوانين الدولية التي تحمي حقوق الانسان اين المعاهدات بشان حماية المدنيين من الأطفال والنساء وغيرهم من الأبرياء أي قواع الحرب الأخلاقية التي لا تسمح بالعدوان على المدنيين ، كلها تم تعطيلها من زاوية الجانب الفلسطيني وتم تفعيلها لصالح اسرائيل واختصرها الأقوياء بجملة واحدة هي :- ( من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها )0

 أيةُ قوانين وايةُ مواثيق هذه التي تجعل الضحية الأعزل من طفل وامراة وشيخ عاجز منهك وجائع وعطان نازح يهيم على وجهه في الأرض لا يدري أين يذهب والذي يتعرض للإبادة في كل دقيقة وفي كل ساعة على آلة حربية جهنمية اخترعتها دولة كبيرة وهي امريكا ، وزود بها اناسا لا ذمة تردعهم ولا ضمير يمنعهم ووفرت لهم الأجواء السياسية المناخات الدبلومسية لابادة هذا الضحية التي جعلها الظلم الدولي وانحطاط الإخلاق الإنسانية هو الجلاد وعليه  (الضحية) أن يدفع فاتورة ممارسته العدوانية بحسب انقلاب الموازين على اسرائيل التي تحتل ارضه وتقتله وتهجره 0

يهدد رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو : نحن ملتزمون بالقتال حتى نحقق جميع اهدافنا في القضاء على حماس وعودة جميع مختطفينا من القطاع وضمان أن لا تشكل غزة بعد الآن تهديدا لإسرائيل هذا تهديد وقح يحمل الإستمرار بجريمة الإحتلال لإبادة اهل قطاع غزة 0   

ولكن اعود واسال بمرارة دونها طعم الشري اين العرب والمسلمين ؟؟ لماذا صمُّوا اذانهم طبعا لكي لا يسمعوا صرخات ضحايا جرائم الإحتلال وامريكا في حرب غزة الدائرة اليوم واشاحوا بوجوههم عن المناظر المؤلمة للمنازل المهدمة على رؤس ساكنيها هو الخوف من بطش امريكا وبطش اللوبي الصهيوني العالمي فالمصالح والمصير بيد امريكا واللوبي والخروج عن طاعتهما يعني نهاية الخارج وضياع مصالحه الراهنة والمستقبلية ، لهذا عندما نسال اين العرب واين المسلمين من مأساة غزة العربية المسلمة و مشهد آلامها وصورة عذاباتها فنجيب انفسنا قد اكلتهم الضبع


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جبار عبد الزهره
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/01



كتابة تعليق لموضوع : أكلتهم الضبع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net