صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

کتاب الإمام الصادق علم وعقيدة لمؤلفه لاوند والقرآن الكريم (ح 2)
د . فاضل حسن شريف

جاء في کتاب الإمام الصادق عليه السلام علم وعقيدة لمؤلفه رمضان لاوند: عن التأويل: قال عليه السلام: فإن من اتبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء العامة تعظمه وتصفه، فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لأنظر مقداره ومحله، فرأيته قد أحدق به خلق كثير من غثاء العامة، فوقفت منتبذا عنهم متغشيا بلثام أنظر إليه وإليهم، فما زال يراوغهم حتى خالف طريقهم وفارقهم ولم يقر، فتفرقت عنه العوام لحوائجهم، وتبعته أقتفي أثره، فلم يلبث أن مر بخباز فتغفله فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة، فتعجبت منه ثم قلت في نفسي: لعله معامله، ثم مر بعده بصاحب رمان فما زال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة، فتعجبت منه ثم قلت في نفسي: لعله معامله ثم أقول: وما حاجته إذا إلى المسارقة، ثم لم أزل أتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضى. وتبعته حتى استقر في بقعة من الصحراء فقلت له: يا عبد الله لقد سمعت بك وأحببت لقاءك فلقيتك، ولكني رأيت منك ما شغل قلبي، وإني أسألك عنه ليزول به شغل قلبي قال: ما هو؟ قلت رأيتك مررت بخباز وسرقت منه رغيفين، ثم بصاحب الرمان وسرقت منه رمانتين فقال لي: قبل كل شئ حدثني من أنت قلت: رجل من ولد آدم، من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: حدثني ممن أنت؟ قلت: رجل من أهل بيت رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم قال: أين بلدك؟ قلت المدينة قال: لعلك جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام؟ قلت: بلى فقال لي: فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت به، وتركك علم جدك وأبيك لئلا تنكر ما يجب أن يحمد ويمدح عليه فاعله؟ قلت: وما هو؟ قال: القرآن، كتاب الله؟ قلت: وما الذي جهلت منه؟ قال قول الله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة لا يجزى إلا مثلها" (الانعام 160) وأني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين فهذه أربعة سيئات، فلما تصدقت بكل واحد منها كان لي بها أربعون حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربعا بالأربع السيئات، بقي لي ست وثلاثون حسنة قلت ثكلتك أمك أنت الجاهل بكتاب الله أما سمعت الله يقول: "إنما يتقبل الله من المتقين" (المائدة 27) إنك لما سرقت رغيفين كانت سيئتين، ولما سرقت الرمانتين كانت أيضا سيئتين، ولما دفعتهما إلى غير صاحبهما بغير أمر صاحبهما، كنت إنما أضفت أربع سيئات إلى أربع سيئات، ولم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيئات فجعل يلاحظني فانصرفت وتركته. قال الصادق عليه السلام: بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يضلون ويضلون، وهذا نحو تأويل معاوية لما قتل عمار بن ياسر فارتعدت فرائص خلق كثير وقالوا: قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم عمار تقتله الفئة الباغية فدخل عمر على معاوية وقال: قد هاج الناس واضطربوا، لقد قتل عمار فقال معاوية: قتل عمار فماذا؟ قال: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمار تقتله الفئة الباغية؟ فقال له معاوية، (رخصت في قولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي بن أبي طالب لما ألقاه بين رماحنا) فاتصل ذلك بعلي فقال: إذن رسول الله قد قتل حمزة لما ألقاه بين رماح المشركين ثم قال الصادق عليه السلام (طوبى للذين هم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يحمل هذا العلم من كل خلف، عدول ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

وعن الحلم يقول مؤلف الكتاب لاوند: قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتاب معالم العترة: وقع بين جعفر بن محمد وعبد الله بن حسن كلام في صدر يوم فأغلظ له عبد الله بن حسن في القول ثم افترقا وراحا إلى المسجد، فالتقيا على باب المسجد فقال أبو عبد الله جعفر بن محمد لعبد الله بن حسن كيف أمسيت يا أبا محمد؟ فقال: بخير، كما يقول المغضب فقال: يا أبا محمد أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب؟ فقال: لا تزال تجئ بالشئ لا نعرفه؟ فقال: إني أتلو عليك به قرآنا؟ قال: وذلك أيضا؟ قال: نعم قال: فهاته قال: قول الله عز وجل: "والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب" (الرعد 21) قال: فلا تراني بعدها قاطعا رحما. وعن المناقب عن كتاب الروضة: أنه دخل سفيان الثوري على الصادق، عليه السلام، فرآه متغير اللون فسأله عن ذلك فقال: (كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت فدخلت، فإذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم والصبي معها، فلما بصرت بي ارتعدت وتحيرت وسقط الصبي إلى الأرض فمات، فما تغير لوني لموت الصبي وإنما تغير لوني لما أدخلت عليها من الرعب، فما كان منه عليه السلام إلا أن قال لها: أنت حرة لوجه الله لا بأس عليك) مرتين. ورواه صاحب غاية الاختصار ص 62 بسنده إلى سفيان الثوري أو نحوه. وروى الكليني في الكافي بسنده أن أبا عبد الله، عليه السلام، بعث غلاما له في حاجة فأبطأ، فخرج أبو عبد الله عليه السلام، على أثره لما أبطأ عليه فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه، فلما انتبه قال له أبو عبد الله عليه السلام: يا فلان والله ما ذلك لك تنام الليل والنهار؟ لك الليل ولنا منك النهار.

جاء في کتاب الإمام الصادق عليه السلام علم وعقيدة لمؤلفه رمضان لاوند: روى أبو نعيم في (الحلية) عن مالك بن أنس عن علي بن الحسين قال: لما قال أبو سفيان الثوري لا أقول حتى تحدثني. قال له أنا أحدثك، وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت لقاءها ودوامها، فأكثر من الحمد والشكر عليها فإن الله عز وجل قال في كتابه: "لئن شكرتم لأزيدنكم" (ابراهيم 7) وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله تعالى قال في كتابه: "استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" (نوح 10-12). وروي أنه قال لسفيان الثوري: يا سفيان إذا أحزنك أمر من سلطان أو غيره فأكثر من قول" لا حول ولا قوة إلا بالله" فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة. فعقد سفيان بيده وقال: ثلاث وأي ثلاث فقال جعفر: عقلها والله أبو عبد الله ولينفعنه الله بها. روى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة عن جعفر بن محمد: من لم يكن لأخيه كما يكون لنفسه لم يعط الإخوة حقها، ألا ترى كيف حكى الله تعالى في كتابه أنه يفر المرء من أبيه والأخ من أخيه، ثم ذكر في ذلك الموقف شفقة الأصدقاء وقال: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم. وروى صاحب العترة: أن جابر بن عون قال. إن رجلا قال لجعفر: أنه وقع بيني وبين قوم منازعة في أمر وأني أريد أن أتركه فيقال لي إن تركك له ذل. فقال له جعفر: إن الذليل هو الظالم.

عن الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه وصاحب الروضة بإسنادهما يقول رمضان لاوند في كتابه: وفي روايتهما زيادة عن رواية الحلية قال في بيان علة قبول الشاهدين في القتل وعدم قبول أقل من أربعة في الزنا مع أن القتل أعظم: أن الشهادة على الزنا شهادة على اثنين وفي القتل على واحد لأن القتل فعل واحد والزنا فعلان. وقال في علة قضاء الحائض الصوم وعدم قضائها الصلاة مع كون الصلاة أعظم: لأنها تخرج إلى صلاة فتداومها ولا تخرج إلى صوم (يعني أن الصلاة تكون دائما والصوم لا يكون إلا مرة في السنة) ثم قال: المرأة وهي ضعيفة لها سهم واحد والرجل وهو قوي له سهمان ثم قال: لأن الرجل يجبر على الإنفاق على المرأة ولا تجبر المرأة على الإنفاق على الرجل. ثم قال: البول أقذر أم المني؟ قال: البول. قال: يجب على قياسك أنه يجب الغسل من البول دون المني، وقد أوجب الله الغسل من المني دون البول، ثم قال: لأن المني اختيار ويخرج من جميع الجسد ويكون في الأيام، والبول ضرورة ويكون في اليوم مرات. قال أبو حنيفة: كيف يخرج من جميع الجسد والله يقول: "يخرج من بين الصلب والترائب" (الطارق 7) فقال أبو عبد الله فهل قال لا يخرج من غير هذين الموضعين؟ ثم قال: لم لا تحيض المرأة إذا حبلت؟ قال: لا أدري. قال: حبس الله الدم فجعله غذاء للولد. ثم قال: ما ترى في رجل كان له عبد فتزوج وزوج عبده في ليلة واحدة، ثم سافرا وجعلا امرأتيهما في بيت واحد، فسقط البيت عليهم فقتل المرأتين وبقي الغلامان، أيهما في رأيك المالك وأيهما المملوك، وأيهما الوارث وأيهما الموروث؟ ثم قال: فما ترى في رجل أعمى فقأ عين صحيح، وفي أقطع قطع يد رجل، فكيف يقام عليهما الحد؟ ثم قال: فأخبرني عن قول الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام حيث بعثهما إلى فرعون لعله يتذكر أو يخشى" (طه 44) وأنت تعلم أن لعل منك، شك؟ قال: نعم. قال: فهل هي من الله شك إذا قال لعله؟ ثم قال: وأخبرني عن قوله تعالى"ومن دخله كان آمنا" (ال عمران 97) أي موضع هو؟ قال: بيت الله الحرام. فقال: نشدتكم بالله هل تعلمون أن عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟ قال: فاعفني يا ابن رسول الله قال: فأنت الذي تقول سأنزل مثل ما أنزل الله؟ قال: أعوذ بالله من هذا القول قال: إذا سئلت فما تصنع؟ قال: أجيب عن الكتاب أو السنة أو الاجتهاد. قال: إذا اجتهدت من رأيك وجب على المسلمين قبوله؟ قال: نعم. قال: وكذلك وجب قبول ما أنزل الله فكأنك قلت أنا أنزل مثلما أنزل الله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/05/05



كتابة تعليق لموضوع : کتاب الإمام الصادق علم وعقيدة لمؤلفه لاوند والقرآن الكريم (ح 2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net