صراع من أجل البقاء ، هذا قانون الغاب ، القانون الذي نظم سير حياة الوحوش الضواري والحيوانات ضعيفة الجناح ، تكامل للطبيعة من خلق الله ، ولله في خلقه شؤون .
جلسة برلمانية مهمة ينتظرها الشارع العراقي ، وهذا الانتظار ليس من اجل شخوص معينة ستنال المنصب ابداً بل من اجل الاطمئنان ان امور الطبقة السياسية مستقرة وتمضي عجلة الحكومة في تقديم الخدمات التي اهملتها الطبقة السياسية لعشرون عاماً ، ونال الاحباط الشارع بل ذهب الامر الى ابعد من ذلك اذ كان هناك من فرح بخبر الاقتتال بين نواب البرلمان ، واصحاب هذا الفرح لديهم الحق في فرحهم بفشل النواب ، والاسباب معروفة ليس هناك من داع لذكرها ، لكن هل فعلا ان العراك بالايادي واستخدام الشتائم والسباب يليق بالنخبة البرلمانية ، هذه النخبة التي تمثل طيف من الشعب العراقي ؟، الى اين يريدون الوصول لا نعلم ، حسبنا الله فيهم ونعم الوكيل .
بعودة سريعة الى مهام البرلمان العراقي و واجباته ، ومن اولى هذه المهام هي تشريع القوانين التي من شأنها النهوض بالبلد وتعزيز قدراته والاهتمام بشعبه وبكرامته ، فهل ياترى ان البعض ممن يربي عضلاته ويستخدمها متى ما اراد ، ويستخدم ايضاً لسان يقطر السموم يستحق ان يكون مشرعاً ، وهل نحن اليوم نعيش في غابة حيث امضى برلماننا عقدين من الزمن يشرع ويحتاج الى عقود اخريات من اجل التشريع ؟، الا يعلم السادة النواب ان مهامهم الان هي متابعة تنفيذ اعمال الحكومة وبرنامجها الحكومي ، لكن بالطبع هذه الحكومة قد اخرست لهم الالسن لانهم فيما مضى كان همهم جمع المال على حساب قوت الشعب ومصيره ، فلا يمكن لسارق ان يحاسب ، ولا يمكن لفاسد ان يراقب ، وهذا هو واقع الحال .
مابني على باطل فهو باطل ، لقد خلى مجلس النواب من رئيسه لسبب جوهري واضح لا لبس فيه ، فكان الامر ببصمة القانون ومن اعلى سلطة ، هنا كان يفترض زج الفاسد والمزور في السجن ، لكن الغريب بالامر ان هذا الفاسد مازال يدير عمله السياسي طليقا حراً واثق الخطوة يمشي ملكاً ، يلتقي السفراء ويعقد المؤتمرات ويزور ويتزاور مع كبار القادة والزعماء ، وكأن امر القضاء لا يعنيه ، فمن اين اتت له كل هذه المكارم والمغانم ؟، بالطبع وبالتأكيد اتت من خلال ترأسه للبرلمان ، هنا يصبح السبب وجيه جداً في رؤيتنا للقتال داخل ( القبة ) المصانة من اجل الحصول على هذا المنصب ، والغريب ايضا ان الاعداء فيما بينهم اصبحوا اصدقاء ولانعلم مالذي يدور خلف كواليسهم من مؤامرات ، لكن يبقى الشيء الاكيد ان الخزي سيلاحقهم اينما داروا وكانوا .
فلتسمح لي الغابة بملكها الأسد وبغربانها السوداء ان استعير قانونهم واستبدله معهم ، وامنحهم قانون جديد ، صراع من اجل الفناء ، هذا قانون الغابة لانها لاتترك قصوراً واموال ، ونمنح برلماننا قانون الغابة ، ( صراع من اجل البقاء ) فهو يليق بهم اكثراً ، مع الاعتذار الكبير للكثير من نوابنا الاكارم اصحاب المبادئ وكلامي موجه لاصحاب العضلات فقط ، وبدون تحية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat