عيد الغدير رضى لك الإسلام دِينًا
يقين محمد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان عيد الغدير من أعظم الحقائق التي تجعل الموحد على بصيره من دينهِ ومذهبهِ بل عليها ترتكز مسئلة دخوله الجنة وبالعرض عنها جهنم وبئس المصير.
لربما يأتي سؤال ما هو الاستدلال القرآني على ان حديث الغدير يدل على احقية الإمام علي (عليه السلام) في الخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانه الحاكم وامره مطاع؟
قال رسول الله ص : الستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم قالوا بلى يارسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه (١).
الستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم هي نفسها الاية القرآنية
*ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ* {سورة الأحزاب، الآية ٦}
وتفسيرها عند اهل السنة بان النبي يحكمهم وتجب عليهم طاعته
الرسول (صلى الله عليه وآله) هنا قرن ولايته هذه بولاية الإمام علي (عليه السلام) في الغدير، اي نفس ولاية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الاية وهي الحكم والاطاعة هي نفسها للإمام علي (عليه السلام) لاقران الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لها في الغدير مع ولاية علي واستدلاله بها.
لنأتي إلى تفاسير السنة للاية :
القَوْلُ فِي تَأْوِيل قَوْلِهِ تَعَالَى :(ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمْ ۗ وَأُوْلُواْ ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍۢ فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُهَٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفْعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوْلِيَآئِكُم مَّعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِى ٱلْكِتَٰبِ مَسْطُورًا) {سورة الأحزاب، الآية ٦}
يقول تعالى ذِكْرُهُ: *ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ*، يقول: أحق بالمؤمنين به ومِنْ أَنفُسِهِمْ، أن يحكم فيهم بما يشاء من حكم، فيجوز ذلك عليهم (٢).
قوله عزّ وجلّ :النبي أولى يعني من بعضهم ببعض في نفوذ حكمه عليهم ووجوب طاعته عليهم. وقال ابن عباس وعطاء: يعني إذا دعاهم النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) أولى بهم من طاعتهم أنفسهم (٣).
كم أن سيدنا ومولانا علي مظلومًا، لكن كلما حاولوا أن يطفئوا النور اشتعل بريقة بإذن من الله تعالى، وهم يخططون ويمكرون ولكن الله هو خير الماكرين، إذ إنهم لا يملكون سوى الصمت، وأتباع علي يجيبون في كل مكان وزمان.
هناك أسانيد صحيحة في حديث الغدير في كتب المخالفين منها:
حدثنا : الفضل بن دكين عن ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس عن بريدة قال : مررت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله (ص) : ذكرت عليا فنقصته فجعل وجه رسول الله (ص) يتغير فقال : الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه (٤).
أخبرنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال
( لما نصب رسول الله صلي الله عليه وسلم علياً بغدير (خم) ، فنادى له بالولاية ؛ هبط جبريل عليه السلام بهذه الآية : *الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا* {سورة المائدة، الآية ٣}
روى مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة ؛ كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير (خم) ، لما أخذ النبي صلي الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال : "ألست اولي المؤمنين ؟!" . قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : "من كنت مولاه فعلي مولاه" . فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب !! أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ! فأنزل الله : *الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيِنَكُمْ* {سورة الأحزاب، الآية ٦} (٥).
لو تعمق الباحث في قضية الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) لادرك اي إمام عظيم يوالي أو سيوالي، واي إمام عظيم تعترف بحقه وعظمته وولايته وعصمته حتى الأعداء.
رواية وردت في البخاري وفي مسلم الكتابين الصحيحين لدى اهل السنة كفيلة باسقاط المذهب السني ومايسمون بالخلفاء
وكيف ان الامام علي (عليه السلام) حاجج القوم بالخلافة
والرواية كالآتي:
عن عائشة أنَّ فاطِمَةَ عليها السَّلامُ بنْتَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرْسَلَتْ إلى أبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيراثَها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا أفاءَ اللهُ عليه بالمَدِينَةِ، وفَدَكٍ، وما بَقِيَ مِن خُمُسِ خَيْبَرَ، فقالَ أبو بَكْرٍ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ، إنَّما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في هذا المالِ، وإنِّي واللهِ لا أُغَيِّرُ شيئًا مِن صَدَقَةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن حالِها الَّتي كانَ عليها في عَهْدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَأَعْمَلَنَّ فيها بما عَمِلَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فأبَى أبو بَكْرٍ أنْ يَدْفَعَ إلى فاطِمَةَ مِنْها شيئًا، فَوَجَدَتْ فاطِمَةُ علَى أبِي بَكْرٍ في ذلكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حتَّى تُوُفِّيَتْ، وعاشَتْ بَعْدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِتَّةَ أشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَها زَوْجُها عَلِيٌّ لَيْلًا، ولَمْ يُؤْذِنْ بها أبا بَكْرٍ وصَلَّى عليها، وكانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهٌ حَياةَ فاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتِ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ، فالْتَمَسَ مُصالَحَةَ أبِي بَكْرٍ ومُبايَعَتَهُ، ولَمْ يَكُنْ يُبايِعُ تِلكَ الأشْهُرَ، فأرْسَلَ إلى أبِي بَكْرٍ: أنِ ائْتِنا، ولا يَأْتِنا أحَدٌ معكَ؛ كَراهيةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ، فقالَ عُمَرُ: لا واللهِ لا تَدْخُلُ عليهم وحْدَكَ، فقالَ أبو بَكْرٍ: وما عَسَيْتَهُمْ أنْ يَفْعَلُوا بي؟! واللهِ لآتِيَنَّهُمْ، فَدَخَلَ عليهم أبو بَكْرٍ، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فقالَ: إنَّا قدْ عَرَفْنا فَضْلَكَ وما أعْطاكَ اللهُ، ولَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا ساقَهُ اللهُ إلَيْكَ، ولَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عليْنا بالأمْرِ، وكُنَّا نَرَى لِقَرابَتِنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَصِيبًا. حتَّى فاضَتْ عَيْنَا أبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَقَرابَةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَبُّ إلَيَّ أنْ أصِلَ مِن قَرابَتِي، وأَمَّا الذي شَجَرَ بَيْنِي وبيْنَكُمْ مِن هذِه الأمْوالِ، فَلَمْ آلُ فيها عَنِ الخَيْرِ، ولَمْ أتْرُكْ أمْرًا رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُهُ فيها إلَّا صَنَعْتُهُ، فقالَ عَلِيٌّ لأبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ العَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ، فَلَمَّا صَلَّى أبو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ علَى المِنْبَرِ، فَتَشَهَّدَ، وذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وتَخَلُّفَهُ عَنِ البَيْعَةِ، وعُذْرَهُ بالَّذِي اعْتَذَرَ إلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فَعَظَّمَ حَقَّ أبِي بَكْرٍ، وحَدَّثَ: أنَّه لَمْ يَحْمِلْهُ علَى الذي صَنَعَ نَفاسَةً علَى أبِي بَكْرٍ، ولا إنْكارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللهُ به، ولَكِنَّا نَرَى لنا في هذا الأمْرِ نَصِيبًا، فاسْتَبَدَّ عَلَيْنا، فَوَجَدْنا في أنْفُسِنا. فَسُرَّ بذلكَ المُسْلِمُونَ، وقالوا: أصَبْتَ، وكانَ المُسْلِمُونَ إلى عَلِيٍّ قَرِيبًا حِينَ راجَعَ الأمْرَ المَعْرُوفَ (٦).
هذه الوثيقة تبين لنا عدة امور
١- غضب الزهراء على ابو بكر وعمر
٢- موتها غاضبة عليهما وامرها للامام علي (عليه السلام) ان تدفن سرا حتى لايحضرها ابو بكر
٣- الامام علي (عليه السلام) لم يبايع لستت اشهر ….لماذا؟؟؟
٤- علي (عليه السلام) يكره محضر عمر (كراهية لمحضر عمر) يعني الامام علي (عليه السلام) كان يكره عمر
٥- الامام علي (عليه السلام) يقول لابي بكر (انك استبددت بالامر علينا) والاستبداد يعني الظلم التجبر فابو بكر ظالم
٦- انا كنا نرى لنا حقا فيها (الخلافة )
وهذه الحديث من اصح احاديث اهل السنة لايجرأ على الطعن به حتى البخاري ومسلم نفسيهما.
ان من عظمة وإمامة مولانا علي (عليه السلام) ليس فقط في كتب الفريق الاخر من نفس الديانة، بل حتى من ديانة أخرى، وتحديدًا في الإنجيل والصحاح إذ تكشف لنا الكاتبة المسيحية إيزابيل بنيامين ماما آشوري نصوص في الكتاب المقدس تتحدث عن الإمام علي (عليه السلام) وتبين لنا كيف تم ظلمه حتى في الكتاب المقدس، وتقول قد قرروا المفسرون عدم قراءة هذه النصوص في القداس آيام الآحاد في الكنائس خشية ان تنهال عليهم سيول الاسئلة وقد وضحت توضيح بين ومعمق (٧).
المصادر والتعليقات
(١) المصادر كثيرة ومتواترة التي ذكرت هذه الحديث بطرق عديدة ومن طرف الفريقين، ولا سيما نذكر كتب السنة لبيان حقيقتنا العظيمة من اعدائنا، منها كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص ٩٩، وكتاب فضائل الصحابة ص ٥٨٤_٥٨٥، وكتاب توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار ص ٢٤٣، وكتاب نظم المتناثر في الحديث المتواتر ص ١٩٤_١٩٥، هُنا يتم الاعتراف بتواتر حديث الغدير وهؤلاء المذكورين كلهم نقلوا حديث الغدير وهم اكابر واعاظم الصحابة ومن كتب المخالفين، وفي كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فصل كامل بسنن النسائي اعظم كتب المخالفين باب الترغيب في موالاة علي ثم ياتيك القوم يشكلون على ولاية علي.
(٢) تفسير الطبري
(٣) تفسير البغوي
(٤) مصنف ابن ابي شيبة ج ١٠ رقم الحديث ٣٢٧٣٠.
(٥) أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 290) ، وابن عساكر (12/ 118/ 1-2).
(٦) صحيح البخاري ص ١٠٤٠، وصحيح مسلم رقم الحديث ٣٤٠٧.
(٧) راجع مقال الصديق علي بن ابي طالب مع اعدائه، الكاتبة المسيحية إيزابيل بنيامين ماما آشوري.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
يقين محمد

ان عيد الغدير من أعظم الحقائق التي تجعل الموحد على بصيره من دينهِ ومذهبهِ بل عليها ترتكز مسئلة دخوله الجنة وبالعرض عنها جهنم وبئس المصير.
لربما يأتي سؤال ما هو الاستدلال القرآني على ان حديث الغدير يدل على احقية الإمام علي (عليه السلام) في الخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانه الحاكم وامره مطاع؟
قال رسول الله ص : الستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم قالوا بلى يارسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه (١).
الستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم هي نفسها الاية القرآنية
*ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ* {سورة الأحزاب، الآية ٦}
وتفسيرها عند اهل السنة بان النبي يحكمهم وتجب عليهم طاعته
الرسول (صلى الله عليه وآله) هنا قرن ولايته هذه بولاية الإمام علي (عليه السلام) في الغدير، اي نفس ولاية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الاية وهي الحكم والاطاعة هي نفسها للإمام علي (عليه السلام) لاقران الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لها في الغدير مع ولاية علي واستدلاله بها.
لنأتي إلى تفاسير السنة للاية :
القَوْلُ فِي تَأْوِيل قَوْلِهِ تَعَالَى :(ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمْ ۗ وَأُوْلُواْ ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍۢ فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُهَٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفْعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوْلِيَآئِكُم مَّعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِى ٱلْكِتَٰبِ مَسْطُورًا) {سورة الأحزاب، الآية ٦}
يقول تعالى ذِكْرُهُ: *ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ*، يقول: أحق بالمؤمنين به ومِنْ أَنفُسِهِمْ، أن يحكم فيهم بما يشاء من حكم، فيجوز ذلك عليهم (٢).
قوله عزّ وجلّ :النبي أولى يعني من بعضهم ببعض في نفوذ حكمه عليهم ووجوب طاعته عليهم. وقال ابن عباس وعطاء: يعني إذا دعاهم النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) أولى بهم من طاعتهم أنفسهم (٣).
كم أن سيدنا ومولانا علي مظلومًا، لكن كلما حاولوا أن يطفئوا النور اشتعل بريقة بإذن من الله تعالى، وهم يخططون ويمكرون ولكن الله هو خير الماكرين، إذ إنهم لا يملكون سوى الصمت، وأتباع علي يجيبون في كل مكان وزمان.
هناك أسانيد صحيحة في حديث الغدير في كتب المخالفين منها:
حدثنا : الفضل بن دكين عن ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس عن بريدة قال : مررت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله (ص) : ذكرت عليا فنقصته فجعل وجه رسول الله (ص) يتغير فقال : الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه (٤).
أخبرنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال
( لما نصب رسول الله صلي الله عليه وسلم علياً بغدير (خم) ، فنادى له بالولاية ؛ هبط جبريل عليه السلام بهذه الآية : *الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا* {سورة المائدة، الآية ٣}
روى مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة ؛ كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير (خم) ، لما أخذ النبي صلي الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال : "ألست اولي المؤمنين ؟!" . قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : "من كنت مولاه فعلي مولاه" . فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب !! أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ! فأنزل الله : *الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيِنَكُمْ* {سورة الأحزاب، الآية ٦} (٥).
لو تعمق الباحث في قضية الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) لادرك اي إمام عظيم يوالي أو سيوالي، واي إمام عظيم تعترف بحقه وعظمته وولايته وعصمته حتى الأعداء.
رواية وردت في البخاري وفي مسلم الكتابين الصحيحين لدى اهل السنة كفيلة باسقاط المذهب السني ومايسمون بالخلفاء
وكيف ان الامام علي (عليه السلام) حاجج القوم بالخلافة
والرواية كالآتي:
عن عائشة أنَّ فاطِمَةَ عليها السَّلامُ بنْتَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرْسَلَتْ إلى أبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيراثَها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا أفاءَ اللهُ عليه بالمَدِينَةِ، وفَدَكٍ، وما بَقِيَ مِن خُمُسِ خَيْبَرَ، فقالَ أبو بَكْرٍ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ، إنَّما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في هذا المالِ، وإنِّي واللهِ لا أُغَيِّرُ شيئًا مِن صَدَقَةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن حالِها الَّتي كانَ عليها في عَهْدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَأَعْمَلَنَّ فيها بما عَمِلَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فأبَى أبو بَكْرٍ أنْ يَدْفَعَ إلى فاطِمَةَ مِنْها شيئًا، فَوَجَدَتْ فاطِمَةُ علَى أبِي بَكْرٍ في ذلكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حتَّى تُوُفِّيَتْ، وعاشَتْ بَعْدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِتَّةَ أشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَها زَوْجُها عَلِيٌّ لَيْلًا، ولَمْ يُؤْذِنْ بها أبا بَكْرٍ وصَلَّى عليها، وكانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهٌ حَياةَ فاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتِ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ، فالْتَمَسَ مُصالَحَةَ أبِي بَكْرٍ ومُبايَعَتَهُ، ولَمْ يَكُنْ يُبايِعُ تِلكَ الأشْهُرَ، فأرْسَلَ إلى أبِي بَكْرٍ: أنِ ائْتِنا، ولا يَأْتِنا أحَدٌ معكَ؛ كَراهيةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ، فقالَ عُمَرُ: لا واللهِ لا تَدْخُلُ عليهم وحْدَكَ، فقالَ أبو بَكْرٍ: وما عَسَيْتَهُمْ أنْ يَفْعَلُوا بي؟! واللهِ لآتِيَنَّهُمْ، فَدَخَلَ عليهم أبو بَكْرٍ، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فقالَ: إنَّا قدْ عَرَفْنا فَضْلَكَ وما أعْطاكَ اللهُ، ولَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا ساقَهُ اللهُ إلَيْكَ، ولَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عليْنا بالأمْرِ، وكُنَّا نَرَى لِقَرابَتِنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَصِيبًا. حتَّى فاضَتْ عَيْنَا أبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَقَرابَةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَبُّ إلَيَّ أنْ أصِلَ مِن قَرابَتِي، وأَمَّا الذي شَجَرَ بَيْنِي وبيْنَكُمْ مِن هذِه الأمْوالِ، فَلَمْ آلُ فيها عَنِ الخَيْرِ، ولَمْ أتْرُكْ أمْرًا رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُهُ فيها إلَّا صَنَعْتُهُ، فقالَ عَلِيٌّ لأبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ العَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ، فَلَمَّا صَلَّى أبو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ علَى المِنْبَرِ، فَتَشَهَّدَ، وذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وتَخَلُّفَهُ عَنِ البَيْعَةِ، وعُذْرَهُ بالَّذِي اعْتَذَرَ إلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فَعَظَّمَ حَقَّ أبِي بَكْرٍ، وحَدَّثَ: أنَّه لَمْ يَحْمِلْهُ علَى الذي صَنَعَ نَفاسَةً علَى أبِي بَكْرٍ، ولا إنْكارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللهُ به، ولَكِنَّا نَرَى لنا في هذا الأمْرِ نَصِيبًا، فاسْتَبَدَّ عَلَيْنا، فَوَجَدْنا في أنْفُسِنا. فَسُرَّ بذلكَ المُسْلِمُونَ، وقالوا: أصَبْتَ، وكانَ المُسْلِمُونَ إلى عَلِيٍّ قَرِيبًا حِينَ راجَعَ الأمْرَ المَعْرُوفَ (٦).
هذه الوثيقة تبين لنا عدة امور
١- غضب الزهراء على ابو بكر وعمر
٢- موتها غاضبة عليهما وامرها للامام علي (عليه السلام) ان تدفن سرا حتى لايحضرها ابو بكر
٣- الامام علي (عليه السلام) لم يبايع لستت اشهر ….لماذا؟؟؟
٤- علي (عليه السلام) يكره محضر عمر (كراهية لمحضر عمر) يعني الامام علي (عليه السلام) كان يكره عمر
٥- الامام علي (عليه السلام) يقول لابي بكر (انك استبددت بالامر علينا) والاستبداد يعني الظلم التجبر فابو بكر ظالم
٦- انا كنا نرى لنا حقا فيها (الخلافة )
وهذه الحديث من اصح احاديث اهل السنة لايجرأ على الطعن به حتى البخاري ومسلم نفسيهما.
ان من عظمة وإمامة مولانا علي (عليه السلام) ليس فقط في كتب الفريق الاخر من نفس الديانة، بل حتى من ديانة أخرى، وتحديدًا في الإنجيل والصحاح إذ تكشف لنا الكاتبة المسيحية إيزابيل بنيامين ماما آشوري نصوص في الكتاب المقدس تتحدث عن الإمام علي (عليه السلام) وتبين لنا كيف تم ظلمه حتى في الكتاب المقدس، وتقول قد قرروا المفسرون عدم قراءة هذه النصوص في القداس آيام الآحاد في الكنائس خشية ان تنهال عليهم سيول الاسئلة وقد وضحت توضيح بين ومعمق (٧).
المصادر والتعليقات
(١) المصادر كثيرة ومتواترة التي ذكرت هذه الحديث بطرق عديدة ومن طرف الفريقين، ولا سيما نذكر كتب السنة لبيان حقيقتنا العظيمة من اعدائنا، منها كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص ٩٩، وكتاب فضائل الصحابة ص ٥٨٤_٥٨٥، وكتاب توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار ص ٢٤٣، وكتاب نظم المتناثر في الحديث المتواتر ص ١٩٤_١٩٥، هُنا يتم الاعتراف بتواتر حديث الغدير وهؤلاء المذكورين كلهم نقلوا حديث الغدير وهم اكابر واعاظم الصحابة ومن كتب المخالفين، وفي كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فصل كامل بسنن النسائي اعظم كتب المخالفين باب الترغيب في موالاة علي ثم ياتيك القوم يشكلون على ولاية علي.
(٢) تفسير الطبري
(٣) تفسير البغوي
(٤) مصنف ابن ابي شيبة ج ١٠ رقم الحديث ٣٢٧٣٠.
(٥) أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 290) ، وابن عساكر (12/ 118/ 1-2).
(٦) صحيح البخاري ص ١٠٤٠، وصحيح مسلم رقم الحديث ٣٤٠٧.
(٧) راجع مقال الصديق علي بن ابي طالب مع اعدائه، الكاتبة المسيحية إيزابيل بنيامين ماما آشوري.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat