الحجر الأسود : جوهرة الجنّة في الأرض / ١
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

جاء في الخبر عن بكير بن أعين عن الإمام الصاق عليه السلام : " إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهي جوهرة اُخرجت من الجنّة إلى آدم عليه السلام فوضعت في ذلك الركن لعلّة الميثاق .." الكافي / كتاب الحج / ح٣
ترتبط بالحجر الأسود مجموعة من العقائد والمعلومات والأفكار الإسلامية والدينية عموما ، والتي سنحاول بحثها والتطرق لها في هذه السلسلة إن شاء الله ونحن نعيش أجواء الحج المبارك وهذه الأيام العشرة المباركة من ذي الحجة ..
والفكرة الأولى هي ارتباط الحجر الأسود بالميثاق ، والميثاق هو العهد الذي أخذه الله تعالى من بني آدم وأقرّهم عليه والذي أشارت اليه عدد من الآيات المباركات ، قال تعالى ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) الأعراف : ١٧٢ .. . وهذا قد حصل في النشأة السابقة للحياة الدنيا .
وتضمّن هذا التعهد الإقرار بتفاصيل العقيدة الحقة والتعهد بنصرة الرسالات التي جاءت بها والأنبياء الذين اُرسلوا بتلك الرسالات .. الخ . وبالتالي فإننا ملزمون بهذا الميثاق ومطالبون بأداء شروطه ومضامينه ..
تشير الأخبار أن هذه المواثيق والعهود التي أقررناها قد أودعت وخزنت في الحجر الأسود ، حيث تشير رواية معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام : ( إن الله تبارك وتعالى لمّا أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها - أي اختزنها وحفظها - ولذلك يُقال : أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة ) الكافي / كتاب الحج / ح١.
ولهذه العلّة أرجع الإمام الصادق عليه السلام استلام الحجر - لمسه او لمسه وتقبيله - ، فقال عليه السلام : ( إن الله عز وجل حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا الحجر من الجنّة فأمره فالتقم الميثاق فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة ) .. ويفسّر عليه السلام هذا الاستلام : ( وأما القبلة والاستلام فلعلّة العهد تجديداً لذلك العهد والميثاق وتجديداً للبيعة ليؤدّوا اليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق فيأتوه في كلّ سنة ويؤدّوا إليه ذلك العهد والأمانة اللذين اُخذا عليهم .. ) الكافي / كتاب الحج . يتبع
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat