البقيع والوهابيين وآل سعود
محمد كريم الكلابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد كريم الكلابي

في كل عام وفي شهر شوال يستذكر الشيعة في العالم ذكرى هدم قبور الأئمة المعصومين الحسن بن علي وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق عليهم السلام وبأمر من عبد العزيز بن سعود ملك السعودية ومؤسس المملكة وكما معروف إن آل سعود ومحمد بن عبد الوهاب كانوا قد تحالفوا قبل تأسيس مملكة آل سعود بثلاثة قرون وبالتحديد في عام 1744وقد انطلق هذا التحالف في منطقة الدرعية وسمي فيما بعد بميثاق الدرعية بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب .لم يكن هدم القبور مفاجأ فقد تعرضت في القرن التاسع عشر الى الهدم أيضا كما تعرضت النجف وكربلاء ولاسيما ضريح الامام الحسين عليه السلام الى اعتداء عام 1801وكان يصادف في التاريخ الهجري يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم الغدير الذي يتوجه فيه الشيعة الى النجف الاشرف لزيارة الامام علي عليه السلام ،وتكررت الاعتداءات في 1843،كان العراق تحت الحكم العثماني فلم تحرك ساكنا لحماية مقدسات الشيعة .كان المرجع الأعلى للشيعة آنذاك الشيخ جعفر كاشف الغطاء وهو من العلماء العاملين وبمناسبة زيارة اربعينية الامام الحسين قاد الشيخ تظاهرة تطالب العثمانيين بحماية أضرحة الشيعة ،لم تتوقف هذه الاعتداءات حتى بعد تاسيس المملكة العراقية عام 1921فقد هاجمت مجاميع الوهابيين كربلاء عام 1930 ولو نظرنا بنظرية تحليلية فإن تفجير ضريحي الامامين العسكريين في سامراء عام 2006 تندرج ضمن هجمات الوهابيين وإن كانت باسم القاعدة وذات الامر ينطبق على الهجمات الاهابية التي طالت اتباع أهل البيت بعد الاحتلال الامريكي عام 2003وحتى جرائم داعش واحتلالها لمدن الموصل والرمادي وتهديدها لكربلاء والنجف وسامراء تندرج ضمن هجمات الوهابيين ،فهم امتداد لهم والتكفير شعارهم .وفي الاخير إن هدم قبور البقيع هو صراع بين الاسلام الحضاري وبين العقل المتحجر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat