صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

مفهوم (البغاء، بغيا) في القرآن الكريم (ح 3)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جل جلاله "قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا" ﴿مريم 20﴾ عن ابن عباس "قالت" مريم " أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ" أي: كيف يكون لي ولد "ولم يمسسني بشر" على وجه الزوجية "ولم أك بغيا" أي: ولم أكن زانية وإنما قالت ذلك لأن الولد في العادة يكون من إحدى هاتين الجهتين والمعنى أني لست بذات زوج وغير ذات الزوج لا تلد إلا عن فجور ولست فاجرة وإنما يقال للفاجرة بغي بمعنى أنها تبغي الزنا أي تطلبه. قوله سبحانه "يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا" ﴿مريم 28﴾ أي: كان أبواك صالحين فمن أين جئت بهذا الولد "فأشارت إليه" أي: فأومت إلى عيسى عليه السلام بأن كلموه واستشهدوه على براءة ساحتي فتعجبوا من ذلك.

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" ﴿النور 33﴾ قال بعض المفسّرين في سبب نزول هذه الآية: كان عبدالله بن أُبي يملك ست جوار يجبرهن على البغاء، وعندما نزلت آيات قرآنية تنهى عن الفحشاء جئن إلى النّبي"صلى الله عليه وآله وسلم" وعرضن شكواهن على سيّدهنّ عنده، فنزلت الآية أعلاه ونهت عن ارتكاب هذا الإثم. وهذه الآية تكشف عن مدى الرذيلة والإنحطاط الخلقي الذي كان سائداً في عهد الجاهليه. وقد واصل البعض أعماله القبيحة هذه حتى بعد ظهور الإسلام، حتى نزلت الآية السابقة، وأنهت هذه الأعمال. ومع بالغ الأسف نجد عصرنا الذي سمي بجاهلية القرن العشرين، تمارس البشرية هذا العمل بقوه وعلى قدم وساق في بلدان تدّعي المدنية والحضارة والدفاع عن حقوق الإنسان. وكذلك كان الوضع في بلادنا على عهد الطاغوت، إذ كان هذا العمل القبيح يمارس ببشاعة ومرارة، وكان البعض يخدع البنات البريئات والنساء الجاهلات، ويدفع بهنّ إلى مراكز الفساد، ويجبرهنّ على القيام بأعمال الرذيلة والفساد، ويغلق أبواب النجاة بوجوههنّ ليجني ثروات طائلة وتفصيل الكلام في ذلك مؤلم وخارج عن عهدة هذا الكتاب. وبالرغم من أن العالم المعاصر يدّعي التحضّر وإزالة معالم العبودية القديمة، إلاّ أنّ الجرائم والمفاسد الخُلقية تشيع بشكل أكثر توحّشاً من كلّ ما حدث في غابر الأيّام، ونسأل الله أن يحفظ الإِنسانية من شرّ هؤلاء الذين يدّعون التمدّن. وجدير بالذكر أنّ عبارة "إن أردن تحصناً" لا تعني في مفهومها أنهنّ إن رغبن في الفساد فلا مانع من إجبارهن، بل تعني نفي الموضوع بشكل تامّ من قبيل السالبة بانتفاء الموضوع، لأنّ مسألة الإكراه تصدق في حالة عدم الرغبة فيه. وإلاّ فبيع الجسد وإشاعة هذا الفعل بأية صورة كانت هو من كبائر الذنوب. وجاءت هذه العبارة لتثير غيرة مالكي الجواري إن كان لهم أدنى غيرة، ومفهومها أنّ الجواري مع أنهنّ من الطبقة الدانية ولكن لا يرغبن في ارتكاب الفاحشة. فلمإذا ترتكبون هذه الأعمال المنحطة على الرغم من تصوركم أنّكم طبقة راقية؟ وفي الختام ـ على حسب الأُسلوب الذي يتبعه القرآن ـ يفتح طريق التوبة للمذنبين، ويشجعهم على إصلاح أنفسهم: "ومن يكرههن فإنّ الله من بعد إكراههنّ غفور رحيم". ويمكن أن تكون هذه الجملة ـ كما قلنا ـ إشارة إلى الوضع السائد بين ملاّك الجواري الذين غلب عليهم الندم، واستعدوا للتوبة وإصلاح أنفسهم. أو تكون هذه الجملة إشارة إلى النسوة اللواتي يرتكبن هذا العمل القبيح بإكراه من قبل أسيادهنّ.

عن كتاب مصباح المنهاج / التجارة للسيد محمد سعيد الحكيم: وبذلك يظهر أنه لو أكره الولي على إيقاع المعاملة عن المولى عليه، وهو لا يحرز على نحو يخاف من الإضرار به لو خالفه، يستتبع الإضرار. لكن الخبر ـ مع ضعفه في نفسه، لأن في طريقه عبد الله بن القاسم المشترك بين الموثق والضعيف والمجهول لابد من الاقتصار فيه على مورده، وهو اليمين، لظهور أن الإكراه يعمّ ما يقع من السلطان ويستتبع الضرر الفادح، وليس مقابلاً للجبر الحاصل من السلطان، كما تضمنه الخبر. ولاسيما بملاحظة مثل قوله تعالى: "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا" (النور 33)، لظهور أن حمل المولى للأمة يبتني على التخويف، نظير حمل السلطان للرعية. بل مادة الكره بالفتح تناسب القسر، ولذا تقابل بالطوع كما في كثير من الآيات الشريفة، وهو مناسب لحمل الإكراه على الدفع نحو المطلوب من طريق التخويف بالضرر الفادح، بحيث يشبه القسر الرافع للاختيار. ومن ثم لا مجال للخروج بالخبر المتقدم عن جميع ذلك.

جاء في موقع براثا عن وزارة الداخلية وحملتها الامنية للقضاء على ظاهرة البغاء والمخدرات للكاتب محمود الهاشمي: 15- ان من يريد ان يحافظ على دينه وقيمه وتاريخه ان يبدأ بالحفاظ على الاسرة لانها المدرسة الاولى في التربية وقديما قال فلاطون (لاتعاقبوا المراة الباغية بل عاقبوا من ساقها الى هذا المنزلق ) -تؤكد دراسات علم النفس ان النساء اللواتي يلتحقن بالبغاء يعانين من نقص في التفكير وسرعة الانهيار امام اي صدمة نفسية لذا من الضروري اخضاعهن للمتابعة والتقويم. -16- ان المراة ولدت لتكون اماً وليس ان تخضع لابتزاز المجتمع واكراهها على عمل يحط من قيمتها "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الروم 21) اذن صناعة الانسان والزواج اية من ايات الله سبحانه وتعالى طالبا الله سبحانه من اصحاب العقول "لقوم يتفكرون" ان يتبصروا ذلك. -المرأة في دول الغرب (ممتهنة) في الافلام الاباحية وشرعنة انحرافها وخطئها،،وهذا يخالف عقيدتنا وديننا وقيمنا. 17-ا ن تعاطي 50‎%‎ من شبابنا في العراق للمخدرات وفقا لما ادلى به وزير الداخلية السابق بمثل خطرا كبيرا على مستقبل العراق لان ذلك يصنع جيلا مشوها وعاطبا لذا ندعو الجميع لمناصرة اي اجراء للقضاء على هذه المظاهر المدانة. 18-من واجب الدول ان تدرس الظاهرة بكل تفاصيلها وتضع الحلول قبل اي اجراء وفي العراق مثلا لابد ان نعتمد الالية الاتية في محاربة ظاهرة البغاء. القضاء على البطالة والفقر لانهما وراء هذه الظواهر. احصاء المهاجرين من الغرباء ودولهم واسباب ورودهم للعراق وبالامكان اعادتهم وفق الاليات والضوابط. -فصل البغاء عن المخدرات لان لكل منها عمله واهدافه وطرق تعاطيه. -قطع مصادر وصول المخدرات الى البلدووضع قوانين صارمة حد الاعدام لمن يتاجر بالمخدرات والنساء. دراسة مشاكل النساء اللواتي التحقن بالبغاء وخاصة الجانب الاقتصادي والاجتماعي والزواجات الغير منظمة والاطفال الذين يكبرون بالشوارع والازقة. -بناء معامل وورش لالحاق النساء للعمل من معامل خياطة وغيرها وضمان الوضع الاقتصادي للمراة ثم الاطفال الذي وراء امهاتهم وطرق تاهيلهم للحياة. -ملاحقة الجهات الامنية التي تنسق مع نافيات هذه الاماكن. -اعدام السماسرة الخاصين بالبغاء او المخدرات. اخيرا نشد على ايدي وزارة الداخلية في حملتها ضد هذه الظواهر المدانة لضمان سلامة المجتمع العراقي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/05/23



كتابة تعليق لموضوع : مفهوم (البغاء، بغيا) في القرآن الكريم (ح 3)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net