الإعجاز العلمي في القرآن، هو موضوع يتناول ما ورد في القرآن من موضوعات علمية تتعلق بالحقائق الكونية التي لم تكن مدركة للبشر في زمن نزول القرآن ثم أثبتها العلم لاحقا.
لنأخذ أمثلة علمية عن سلامة القرآن من التحريف:
_عدد البسملات في القرآن 113 في بداية كل سورة ما عدا سورة براءة، ويكتمل عدد البسملات في سورة النمل حيث الآية ٣٠: (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) ليطابق عدد سور القرآن الكريم
_وردت كلمة شهر في القرآن 12 مرة نفس عدد شهور السنة
_تتكون سورة الإخلاص من 4 آيات وهو نفس عدد كلمة التوحيد لا اله الا الله
_الملائكة تكررت بالقرآن 88 والشياطين تكررت 88
_كلمة امرأة تكررت في القرآن 24 مرة وكلمة رجل تكررت 24
الا يدل هذا التطابق والتوازن على ان القرآن (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) {هود ١} فلو كان محرف حسب كلامهم لما حصل هذه التشابه العجيب بالعدد 1=1 لكن 1 لا يساوي 1.
فإذا قالوا انها صدف سيكون حالهم حال الملاحدة.
لمحة فقط تقول لك لو اننا تدارسنا هذا الكتاب العظيم علميًا ودينيًا لما بقت هناك مشكلة ظاهرية ولا باطنية إطلاقًا فإنها ساعتها ستثبت لك قوة إلهية تجعلك دارك للقيمة الإنسانية فتسيرك وفق مبادئ وأهداف سماوية.
قولـه تعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) {التكوير ٦}
إذا كان معنى التسجير هو اشعال النار، تقول سجّرت التنور أي أشعلته ناراً، أو بمعنى امتلأت البحار ناراً فكيف يدرك العربي آنذاك أنّ البحر يشتعل، والذي يدركه بفطرته أنّ الماء يطفئ النار، لا أنّ الماء يشتعل ناراً، إلاّ أنّنا الآن ندرك أنّ الماء مركب من عنصرين هما الأوكسجين والهيدروجين والأوّل يساعد على الاشتعال والثاني يشتعل وباتحداهما تتكون شعلة أوكسهيدروجينية تذيب الحديد من حرارتها، كان المسلم آنذاك يسلّم بما أُنزل لأنّه من عند الله تعالى، وهناك آيات كثيرة من هذا القبيل.
ثمّ إنّ القرآن كتاب هداية، ودستور للأمّة الإسلامية يضم بين دفتيه القوانين الإلهية التي يجب أن تسير عليها الأمّة وليس كتاباً كيمياوياً أو فيزياوياً، أمّا ما جاء فيه من إشارات علمية، فإنّما جاءت بطريقة عرضية ثانوية، وجاءت بطريقة ضرب الأمثال أو ما شاكل ذلك من الأمور، ولأنّه من عند الله سبحانه فلابدّ أن يكون صادقاً صدقاً مطلقاً سواء في أمثلته أو في أساليبه أو تشبيهاته أو بيانه.
فهو قول الحقّ والفيصل الصدق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ووسطه كطرفيه في الإعجاز والبلاغة والنظم والبيان لا تفاوت فيه ولا اختلاف:
(وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) {النساء ٨٢}
والمنهج فيما جاء في هذه الأوراق من شرح لبعض مفردات الآيات الكريمة وبعض معانيها قسم منها من باب الاحتمال لا القطع لانّ القرآن الكريم لا يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون بالعلم، ولا نريد أن نحمّل الآية أكثر مما يقتضيه ظاهرها وسياقها، وإنّما أوردناه مجرّد احتمال يحمله ظاهر الآية الكريمة، وإلاّ فالله تعالى أعلم بمراده.
لعل القارئ قد أستشعر معي وأدرك حقيقة معرفية في طيات وجوده وليس فقط حقيقة فطرية في قوله تعالى: (فَإنَّها لا تَعْمى الأبْصارُ ولَكِنْ تَعْمى القُلُوبُ الَّتِي في الصُّدُور) {الحج ٤٦} ذلك تبع للملحدين انهم سذاجة الكرة الارضية.
أنّ القرآن مستمر في بيان الآيات وغير متوقّف عن هذه العملية الكاشفة، فكلّما تقدمّت العلوم وتدبّرنا الآيات الكريمة وجدنا الآيات قد سبقت العلوم إلى ما توصلت إليه، وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة:
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) {فصلت ٥٣}
فالسين في قولـه تعالى: {سنريهم} لا شكّ أن يقرأها جيل عصر التنزيل الشريف ومن يليهم ومن يليهم، ونقرأها نحن ومن يلينا والجميع يقرأها للمستقبل والكل مرّوا بهذه الظاهرة، ظاهرة الكشف عن معلومات لم تكن مكتشفة لعامة الناس في زمانهم، وهذا إعجاز آخر يقطع به المتدبر لآيات القرآن.
بعد حقيقة العمى القلبي نشير إلى حقيقة أخرى وهي أن الأمر عندهم زائد إلى الذعن للأوهام والوسواس بشكل كبير والأوهام والوسواس دليلًا طبيًا منها الأوهام التي تكون السمة السكيزوفرينيا، فهذا يرجع إلى مشكلة عند الشخص في الأعصاب أو من الأمراض العقلية الذهانية ويكمن علاج ذلك بمراجعة الطبيب أو قد تكون الأوهام والوسواس سببها ليس عضويًا بل معرفيًا وفكريًا فعلاج ذلك يكمن في ترديد أذكار معينة نص عليها أهل البيت (عليهم السلام) وهناك من يتعالج ويسلم للحقيقة كالمسلمين وهناك من يذعن ويسلم للوهم كالملحدين والمتتبع بهذا المجال سيرى الإعجازات العلمية المذهلة الكثيرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat