صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

الحجر الأسود : جوهرة الجنّة في الأرض / ٣
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ثم أننا نفهم من بعض النصوص الشرعية والتاريخية وظيفةً أخرى للحجر الأسود ، وهي تعيين الخليفة الشرعي وتحديد القيادة الحقّة في الأمّة .. ذلك أن هذا الحجر الشريف لا يضعه أحد في مكانه ويستقر إلا أن يكون نبياً أو وصي نبي ، وعندما يستنطقه الخليفة الشرعي للشهادة ينطق ..

فعندما تنازعت القبائل على شرف وضع الحجر الأسود في مكانه قبل الإسلام عند تجديد بناء الكعبة ، وأرادت أن تتقاتل فيما بينها ، اهتدوا لفكرة التحكيم ، وهي أن يُحكَّم أول من يدخل عليهم من باب الصفا ، وينزل الجميع على حكمه ، وهو تحكيم كان أقرب منه للقرعة ، وكان الذي دخل عليهم هو نبيّنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم - فارتضوا حكمه ، وبسط رداءً ، وطلب من كل قبيلة أن تمسك بطرفٍ منه ، فوضع الحجر الأسود في الرداء ، ثم قام بوضعه صلى الله عليه وآله في مكانه ، وقد نزل الجميع على حكمه .. !

وروي عن أبي خالد الكابلي قال : دعاني محمد ابن الحنفية بعد قتل الحسين عليه السلام ورجوع علي بن الحسين عليهما السلام إلى المدينة وكنا بمكة فقال : صر إلى علي بن الحسين وقل له : إني أكبر ولد أمير المؤمنين بعد أخوي الحسن والحسين ، وأنا أحق بهذا الأمر منك ، فينبغي أن تسلّمه إلي ، وإن شئت فاختر حَكَماً نتحاكم إليه ، فصرت إليه وأدّيت رسالته ، فقال : ( ارجع إليه وقل له : يا عم اتق الله ولا تدع ما لم يجعله الله لك ، فإن أبيت فبيني وبينك الحجر الأسود ، فمن أجابه الحجر فهو الإمام ) ، فرجعت إليه بهذا الجواب ، فقال له : قد أجبتك ، قال أبو خالد : فدخلا جميعاً وأنا معهما حتى وافيا الحجر الأسود ، فقال علي بن الحسين عليهما السلام : ( تقدّم يا عم فإنك أسنّ فسله الشهادة لك ) ، فتقدّم محمد فصلّى ركعتين ، دعا بدعوات ، ثم سأل الحجر بالشهادة إن كانت الإمامة له فلم يجبه بشئ ، ثم قام علي بن الحسين عليهما السلام فصلّى ركعتين ثم قال : ( أيها الحجر الذي جعله الله شاهداً لمن يوافي بيته الحرام من وفود عباده ، إن كنت تعلم أني صاحب الأمر وأنّي الإمام المفترض الطاعة على جميع عباد الله فاشهد لي ليعلم عمّي أنه لا حق له في الإمامة ) ، فأنطق الله الحجر بلسان عربي مبين ، فقال : ( يا محمد بن علي ، سلّم الأمر إلى علي بن الحسين فإنه الإمام المفترض الطاعة عليك وعلى جميع عباد الله دونك ودون الخلق أجمعين ) ، فقبل محمد ابن الحنفية رجله وقال : الامر لك . وقيل : إن ابن الحنفية إنما فعل ذلك إزاحةً لشكوك الناس في ذلك . بحار الأنوار ج٤٦ ص٢٩ .
وأخبار تاريخية أخرى تؤكد هذه العقيدة وهذه الوظيفة للحجر الأسود نتركها اختصارا ..
فإرتباط الحجر الأسود مع خلفاء الله على الأرض واضح وجلي ، فبينهما علقة ربانية لا ندرك نحن إلا ظاهرها ، ولا يفهمها الذين يتسلطون على رقاب الأمة بغير حق ، ولهذا يروى عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : مر عمر بن الخطاب على الحجر الأسود ، فقال : والله يا حجر ! إنا لنعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ! إلا أنا رأينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يحبك ، فنحن نحبك .
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : كيف يا بن الخطاب ؟ فوالله ، ليبعثنه الله يوم القيامة ، وله لسان وشفتان ، فيشهد لمن وافاه ، وهو يمين الله في أرضه ، يبايع بها خلقه . فقال عمر : لا أبقانا الله في بلد لا يكون فيه علي بن أبي طالب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/06/13



كتابة تعليق لموضوع : الحجر الأسود : جوهرة الجنّة في الأرض / ٣
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net