صفحة الكاتب : د . راجي العوادي

ضوء على تطبيقات عالم سبيط النيلي في القران الكريم 
د . راجي العوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 المقدمة 
أننا نجزم بالمطلق ان اللفظ القرآني يصعب على العقول استيعابه والإحاطة به حيث لو أعطى الإنسان بكل حرف من حروف القران فهما لم يبلغ هذا الإنسان نهاية ما أودعه الله في اية من كتابه  وكما انه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه ، وان كل حرف من حروف القران هو بقدر السموات والأرض بما فيها من مجرات وسدم كونية لذا تحتاج قراءته الى تحقيق وتدقيق وتأمل في الألفاظ وتشابكاتها واقترانها مع غيرها للوصول الى قدر عال من التدبر، ولكن اعتدنا ان نسمع ونرى شرحا او تأويلا او تفسيرا لعدد من الألفاظ القرآنية بمعنى واحد او أعطاء اللفظ الواحد لمعاني عديدة كلما تغير موقعها من التركيب ، كما هناك من فسر كلام الله بالترادف والمجاز والكناية والحذف وتقدير المحذوف وتقديم لفظ وتأخيراخر والمشترك المعنوي مما فتح باب الاجتهاد في معاني ألفاظ القران على مصراعيها  . 
حل المعضلة يتم بإزالة التناقض بالمنهج اللفظي القرآني والذي يحتاج الى متابعة وتدبر لان كلمات القران لا تسمح الا بظهور الحقائق والحقائق لا تتناقض والقران نور والنور لا يحتاج الى كشف ولكنه يحتاج الى حامل يوجه باتجاه الأشياء لكشفها ، والواقع من حمل القران نوعان من الناس احدهم قادرون على الكشف به عن حقائق الأشياء الموجودة فاوجدوا لنا قانونا صارما نتحرك بمقتضاه في كل مفردات كتاب الله ، ونوع اخر حملوه وراء ظهورهم فكانت الطامة الكبرى عندما فسروا القران وفق أهوائهم حتى في قتل الناس الأبرياء وانتهاك الحرمات . 
هذه الدراسة المتواضعة ارتكزت على تفسير القران بالقران وفقا لما يراه الامام علي (ع) كما اعتمدت اللغة العربية لتحديد معاني الألفاظ دون الاعتناء بالترادف والمشترك المعنوي وبذلك أتيحت للقارئ التفاته مهمة للتأمل والتدقيق في معاني وأحرف كتاب الله المجيد بعيدا عن الاعتباط . 
 العباد....العبيد 
خاطب الله عبادة الصالحين لا عبيده حيث الفرق شاسع بين الاثنين كون العباد هم المتبعون طوعا والعبيد هم الذين في قبضته تعالى كرها ، والعبودية للموجودات هي العبودية ، والعبودية لله هي التحرر من العبودية للموجودات ، وفي القران الكريم تطبيقات وشواهد على ذلك منها : 
 ( قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) الاعراف :128 
 ( جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ) مريم :61 
 ( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ )   غافر:15 
 ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) الحجر :42 
 ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ ) الزمر:17 
 ( يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ) الزخرف: 68 
( إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ) الصافات :40                        
( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ) الدخان: 18 
( فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ) الكهف :65 
 ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ 
  عَدُوًّا مُبِينًا ) الاسراء :53 
 ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ) الشعراء :52 
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) الفجر :27 – 29 
ان لفظة عبادي اينما وجدت في القران الكريم كان المقصود بها المؤمنين دون الكافرين 
( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا ) الاسراء : 65 
 اما لفظ عبيد فقد ورد في خمس موارد 
( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) ق:29 
( ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) ال عمران :182  
( ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) الانفال :51 
( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) فصلت : 46 
 ( ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) الحج : 10   
عذاب شديد....اشد العذاب 
يبدوا لقارئ القران الغير متأمل ان المفهومين ( عذاب شديد ... اشد العذاب ) يعنيان نفس المعنى  ولكن النظام القراني ميز بينهما ، فالعذاب الشديد منصرف الى طور الاستخلاف وهذا يعني انه يحدث في دار الدنيا . 
( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ) الاسراء :58 
( مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ) يونس :70 
فالعذاب الشديد هنا هو في اواخر الطور المهدوي وهو مختلف عن اشد العذاب الذي وصفه الله سبحانه وتعالى لعذاب جهنم اي مرحلة ما بعد القيامة ، كما هو الحال للعذاب الواقع أيضا هو عذاب دنيوي ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ) المعارج :1 – 2 
اما اشد العذاب فهو ينصرف الى العذاب الأخروي أي يوم القيامة  كما صرح به القران الكريم 
( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) غافر: 46 
 ( ثُمَّ أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) البقرة :85 
وفي القران مورد واحد ذكر العذاب الشديد في الدنيا والآخرة في نفس الوقت 
( فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) ال عمران :56 

الإنسان....البشر 
يعتبرالبشر كائن متطور عن الإنسان وتقدم خلق الإنسان على البشر وضحته صورة الحجر ، والإنسان مخلوق قبل خلق الملائكة وهو مذموم في القران والبشر ممدوح دوما ، فاذا بلغ الانسان مرحلة البشرية فهو ممدوح واذا بقي في عقليته الاولى فهو انسان مذموم . 
لقد اطلق القران لفظ البشرعلى الانبياء والرسل ومن هم في مقامهم فقط 
 ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف :110 
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ  فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) الحجر:28 – 29  
( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ 
  سَاجِدِينَ ) ص:  71 -72 
فادم (ع) هو اول بشر ولكن ليس أول إنسان . 
وقد ذم القران الكريم الإنسان قائلا : 
( وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۗ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ) الحج :66  
 ( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) ابراهيم :34 
( وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا ۚ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ) الزخرف :15 
ان الانسان لم يكن شيئا مذكورا قبل نفخ الروح فيه  وهذا ما أكدته أوائل سورة الدهر( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) الانسان :1 
اما من يزعم ان ادم خلق من طين على هيئة تمثال ثم نفخت فيه الروح فصار حيا فهو زعم باطل فادم (ع) هو انسان متطور عن جنس سابق وبعد نفخ الروح فيه أصبح احد الأصفياء والا فهو حي قبل ذلك .   
النسف....الدك 
  قال الله سبحانه وتعالى : 
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا 
يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ ) طه : 105 – 108 
 ( وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ) المرسلات : 10 
( وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ) الحاقة :14  
الكثير من العلماء يعتقد ان النسف والدك كلاهما يوم القيامة وكان عليهم الانتباه الى الأمور التالية   
- كبف يكون النسف والدك كلاهما يوم القيامة وهما عمليتان مختلفتان تماما ؟ 
- لماذا يجعلها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا ؟ وكأنها هي الاخرى عدلت وذهب   عوجها لتلائم حال الداعي الذي لا عوج فيه في حين وصفت الارض يوم القيامة انها تدك وبحارها تسجر وانها تصبح صعيدا جزرا الى غير ذلك من اوصاف التدمير.      
- لمن يحدث هذا التعديل للارض ومساواة سطحها بحيث تخلوا من اي اعوجاج ومرتفعات وحفر وهو يريد دكها وكبسها وزلزلتها يوم القيامة ؟  
ان النسف هو اشبه بعملية تعرية سريعة للارض بحيث تكون منبسطة ومستوية وتكون صالحة للزراعة وخالية من كل ارتفاع وانخفاض وهذا يعني حدوث مساحات جديدة مكان الجبال للزراعة والسكن في الطور المهدوي وعلى العموم فالجبال تنسف في الطور المهدوي وتدك يوم القيامة وربما سائل يسال كيف تستقر الارض اذا زالت الجبال ؟ 
الجواب ببساطة ان المثبتة للأرض ليس الجبال بل الرواسي كما هو مبين في القران الكريم 
( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاّيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الرعد : 3 
( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ  (الحجر : 19 
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) قـ : 7 (  
وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) النحل: 15    وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) 
وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء) المرسلات: 27 ) 
القران الكريم بين ان الجبال تستخدم للايواء والسكن 
( وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ) الحجر :82 
( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ) الشعراء :149 
ولم ترد علاقة بين تثبيت الارض والجبال الا في مورد واحد ( وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) النبا :7 
بان تكون أوتادا لها والواقع ان الوتد يثبت الخيمة وعلى العموم فان الرواسي او الجبال لها علاقة بالمحافظة على توازن القشرة الأرضية من الاضطراب المتعلق بالهزات والزلازل 
 ليس آلا. 
 
  
خليفة الله....وخليفة الناس                                                               
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة :30 
لفظ خليفة ينصرف الى جنس بني ادم لا الى ادم (ع) وحده لكون ادم لا يحصل منه عصيان يبلغ درجة الفساد وسفك الدماء . 
الله سبحانه وتعالى لم يرد على الملائكة او يقول لهم انتم واهمون بل اكتفى بالقول اني اعلم ما لا تعلمون ، لكن الملائكة علموا بوقوع الفساد وسفك الدم لما يستلزم الترقي والتطور من مرور حقب زمنية طويلة من الفساد وصولا الى هذه المرحلة اذ الكائن المخلوق ... لا يمكن ان يصل الى خلافة الله آلا بعد المرور بتجربة قاسية من الفساد وسفك الدماء ، ولكن اذا كان الخليفة هو الاول فمن أين  يأتي الفساد ؟ اذ المعلوم ان الخليفة لا يفسد في الأرض وإذا قيل انه يأتي من قبل ذريته فمن اين لهم علم بتكوين الخليفة الذراري ؟ 
هذه الاسئلة تقودنا الى ان هناك ادم قبل ادامنا . 
ان الملائكة لن يصلحوا بديلا عن الخليفة لأنهم خلقوا بنظام اخر 
( وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ) الزخرف:60 
وكذلك لا يدركون من قدرات الكائن العقلية والتطورية شيئا بدليل عجزوا عن معرفة المسميات التي هي مفتاح المعرفة لذا امرهم ربهم بالسجود لادم . 
القران خاطب المجموعة ثم انتقل الى المفرد ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ ) الاعراف :11 
وهذا يدل على ان قرار الاستخلاف لجنس بني ادم هم المقصودون لان التسلسل التاريخي في سورة البقرة يجعل قرار الخلافة في الأرض قبل السجود وحتى قبل تعليم الأسماء يعني الخلافة قرار رباني سابق للسجود ولتعليم الاسماء . 
اما السجود فمحصور بادم بعد تعلم الاسماء وان السجود كان للبشر فقط ولم يكن للإنسان كما ورد في سورتي الحجر وصاد (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) الحجر :28 - 29 
( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) ص :71 -72 
فيلاحظ نهايات الآيتين لم يكن تكرارا لانها مختلفة في الازمان . 
ان الخلافة ظهرت دلالة في الاسماء بينما السجود لادم كان قصة تابعة فقد استحق السجود لكونه حاملا لهذه الاسماء في عقله وكذرية في صلبه . 
ان المعرفة هي سر افضلية ادم وهي سبب ايجاد الملائكة وهي الاساس في عملية الاستخلاف والمعرفة تحتاج لغة ومن هنا علم ادم الاسماء كلها وكذلك علم البيان . 
لقد كانت جنة ادم في الارض وهو خليفة الارض والجنة جزء من قانون الخلافة على الارض وكانت قصة ادم هي قضية استخلاف اول كائن على الارض واضحة كل الوضوح وقعت وفق قوانين العدل والحق المتفق عليه بين العقلاء . 
هناك من يقول هي جنة الاخرة بدليل قوله تعالى ( قال اهبطا منها جميعا ) ومعنى هذا لغويا لم يقل اهبطوا الارض بل اهبطوا بنفس المكان ولم يقل انزلوا فاهبطوا ليس من فوق الى اسفل بالارتفاع بل من الاعلى الى الادنى كما قوله البقرة 61 
اذن الجنة بالضبط التي دخلها ادم المكان الذي اخذ الميثاق فيه وهو حاليا بين الركن والمقام حيث وضع الحجر. 
الامام الصادق (ع) يقول جنة ادم من جنات الدنيا تطلع منها الشمس والقمر ولو كانت من جنات الخلد ما خرج منا ابدا . 
  اما المقصود خليفة او خلفاء في النص النبوي فهو نفس المقصود في النص القراني حيث هم شخوص   محددين بأسمائهم قبل خلقهم والخلافة في القران مركز الهي والخليفة تسجد له الملائكة كما سجدت للخليفة الاول ( الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش ) اما هؤلاء الذين يسمون خلفاء في التاريخ فلا علاقة للنص القراني بهم وهم من تنصيب الناس . 

  
الأصحاب....الأتباع 
المصاحبة تعني المرافقة ولا تلتزم طاعة ولا أتباعا من قبل المصاحب لصاحبه ، ان لم نقل تستلزم المخالفة حيث استعمل القران هذا الاصطلاح في المخالفين والمشككين ولم يصف المتبعين للأبناء بالصحبة مطلقا بل وصفهم بألفاظ أخرى مثل الذين اتبعوه ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) ال عمران :68 
ان الأصحاب يختلفون ويخالفون في الرأي لذلك امر الله سبحانه وتعالى بمصاحبة الوالدين اذا أثرا الشرك ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان :15 
وحين ذكر موسى (ع) الفتى الذي معه لم يذكره بصيغة المصاحبة بل باسم فتاه للدلالة على تفانيه في طاعته ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ) الكهف : 60 
 كما أوضح علاقة موسى (ع) بالمشككين من بني إسرائيل وبالأخص المنافقين منهم فسماهم أصحاب موسى ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) الشعراء :61 – 62    
وحينما اراد وصف علاقته مع رجلين احدهما مؤمن والأخر كافر فقال ( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ) الكهف :37 
وكذلك محاورة موسى (ع) مع العبد الصالح فانه اذا لم يقدر ان يكون تابعا فانه يرفض ان يكون صاحبا ( قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ) الكهف :76   
كذلك فعل حينما اراد وصف علاقته بين رجل ضال وجماعة مهتدين حيث سماهم أصحاب ( قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) الانعام :71 
ان منهجية اللغة تبين ان الصاحب هو القائم على الشيء والصاحب مالك الشيء ولذلك تظهر العداوة بين الأشخاص لان غاية الصاحب امتلاك صاحبه والقيام عليه بالأمر والنهي . 
ان النبي (صلى) يريد القيام عليهم بالأمر والنهي فاذا أطاعوه خرجوا من حد الصحبة الى التابعية فصاروا أتباعا واذا أرادوا القيام عليه بالأمر والنهي والتحكم في أفعاله كانوا أصحاب وبقوا أصحاب لذلك أمره الله بعدم طاعتهم ورفض الانصياع لأهوائهم 
( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) المائدة :48 
( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) المائدة :49 
( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) الجاثية :18 
ومعلوم ان هذه التأكيدات هي لوجود الأصحاب لان الأعداء لا يعقل ولا يحتمل ان يطعهم النبي (صلى) او يتبع أهواءهم انما الحرج  والأمر المشكل هو مع الأصحاب . 
فان قلت ان الأمة أطلقوا لفظ صاحب خلافا لهذا المفهوم وعلى الذين اتبعوا النبي (صلى) وعلى الذين أذوه  نقول ان القران الكريم له نظامه اللغوي الخاص فان قالوا كيف استعمله النبي (صلى) لهذا المعنى المخالف للدلالة القرآنية ؟ 
قلنا وأين استعمله مخالفا للدلالة القرآنية ؟ بل العكس تماما فقد استعمله مطابقا للدلالة حينما اخرج البخاري في باب الحوض وبعشرة طرق فان قلت ورد عنه (صلى) أصحابي كالنجوم بمن اقتديتم فقد أهديتم ، أقول ورد مؤكدا ومتواترا انه (صلى) أمر ان يعرض حديثه على كتاب الله فما وافقه اخذ به وما خالفه ضرب به عرض الحائط وهذه ألفاظه عينها ( أيها الناس لقد كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) 
هذا ما التقطناه من أفكار النيلي ولكن أقول اعتاد الاعتباط ان يفضل الصحابي على التابع ورغم أننا نجل صحابة الرسول ( صلى ) النجباء يبقى التساؤل قائما. 
 
 هل صحابة الرسول (صلى) بنفس المنزلة ؟ 
ان من الواجب على المسلمين جميعا بمختلف مذاهبهم الصلاة على النبي وأهل بيته , لكن بعضهم يضيف صحبه أجمعين ليكون الدعاء بالشكل التالي( اللهم صلي على محمد وال محمد وصحبه أجمعين ) وبعضهم يشير الى صحبه المنتجبين , لقد استوقفتني مسالة الجمع في الدعاء للصحابة وهل هم على حد سواء في المنزلة حتى نضفي عليهم  صيغة الجمع ؟ وهل أضافتهم لهذا الدعاء له أصل في الدين؟ بعد ما عرفنا  جمعينا ان الصلاة على النبي وردت في القران الكريم وان النبي الكريم أوصى بالصلاة على أهل بيته وبدونهما لا تصح الصلاة ولهذا يقول الأمام الشافعي (رض) مخاطبا آهل البيت (عليهم السلام) من لم يصلي عليكم فلا صلاة له . 
أنني وبمعلوماتي المتواضعة اطلعت على متون بعض الكتب الدينية والتاريخية لسيرة الصحابة فلم أجد ما يشير الى أضافتهم في الدعاء كما رشح لي جملة من الأمور والحقائق تجعل من الصعوبة بمكان ان نجعلهم في كفة ميزان واحد لان هؤلاء الصحابة تنازعوا وتشاتموا وتقاتلوا وكفر بعضهم بعض وعلى هذا الأساس لا يمكن ان نطلق صفة العموم عليهم من خلال بعض الدلائل التالية : 
ان بعض الصحابة اسلم في بداية الدعوة الإسلامية كعلي بن ابي طالب (ع) وبعضهم أساسا كان يبحث عن الرسول (صلى) قبل مبعثه بعلامات خاصة مثل خاتم النبوة كسلمان الفارسي (رض) في حين البعض كان في صف المشركين وقاتل جيش المسلمين في بدر وأحد ثم اسلموا فيما بعد فهل من المعقول ان تعطى صفة التساوي للصحابة بتجاهل وتحيد القدم في دخول الإسلام وهل يتساوى من كان مسلما على ملة إبراهيم الخليل (ع) مع من كان مشركا يعبد الأوثان؟! لا يمكن قبول هذا التساوي آلا اذا أفلست كل المعاير الاجتماعية والأخلاقية لاي امة ، كمان ان ما ذهبنا اليه في عدم التساوي يدعمه قول علماء الاجتماع ( ليس من المعقول ان ينقي الإنسان نفسه فجأة من القيم الاجتماعية ويصبح ملاكا طاهرا بمجرد تردده لفظة الشهادة ) . 
ان صاحب الرسالة السماوية النبي محمد (صلى) يقول : الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام وهذا القول يؤكد وجهة نظرنا ومن طريق نقلي . 
من ناحية المفهوم ماذا نعني بالصحابي ؟ 
 هل من دخل الإسلام واخلص له النية ودافع عنه بماله ونفسه ام ماذا ؟ الشيء الغريب في بعض الكتب الدينية تشير إلى ان الصحابي من ولد في حياة الرسول وأصبح مسلما فيما بعد وقد يستدلون على ان ابن الطفيل كأصغر صحابي لرسول الله (صلى) حيث مات الرسول وكان عمره ثمان سنوات. 
ان قبول هكذا قول يجافي الحقيقة والواقع ويبتعد عن كل المعايير والأسس الاجتماعية والعقلية . 
 تقول بعض الكتب التاريخية ان قريش دخلت الإسلام بعد ان ظمنت ان الكعبة هي القبلة وليست بيت المقدس وان وضعها التجاري تحسن مما هو عليه خاصة من خلال الغنائم فلم يحزنوا ويغضبوا لتحطم أصنامهم بل دخلوا الإسلام دليل المصالح وان الإسلام انتصر وذاع صيته وقوت شوكته ولا نستغرب من هذا كله بعد ان رأينا الصحابي خالد بن الوليد قد غضب عندما تولى ابو بكر الصديق (رض) الخلافة لأنه من تميم وليس من قريش كما ان ابو سفيان معروف قوله للعباس بن عبد المطلب لقد أصبح ملك ابن أخيك عقيما ان هذا ومن أمثاله الذين بعضهم يسمون أصحاب رسول الله لا يقرون النبوة أصلا. 
ان ابو سفيان الذي هو اب وعم لكثير من صحابة الرسول يقول عنه العقاد يهتف لجيوش الروم في معركة اليرموك لأنه لم تزل فكرة البداوة والرئاسة القبلية التي نزعها الإسلام  بالإكراه منه ولا يمكن التنازل عنها بسهولة وهذا ما أكده حفيده يزيد في واقعة كربلاء ومقتل الأمام الحسين (ع) عندما قال ثار بثار يا محمد وشعره المعروف يا ليت أشياخي ببدر شهدو.... 
لقد أشير أكثر من مصدر محترم ان ابو سفيان عندما آلت الخلافة الى عثمان(رض) ذهب ابو سفيان الى قبر الحمزة (ع) عم النبي ورفسه برجله قائلا: ان الأمر الذي قاتلنا عليه صار ألينا وراثة . 
اختلاف وجهات النظر والتقييم بين الصحابة أنفسهم فهذا الأمام علي (ع) لم يسجد لصنم قط وأول رجل دخل الإسلام والحامي والمدافع عنه بسيفه يخرج عليه الصحابيان الزبير وطلحة وينقضان بيعته بل يحارباه في معركة الجمل التي قتل فيها أكثر من عشرة الإلف مسلم , أين الحق ومع من؟ وأين الباطل ومنهم رواده ؟ ان العقل السليم لابد ان يحدد الاتجاه الصحيح وفق مصلحة الإسلام ومبادئه وليس وفق الرغبات والأذواق فمن كان مع الحق فهو الصحابي ومن كان مع الباطل فيجب ان تنزع عنه هذه الصفة لان الإنسان ليس بمعصوم عن الخطأ ، اما من يقول قتل سيدنا يزيد سيدنا الحسين فان هذا الرأي استهانة بالإسلام وبكل المقدسات ، فإننا يجب ان نعرف الحق فنعرف أهله ونتبعهم ونعرف الباطل نعرف أهله ونتجنبهم . 
ان من أسباب ظهور فكرة الخوارج كانت مبنية على هذا الأساس ولذا كفرو صحابيين هما الأمام علي ومعاوية . 
لقد عين الفاروق عمر بن الخطاب (رض) الصحابيين الجليلين عمار بن ياسر واليا على الكوفة وسلمان الفارسي واليا على المدائن , اما الصحابي ابو ذر الغفاري فكان له مكانه خاصة في نفس الخليفة لقدمه في الإسلام حيث اسلم وصلى قبل ان يرى النبي بثلاث سنيين  وما ان جاءت خلافة عثمان حتى قلبت الأمور رأسا على عقب فنفي ابو ذر الى الربده ومات فيها وحيدا غريبا وضيق على سلمان وعمار بعد ان تحكم مروان في دفة الأمور فقد كان يسمى عمار ابن الشهيدة  فأصبح يكنى بابن السوداء وهذه كارثة عندما يسمى العربي باسم امه  . 
عمر بن الخطاب عزل الصحابي خالد بن الوليد من قيادة الجيش وحاكمه لأنه كان يهب الشعراء الجوائز , وما ان جاء معاوية للخلافة حتى اخذ يغدق على الشعراء من الجوائز التي كانت قريش ترعاها في الجاهلية. 
أذن المطلوب تحديد الصحابي الذي بقي يعمل وفق نهج الرسول ولم يخرج عنه . 
حتى في واقعة كربلاء كم من الصحابة قتلوا مع الحسين وبعضهم كان في جيش يزيد او ابناهم كعمر ابن سعد ابن صحابي وأبوه سادس شخصية في الإسلام حتى الأمام الحسين نصحه حول وجهة الحق ولكنه لم ينتصح . 
أخيرا ان البخاري يذكر في صحيحة حديثا غريبا ( أصحابي كالنجوم بمن اقتديتم فقد 
 اهتديتم ) انه حديث يزكي جميع الصحابة ويجعلهم جميعا هداة هادين مهدين ما لا نجد له مثيلا في تشابه الدمى الخارجة من مصنع واحد بقالب واحد على حد تعبير العالم سبطي النيلي والأغرب من هذا كله ان البخاري يسوق حديثا أخر بعشرة طرق في باب الحوض : ان جمعا من أصحابه يحلأون ( يطردون) عن الحوض وتطردهم الملائكة فيقول رجل بقربهم هلم فيقول النبي (صلى) الى أين ؟ فيقول الى النار لأنهم ارتدوا من بعدك القهقرى ، فيقول النبي (صلى) أصحابي فيقال أنهم غيروا بعدك فيقول النبي (صلى) سحقا سحقا لمن غير بعدي . 
ترى أي الحديثين اقرب الى العقل والمنطق ومتفق مع الأحداث التاريخية التي وقعت من معركة الجمل وصفين والطف وغيرها وإذا كان من يقول هذا اختلاف فالقران الكريم حذرنا من الاختلاف بدليل الآية الكريمة (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ال عمران:105 
 اما من يظن بالاجتهاد الشخصي ان القران سببا للاختلاف فهو أعمى البصر والبصيرة لان القران نور والنور مبدد للظلام لا مسببا له اذن غاية كتاب الله المنزل هو إزالة الاختلاف لا تعميقه بدليل قوله تعالى (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) النحل:64 
نستنتج ان فكرة العدالة لعموم الصحابة هي فكرة مخالفة للقران الكريم . 
    
الحياة....الروح 
لا توجد علاقة بين نفخ الروح وبين مظاهر الكائن الحي ، حيث كان ادم حيا قبل نفخ الروح فيه والروح الجديدة هي روح الأيمان او روح القدس على ما جاء بتقسيم الأمام علي (ع) للأرواح لذا لا توجد علاقة بين الروح والحياة في القران فالموت يحدث للأنفس لا للأرواح في جميع موارد القران . 
أما من يعتقد ا ن أدما (ع) كان على هيئة جسم فخاري ونفخت فيه الروح فأصبح حيا فهو واهم كل الوهم لان نفخ الروح لا علاقة لها بالحركة والأكل والتكاثر . 
القسم....الحلف 
لا يجوز لله تعالى ان يقسم بشيء من خلقه ، لان القسم براءة من الأشياء وقد أجاب الأمام علي (ع) على سؤال ابن الكواء ( فلا اقسم بالخنس ...) أن الله لا يقسم بشيء من خلقه بينما الحلف الذي هو ارتباط مع المحلوف به فيجوز بحقه تعالى . 
النيلي / ان المخلوق يجوز له الحلف ولا يجوز له القسم بغير الله لأنه لا يمكن ان يعتمد على غيره تعالى وأفضل تعبير لغوي ان نطلق نفي القسم من قبله تعالى بدلا من القسم والحلف بالواو هو ارتباط مع المخلوق به فيجوز بحقه تعالى والواوهنا هي واو الحلف لا واو القسم كما يسميها الاعتباط اللغوي .  
ان جميع الآيات المبدوءة بنفي القسم او الحلف متعلقة بخصائص وإحداث الطور المهدوي وذلك لاختلافها الشديد والواضح ضمن النظام القرآني عن وقائع يوم القيامة 
كما في صورة الطارق التي تبدأ بالحلف . 
   الكفر....الشرك 
    اقترنت علة الكفر في القلب وعلة الشرك في العقل لذا ترى أينما وجد الكفر كان مقترنا بالقلب 
    كما في قوله تعالى : ( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ    رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) الفتح:26 
( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ  ) البقرة:93 
( سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ) ال عمران: 151 
( وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ) البقرة:88 
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ  ۖ  أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) البقرة:6 – 7 
ان الكافر هو الذي يعصي الله عامدا راغبا وقد تجد مؤمنا عاصيا ولكن الفرق بين الاثنين ان المؤمن يعصي ويستغفر ويتوب والكافر يعصي ولا يستغفر ولا يتوب وليس بالضرورة ان يكون الكافر منكرا لوجود الله فقد كان شيخ الكفار ( إبليس ) كافرا ومقرا بعظمة الله ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) ص:82 
القران أشار الى ان الكفار لا يؤمنون (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) البقرة:6 
فلا فائدة من التحاور معهم وان كل كافر فهو مشرك بالله وليس كل مشرك بالله كافرا لذا لم تعلن البراءة من المشركين آلا في أواخر الدعوة لان الحجج قد قامت والبراهين قد اكتملت 
 ( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) الأنبياء: 66 – 67 
( يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) هود:51 
ان القلب اذا أصيب أدى الى اضطرب عمل العقل لان القلب يأمر العقل وان العقل يعمل بأمر القلب كما في قوله تعالى ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج: 46 
وقد ترى أنسانا مؤمنا وليس مهتديا وقد بينت الآية الكريمة هذه الحالة ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) طه: 82 
ان المشرك ضال ولكن قد يكون المؤمن ضال أيضا ولكن المؤمن اما ضال او مهتدي والمشرك دوما ضال مع ان النقيض الذي لا يجتمع مع الأيمان هو الكفر ويمكن ان نستدل بالآية القرآنية الكريمة ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) طه:82 
ولذا ترى هناك من تاب وامن وعمل صالحا ثم فيما بعد اهتدى . 
ان النبي (صلى) لا يهدي احد بدليل القران الكريم 
 ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) البقرة: 272 
وقال ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القصص:56 
ولكن اقترنت هداية النبي (صلى) بالطريق ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ 
مُسْتَقِيمٍ ) الشورى: 52 
ان الله  سبحانه وتعالى هو الذي يهدي حصرا ( إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَىٰ ) الليل: 12 -13 
الفاسقون....لا يهتدون 
أكثر من خمسين آية توضح حال الفاسقين ، فهل نجدهم يخرجون من النار ويدخلون الجنة كما يتصور البعض ؟ 
الجواب يحدده القران الكريم بشكل واضح لا لبس فيه . 
 ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) التوبة : 80 
( ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) المائدة :108 
( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) الصف :5 
( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) المنافقون :6 
ان الأفعال المضارعة التي ذكرت تشير الى استمرار عدم الهداية ، وبذلك فلن يخرجوا هؤلاء من الجحيم مطلقا ولم يدخلوا الجنة . 
( كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) يونس :33 
اذن فالذين فسقوا بالماضي لا يؤمنون بالمضارع وعدم الايمان مستمر وبالتالي هوالكفر بعينه . 
كما ان الفاسقين تعني المنافقين بدلالة الاية الكريمة ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) التوبة :67 
الفتح ....النصر 
 أشارت سورة النصر الى الفتح واغلب المفسرين ان لم يكن اجمعهم يعتقدون فتح مكة في حين انها نزلت بعد فتح مكة بأكثر من سنة فكيف تكون البشارة متأخرة عن البشرى كما انها كانت بصيغة المستقبل وأنها نزلت بعد سورة التوبة . 
النيلي ( سورة النصر فعلا بشارة بفتح مكة ولكن ليس فتح مكة الماضي بل فتح جديد لم يحدث بعد ليطمئن النبي ( صلى) على رسالته ودينه ) 
الدليل الأخر على انها ليست فتح مكة حيث جاءت بصيغة المستقبل كما ان القران اشار الى فتح مكة بمكان اخر (  إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) الفتح :1 ولكن المفسرين قلبوا الأمور فاعتبروا سورة النصر المستقبلية  تتحدث عن الماضي وصيغة الفتح التي بالماضي تتحدث عن المستقبل . 
ان المتأمل للأحداث التاريخية سيجد تناقض حاد لو كان المقصود فتح مكة حيث أهل مكة من قريش حاربت الرسول ( صلى ) عشرون عاما بكل الوسائل والطرق فكيف يسميهم الله تعالى أفواجا داخلين في دينه ويسميهم الرسول الطلقاء ؟ وكيف يمتدحهم الله ويذمهم نبيه ؟ هذا الذم الذي ولد عقدة عند الأمويين وحتى عقلية الطالبين السيدة زينب بن علي (ع) أشارت الى هذه المنقصة في تاريخهم عندما خاطبت يزيد في مجلسه بخطبتها الشهيرة (... امن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله سبايا ...) ولماذا جاءت سورة التوبة وقرأت بنودها على رؤوسهم في الحج الأكبر؟ ان سورة التوبة هي السورة الوحيدة التي خلت من البسملة  والتي امر الوحي بضرورة إملاء بنودها على الناس كافة في موسم الحج الأكبر لكونها تمثل الإعلان الأخير او البيان الختامي للرسالة ومعلوم انه في كل بيان ختامي يجري تلخيص ما حدث وما سوف يحدث وما يجب ان يعمل وقد انطوت سورة التوبة على خلاصة مركزه ودقيقة ومحكمة لتاريخ الرسالة السابق واللاحق وعلى الخطوط العريضة لواجبات الجماعة المؤمنة . 
الطبراني في معجمه يؤكد ان سورة النصر نزلت قبل 18 يوما من وفاة الرسول (صلى) وكانت تشير اولا الى نعي النبي نفسه بدليل ان الخليفة عمر بن الخطاب حاور عبد الله بن عباس وأراد أثبات مقدرته العلمية فسأله بمن نزلت سورة النصر ؟ قال نعيت للنبي نفسه وفتح مكة في حين الآخرين قالوا فتح مكة ونعي النبي نفسه ولكن الخليفة اقر كلام حبر الامة وتجاهل اراء الاخرين بمجرد ان رتب الكلام بتقديم النعي على الفتح ، اما النصر فمنحصر بالله وحده غير ابه بالعدة والعدد حيث نوح (ع) استخلفه الله سبحانه وتعالى مع 12 رجلا وامرأة واهلك بقية اهل الأرض كما ورد في السور القرانية ( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الانفال: 10 
( قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ  ) ال عمران 13 
( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) ال عمران :160 
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) الروم :47 
النيلي : يمكن التوسع بهذه الآيات مع غيرها لاستخراج أسرار كثيرة عن النصر المستقبلي للمؤمنين باستخدام المنهج اللفظي للقران الكريم . 
اما يوم الفتح في سورة السجدة ( وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ ) السجدة :28-30 
 فقد اعتبرها بعض المفسرين يوم القيامة ولكن فاتهم ان في مثل هذا اليوم لا معارك ولا فتوحات فكيف يمكن ان نستخدم لفظا عسكريا خاصا بالدنيا ليوم القيامة ؟ 
البعض الأخر من المفسرين اعتبرها يوم فتح مكة ولكن فاتهم أيضا ، ان سياق الآية الذي يشير الى ايمان المشركين بعد فتح مكة لا ينفعهم وهذه طامة كبرى على ابو سفيان ورهطه . 
بعد فشل المفسرين رموا سهامهم نحو معركة بدر باعتبارها اول فتح فتحه الله لنبيه وهنا تورطوا اكثر ، فلماذا لا ينفع الأيمان لأناس انقباء السريرة رؤوا الآيات وعدد الملائكة وبهاء النبي . البعض قال الذين قتلوا في بدر ولكن كيف يموت الكافر او يقتل ويجري الحديث عن ايمانه ؟ او ليس قد قتل كافرا . 
ان الله  امر نبيه بالأعراض عنهم وانتظار ما يحدث فهم منتظرون فان كانوا قتلى بدر فكيف يامره بالأعراض عن القتلى الميتين ؟ وان كان الفتح فتح مكة او القيامة فكيف يأمره بالإعراض عنهم ؟ وهو انما جاء لينذرهم ( فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون ) 
( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) الصف:9 
بقي أماما الا خيار واحد وهوالقبول بفكرة النصر الذي يتحقق في اليوم المعهود بالطور المهدوي . 
إِذَا     جَاءَ     نَصْرُ     اللَّهِ    وَالْفَتْحُ    وَرَأَيْتَ    النَّاسَ    يَدْخُلُونَ    فِي    دِينِ
جَاءَ    نَصْرُ    اللَّهِ    وَالْفَتْحُ    وَرَأَيْتَ    النَّاسَ    يَدْخُلُونَ    فِي    دِينِ    اللَّهِ
نَصْرُ    اللَّهِ    وَالْفَتْحُ    وَرَأَيْتَ    النَّاسَ    يَدْخُلُونَ    فِي    دِينِ    اللَّهِ    أَفْوَاجًا
اللَّهِ    وَالْفَتْحُ    وَرَأَيْتَ    النَّاسَ    يَدْخُلُونَ    فِي    دِينِ    اللَّهِ    أَفْوَاجًا    فَسَبِّحْ
وَالْفَتْحُ    وَرَأَيْتَ    النَّاسَ    يَدْخُلُونَ    فِي    دِينِ    اللَّهِ    أَفْوَاجًا    فَسَبِّحْ    بِحَمْدِ
وَرَأَيْتَ    النَّاسَ    يَدْخُلُونَ    فِي    دِينِ    اللَّهِ    أَفْوَاجًا    فَسَبِّحْ    بِحَمْدِ    رَبِّكَ
النَّاسَ    يَدْخُلُون    فِي    دِينِ    اللَّهِ    َفْوَاجًا    فَسَبِّحْ    بِحَمْدِ    رَبِّكَ    وَاسْتَغْفِرْهُ
يَدْخُلُونَ    فِي    دِينِ    اللَّهِ    أَفْوَاجًا    فَسَبِّحْ    بِحَمْدِ    رَبِّكَ    وَاسْتَغْفِرْهُ    إِنَّهُ
فِي    دِينِ    اللَّهِ    أَفْوَاجًا    فَسَبِّحْ    بِحَمْدِ    رَبِّكَ    وَاسْتَغْفِرْهُ    إِنَّهُ    كَانَ
دِينِ    اللَّهِ    أَفْوَاجًا    فَسَبِّحْ    بِحَمْدِ    رَبِّكَ    وَاسْتَغْفِرْهُ    إِنَّهُ    كَانَ    تَوَّابًا
وقد فاتنا ان نبين هناك اسرار عميقة لهذه السورة المباركة ( النصر) فلو عملنا مئة مربع ووضعنا كلماتها الشريفة بهذه الكيفية سنلاحظ يتكون منها طلسما يكون الأعجاز فيه واضحا وهو مجرب في جلب الخير والبركة . 
  

  
يوم الدين .... يوم القيامة 
ان النظام القرآني نظام دقيق وشديد التشابك في لفظ يوم والتي ذكرت في القران الكريم ب 743 مرة  حيث لا نفهم منه الحساب فقط بل نفهم منه يوما خاصا بالدين كله وهو طور الاستخلاف ، في حين يوم الأخر هي المرحلة النهائية من هذا الطور وهو أخر النظام الكوني الحالي وفيه يتم أخراج الموتى فوجا بعد فوج ، ويتم الحساب ويكون حسرة على الكافرين حيث في هذا اليوم يتحقق الوعد الإلهي في ارض الواقع ، أما يوم القيامة فهو يوم بعث الخلائق كلها بعدما ماتت في النفخة الأولى وفي هذا اليوم تفتح أبواب جهنم وجنات الخلد . 
ان اللغة العربية تكذب زعم ترادف يوم الدين بيوم القيامة حيث الأول متفق عدديا بالاقتران مع الطور الاستخلاف الذي يتحقق فيه الدين ويقود العالم فيه اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، وهناك توافق عددي بين موارد هذا اليوم مع عدد الخلفاء الاثنا عشر ولذا القران الكريم لم يغفل هذا الترابط فذكر يوم الدين في موارد يساوي عددها عدد قادة هذا الطور بدء من الرسول الأعظم (صلى) وانتهاء بأخر الخلفاء الاثنا عشر الأمام المهدي (عجل الله فرجه) فجاءت ثلاث سور متكررة وتوزعت باقي السور على عشرة آيات . 
1 – ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) الفاتحة:4                  13 – ( ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ) الانفطار:18          
2 – ( وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ) الحجر:35 
3 – (  وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) الشعراء:82 
4 – ( وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَٰذَا يَوْمُ الدِّينِ  ) الصافات :20 
5 – (  وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ) ص:78 
6 – ( يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ) الذاريات:12 
7 – ( هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ) الواقعة:56 
8 – ( وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) المعارج:26 
9 – ( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ) المدثر:46 
10 – ( وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ) الانفطار:14 -15 
11 – (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) المطففين :11    
12 – (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ) الانفطار:17 
يوم الدين....التصديق والتكذيب 
( وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) المعارج :26 
( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ) المدثر:46     
( الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) المطففين:11 
يمكن ان نلاحظ الآية الأولى انصرفت الى التصديق بيوم الدين بينما الآيتين التاليتين كذبت بيوم الدين وهذا الاقتران مهم جدا لأنه مرتبط بالتصديق او التكذيب المتعلق بالطور المهدوي الذي هو وعد الهي يقع في عالم الشهادة . 
يوم الدين....لعنة إبليس 
يمكن تامل سورتي الحجر وصاد للوقوف على حقائق مهمة جدا : 
( إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ) الحجر :31 
( إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) ص :74 
ففي المورد  القرآني الأول (مرحلة الصلصال ) اكتفى الرب سبحانه وتعالى بان ذكر أباء إبليس وأعراضه عن السجود بينما في المورد الثاني (مرحلة الطين ) وصفه بالاستكبار والكفر وعلى هذا الأساس كما يرى النيلي : ان الوصف سيكون اشد في مرحلة الآدمية وبعد نفخ الروح والذي صدر الأمر الإلهي فيه ( اسجدوا لأدم ) وفي هذا المورد اشتد وصف إبليس لأعراضه عن السجود فجمع الله ثلاثة أوصاف هي مجموع ما في سورتي الحجر وصاد ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ  ) البقرة :34 
ان لعنة إبليس تستمر معه الى يوم الدين ومعلوم ان اللعنة هي دعاء او طلب العذاب على الملعون وليست هي العذاب وهذا يعني انه يوم الدين اذا جاء انتهت فترة اللعن وبدء العذاب للملعون من هنا ندرك سبب إلحاح إبليس ان ينظره الله الى يوم يبعثون او الى يوم القيامة انظر الآيات : 
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ *   فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) الحجر :34-38   
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ *  وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ *  قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ *  قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ *  إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) ص: 77 – 81 
أما صيغة السؤال فهي مختلفة في الصورتين 
( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِين ) الحجر :32 
بينما أصبح السؤال في الطور اللاحق اشد لهجة 
( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ) ص: 75 
والملاحظ هنا ان اللعنة مستمرة الى يوم الدين الذي هو اقرب الأيام وآلا لا فائدة من طلب إبليس اذا كان يوم يبعثون هو نفس يوم الدين كما لا فائدة اذا كان البعث قبل يوم الدين او واقعا فيه . 
النيلي يعتقد وهو الصواب : ان إبليس يريد إدخال طور الاستخلاف ضمن المدة المسموح بها للتسلط والإغواء على الناس لان إبليس أحس ما ينظره من العذاب في يوم الدين فأسرع الى طلب الأنظار الى يوم يبعثون . 
اليوم الآخر....الأيمان والكفر 
اقترن اليوم الأخر بالإيمان والكفر ويمكن ان نلتمس هذا بدليل السور القرآنية : 
( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة:22 
( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) الطلاق:2 
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة:62 
( وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ) النساء:38 
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ۚ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) النساء:136 
( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) التوبة:29 

  
الحشر الخاص ....الحشر العام 
وردت اياتان تتعلق بيوم الحشر في القران الكريم هما 
( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ) النمل:83 
( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) الانعام:128 
ان الحشر نوعان خاص وعام فالحشر العام ليس نحن بصدده لوضوح مصداقه ، اما الحشر الخاص فهناك قرائن له تؤكد حدوثه في دار الدنيا وليس في العالم الأخر والذي تبينه القران الكريم 
1- ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ ۖ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة:259 
2- ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) البقرة :55 
3- ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) المائدة :110 
4- ( وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) ال عمران : 494 
فكان بعض الموتى الذين أحياهم عيسى (ع) بإذن الله قد رجعوا الى الدنيا وبقوا فيها ثم ماتوا بآجالهم . 
 ( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) البقرة :73 
6- ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة :260 
هذه الحالات جميعا تشير الى الرجوع للحياة بعد الموت في الأمم السابقة وقد وقعت في ادوار وأمكنة مختلفة ولأغراض مختلفة ولأشخاص تجد فيهم الأنبياء والأوصياء والرعية وهي دليل لا ينازع فيه على نفي استحالة عودة الأموات الى الحياة بعد الموت على حد تعبير السيد عبد الحسين الحسيني والذي يتساءل ما المانع من حدوث ذلك في المستقبل لا سيما ان الرسول (صلى) قال: ( لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه) 
لقد وقعت اية الحشر الخاص بين علامتين من العلامات التي تقع قبيل الساعة وهي الدابة والنفخة مما يدل على ان الحشر الخاص يقع قبل القيامة وانه من علامتها ، اما الحشر العام فقد عبر عنه تعالى بالحشر العام بعد نفخة النشور، اذن هناك حشران حشر يجمع فيه من كل امة فوجا وهو الرجعة وحشر يشمل الناس جميعا وهو يوم القيامة . 
( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ) غافر :11 
ان المراد بالموتتين موته عند انتهاء آجالهم والموته الثانية بعد عودتهم الى الحياة ، اما من يدعي ان الموته الثانية قبل الخلق حينما كانوا عدما فهذا ضرب من الخيال لان الموت لا يكون الا للحي ويلزم هذا وجودهم أحياء . 
( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة :28 
ان الله سبحانه وتعالى اذ رد الكافرين في الرجعة لينتقم منهم ولم يقبل توبتهم وجروا مجرى فرعون لما ادركه الغرق : قال أمنت انه لا اله الا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وانا من المسلمين ، فقال له الله سبحانه تعالى (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) يونس : 91 
 فرد الله عليه أيمانه ولم ينفعه في تلك الحال ندمه واقلاعه . 
الصيحة ... النداء 
( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) هود:67 
( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) هود :94 ف 
( َأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ) الحجر :73 
( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ) الحجر :83 
( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ۚ فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) المؤمنون :41 
فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ ( وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) العنكبوت :40 
( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) ق :42 
الصيحة ( الفزعة ) هي الصوت الشديد الغير مفهوم او الصوت المدوي التي توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج المرأة من خدرها والمؤثرة في المباني والمنشات وتركيب الإذن ، ويحدث هذا بسبب تماس الذنب الطويل للكوكب المتجه للأرض والمكون من الأحجار والصخور وغاز الامونيا الخانق مع الغلاف الغازي للأرض حيث يخبط حافة الغلاف الغازي للأرض وتسقط الصخور على الأرض وتحدث هذه الحادثة في منتصف شهر رمضان الذي يوافق يوم الجمعة والذي يوافق الأول منه يوم جمعة أيضا وفي هذا الشهر يحدث خسوف للقمر وهذه الأحداث كلها هي تمهيد للصيحة من قبل الروح الأمين جبرائيل ويحدث هذا في 23 من رمضان والذي يوافق يوم جمعة . 
ان الشيء المهم الذي لابد من تأشيره حيث الأحداث هذه تحصل في عالم الدنيا وواهم كل الوهم من يعتقد ان الصيحة تحصل في يوم القيامة . 
النيلي : الصيحة التي ذكرت في سورة ياسين من القران الكريم ذكرت كوعد مستقبلي في ثلاثة موارد هي ك 
1 – صيحة الإهلاك ( إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ) يس :29 
2 – صيحة الأحياء والبعث من القبور ( إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ * فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) يس :53-54 
3 – صيحة التخويف والرعب فهي لا تميت ولا تحي ولكنها تجعل السامعين مذعنين خائفين ( مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) يس :49-50 
وهنا نلاحظ ان الأنواع الثلاثة للصيحة تشابه فيها الأول والثاني لابتدائهما بنفس اللفظ بينما اختلفت الصيحة الثالثة وأخذت لفظا أخر المتمثل بالأنظار والمهلة . 
اذا رجعنا الى سورة ق ( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) ق :42 
وتأملنا الخروج الذي لاشك انه خروج الأمام المهدي (ع) ويمكن خروج كل شيء في هذا الطور مثل البركات ، الكنوز ، العلوم ، الدلائل ، الأموات (الرجعة) ، الضغائن ، المارقة ، الثلاثة ( اليماني والخراساني والسفياني ) ...الخ 
نستنتج انه لا يمكن ان تترادف الصيحة مع النداء لتكونا بمعنى واحد ، رغم ان الاعتباط اللغوي جعلهما واحدا . 
الصبر.... من المخاطب ؟ 
عند تأمل السور القرآنية 
( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ) الروم :60 
 ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ) غافر :55 
( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ) غافر :77 
يلاحظ ان المخاطب بالوعد الحق هو النبي (صلى) لأنه لم يرد هذا اللفظ مع الخطاب للمجموع اصبروا مع أنها جاءت في 24 موردا لان الوعد متعلق بظهور دينه ودولته لذا المخاطب به هو (صلى) حصرا. 
وقد يقول قائل لماذا لا ينصرف  هذا الوعد الى يوم القيامة او ليس القيامة وعدا . 
النيلي : أقول لا ينصرف هذا الى يوم القيامة لأنها نتيجة الوعد وليس مقدمة له . 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
الليل .... وإذا.... والإنسان 
نجد في القران الكريم 74 موردا لكلمة الليل 6 منها مرتبطة بأداة الشرط إذا وهذه الموارد على ترتيب المصحف كما يلي : 
( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) المدثر :33 
( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) التكوير :17 
( وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ) الفجر :4 
( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ) الشمس :4 
(  وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ) الليل :1 
( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ) الضحى:2 
أننا نرى هناك ارتباطا عدديا لهذه الموارد مع أيام الخلق من جهة وان فيه انطباقا ثلاثي الأبعاد من جهة أخرى منها : 
1 – انطباق عام على أيام الخلق وعلى عمر الكون 
2 – انطباق خاص يتكرر كل ليلة 
3 – انطباق تام للدلالة على ليلة مخصوصة وهي الليلة الفاصلة التي يبدأ بها الطور المهدوي عقب ركود الشمس وطلوعها من مغربها . 
فالترتيب يتحرك من اللاحق الى السابق اي من السادس الى الأول 
فالليل اذا سجى فهو ليل ساج حل فيه الظلام الدامس وهناك ظلام استمر طويلا قبل مرحلة الترقي الى الآدمية ويتكرر هذا المنظر كل ليلة ويذكر بالماضي والمستقبل . 
والليل اذا يخشى وهي مرحلة لاحقة من مراحل الليل المتكرر يوميا فالنهار موجود والشموس مخلوقة لكن الليل يغشى مستغلا غيابهما في الجهة الأخرى. 
والليل اذا يغشاها والضمير يعود على الشمس وهنا يتحدد الغشيان بالشمس وفي هذه المرحلة تتوجه قوى الظلام لحجب الشمس وغشيانها . 
والليل اذا يسر هذه المرحلة بعد زوال الشمس من الجهة المقابلة ، والليل اذا عسعس في هذه المرحلة طرد النهار فتكاثف وتثاقل وبدا بحركة تشبه الزحزحة عن موضعه وتحدث هذه الحالة يوميا قبيل الفجر والليل اذا أدبر فهنا يتم طرد الليل وهي مرحلة ظهور الصبح . 
اذن فالمراحل الست لليل تنطبق على عمر الكون وتنطبق كلها يوميا خلال كل ليلة . 
يمكن تطبيق المراحل المذكورة لليل على حياة الإنسان وادوراها ، فالليل اذا سجى وهو في الرحم فهو في ليل ساج ، والليل اذا يغشى عند الطفولة اذ لا يعني شيئا مما حوله . 
والليل اذا يغشاها يغشى شمس معرفة النفس عند اول الوعي بعد الطفولة فهنا يحاول الأبوان السيطرة على الليل بتعليم الطفل ومصارعة جهالاته . 
والليل اذا يسر عند حصول الشباب حيث تتحرك الظلمات في النفس حركة ومفترقة عن قوى النور والليل اذا عسعس في مرحلة الكهولة حيث يحاول الظلام الجهل بوهن قوى الجسد ، والليل اذا ادبر عند موته حيث يذهب الليل ويحصل له كمال المعرفة وتظهر الحقيقة مسفرة كالصبح . 
شهاب ثاقب... نجم ثاقب 
الشهاب هو عمود من نار متقد ذاتيا ويزداد توقده بالحركة ، والشهاب الثاقب هي الشهب السماوية التي نراها يوميا ( اِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) الصافات :10 
اما النجم فهو جرم شمسي لا كوكب وهذا النجم أيضا متقد ذاتيا وعمره طويل جدا على عكس الشهاب الذي ينتهي بلحظات ، في حين ينصرف مفهوم الثاقب على شدة الاشتعال ذاتيا من تلقاء نفسه وإذا كان الشهاب الثاقب عمود من نار فان النجم الثاقب هو مصدره ( النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) الطارق :3. 
النشور ... البعث 
تضمن الطور المهدوي النشور وهو بعث على صورة افواج وان لكل امة اجل متنوع العذاب 
( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ النُّشُورُ) فاطر:9 
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) الملك :15 
اما البعث وهو يوم اخراج الموتى للحساب النهائي فاما الجنة واما النار . 
 ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) الروم:56 
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )الحج :5 
الدنيا .... الآخرة 
اولى الاعتباط اللغوي الى الناس ان الدنيا تعبير عن موقع جغرافي هو هذا العالم الذي نعيش فيه اما الاخرة فقد اوحى انها عالم في موقع جغرافي اخر بعيد في السماء ، بينما التعبير القراني ( دنيا واخرة ) تعبيرات وصفية فالحياة الدنيا من الدنو او التدني اي الحياة الواطئة ، اما الاخرة فهي تعبير زماني لا مكاني بمعنى ان الاخرة هي التي تاتي ولكن مجيئها مرتبط بالحركة نحوها فهي زمان ولكنه يتحرك مبتعدا دوما فعلينا السعي والاسراع . 
ان الاخرة هي حياة اخرى ووعد الهي على نفس الموقع وانما يتم احياء هذه الارض بعد موتها . 
( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) الحديد: 17 
( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ) طه:55 
جنة النعيم....جنة عدن 
ان جنة النعيم هي الجنة الموجودة في الأرض وفي طور الاستخلاف المنتظر ما دامت السموات والأرض موجودة ( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) هود: 106-107-108 
اي الجنة التي تنطلق من الأرض الى السماء فالكفرة الفجرة لا يستطيعون الارتقاء في الأسباب ولا يقدرون على الفرار من الأرض فتجري عليهم أهوال التغيرات الكونية لأنهم أذعنوا للمادة وعصوا خالقها فتغلق عليهم مفاتيح الوجود ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ) الاعراف: 40 
وهذا يتناسب مع قول النبي (صلى) { لا تقوم الساعة الا على شرار الخلق } 
اما جنة عدن فهي بعد يوم القيامة التي تدك قبلها الارض والجبال دكا ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ) النحل:31 
 
بلى....نعم 
قال الله تعالى ( َكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ) الملك :8 -9 
( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ) الأعراف :172 
( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بِالْحَقِّ ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) الانعام :30 
( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) الزمر:71 
( قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ) غافر:50 
( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَٰذَا بِالْحَقِّ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) الاحقاف:34 
( يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) الحديد:14 
( تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ) الملك:8 -9 
تأمل الآيات الكريمة ولاحظ ان الجواب بكلمة بلى حصرا حيث اختص هذا الحرف بالنفي ويفيد أبطاله بدليل لو اجبنا مثلا في اية الاعراف172 بنعم لكفرنا ، اما الحرف نعم فهو حرف تصديق يبقي الإثبات على أثباته والنفي على نفيه وهو حرف وعد واستلام كما في الآية الكريمة ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) الاعراف:44 
  
  
  
انفجرت....انبجست 
(وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) البقرة:60 
( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) الاعراف:160 
السؤال المطروح هل الانفجار والانبجاس بنفس المعنى وما الفرق بين اللفظين ؟ 
في الاية الأولى كان النبي موسى (ع) قد دعى ربه للاستسقاء من تلقاء نفسه ، فاستجاب الله دعاءه لذا انفجرت عيون الماء بقوة ، اما في الاية الثانية فقد دعى قوم موسى نبيهم بان يدعوا لهم بالاستسقاء لذا انبجست اثنا عشرا عينا بالماء بقوة اقل . 
وهكذا تتبين الكلمة المناسبة في اللفظ القرآني تأخذ إطارها المحدد بشكل مثير للانتباه ولا ترادف في اللغة يحصل هنا مطلقا . 
..............
الأفكار التي اعتمدت في الدراسة 
•       النيلي ، عالم سبيط .الطور المهدوي . مؤسسة الثقلين / كربلاء المقدسة . 
•       النيلي ، عالم سبيط (2008 ) نظام القران الكريم . دار الحجة البيضاء / لبنان – بيروت . 
•       الحسيني ، السيد عبد الحسين دست غيب . الرجعة . دار النور/ لبنان – بيروت . 
•       العوادي ، راجي علي (2008 ) هل صحابة رسول الله في بنفس المنزلة . مقالة منشورة 
•       مجلة الكوثر النجفية (2001 ) . العدد 29 
•       مجلة الكوثر النجفية (2002 ) . العدد 59


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . راجي العوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/04/01



كتابة تعليق لموضوع : ضوء على تطبيقات عالم سبيط النيلي في القران الكريم 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net