صفحة الكاتب : جبار عبد الزهره

لا تسقني ماء الحياة بذلة      
جبار عبد الزهره

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 اعتقد ان الذي خطط لعمليات طوفان الأقصى ذلك التخطيط الدقيق الذي اربك حسابات العدو السياسية والعسكرية والإستخبارية لا بد وان يكون قد وطن نفسه وحركة حماس على مستوى القيادة بمختلف قياداتها على جميع صنوف السياسة والإدارة  للدولة وكذلك على مستوى القاعدة  انهم جميعا وطنوا انفسهم على الشهادة في سبيل اعلاء كلمة الحق الإلهي اولا واعلاء كلمة الوطن او الشهادة ثانيا عبر تخطيط دقيق واستعداد متقدم اخذ بنظر الإعتبار كل احتمالات الحرب على مستوى التضحيات وعلى صعيد الفوز او الخسارة 0

وعلى مستوى قصر مدتها وطولها ومآلاتها المستقبلية حتى وإن خسرت حركة حماس الحرب عسكريا امام اسرائيل فإنها تكون قد فازت باكبر نصر معنوي وعملي عالميا وإقليميا فحسابات العالم ونظرته الى اسرائيل ودعمه لها بدأت تتغير بالاتجاه الذي اعطى مساحة اوسع للقضية الفلسطينية في ميدان الإهتمام والعمل على الإعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولته المستقلة وتقرير مصيره الوطني بيده بشكل مستقبل عن أي تأثير خارجي حتى في داخل امريكا واقوى دليل على ذلك هو التغييرالحاصل في الموقف الأمريكي الداعم بالكامل في مختلف المجالات لآسرائيل بحيث امريكا التي استخدمت الفيتو ضد مشاريع القرارات التي تقدمت بها بعض الدول العربية والاجنبية ومنها الجزائروالداعية لوقف القتال في غزة امريكا هي اليوم تقدم مشروع قرار الى مجلس الأمن الدولي لوقف القتال في غزة أي ان الفيتو الأمريكي الذي كان يعمل لصالح اسرائيل في مجلس الأمن صاراليوم يعمل لصالح القضية الفلسطينية وهذا من النتائج الإيجابية لعملية طوفان الأقصى ولدماء الشهداء من قادة حماس ومقاتليها ولدماء المدنيين الغزيين التي هريقت تحت انقاض المنازل والبنايات ودماء الجرحى التي سفكت حتى في الشوارع اثناء نزوحهم واثناء محاولة حصولهم على المواد الغذائية كما في (مجزرتي الطحين ) الأولى والثانية  

وهذه العوامل مجتمعة تفسر لماذا حماس لا تهتم بمن يستشهدا من رجالها من قياديين ومقاتلين فهم جميعا وضع كل واحد منهم مسألة استشهاده على طريق اهدافه الوطنية وحمل روحه على راحة يده يجود بها متى ما رأى ان الجود بالنفس مطلوب ولا بد منه   وقد قرأت عن صالح العاروري نائب رئيس الدائرة السياسية لحماس قبل استشهاده في العام 2023 م بغارة طائرة مسيرة اسرائيلية قوله في لبنان :- انه هو مشروع للشهادة ويريد اللحاق بإخوته الذي استشهدوا على يد اسرائيل  واعتقد ان هذا التوق للشهادة متجسد واقعا في اعماق كل فلسطيني على نحو قولهم (إما الوطن وإما الشهادة) 0

لهاذا لا اعتقد ان إسرائيل ستفت في عضد حماس العصي على العجْم  مهما اغتالت من الرجال البسلاء من قادتها  ، وهي تطبل وتزمر وترقص وتغني ويملأ نتنياهو والمسؤولين الإخرين في حكومته الدنيا زعيقا اعلاميا وتصريحات صحفية اذا تمكنوا من قتل احد المجاهدين بينما حماس كأن الامرلا يعنيها فهو الذي اختار سبيل الشهادة على طريق تحرير فلسطين ومضى في الطريق الذي اختاره فضلا عن ان البديل حاضر على طريق العمل الجهادي وبذل النفس على طريق الشهادة من اجل استعادة الحق المغتصب وعتق حق تقرير المصير 0

وهنا لا بد ان اذكرمحاولة  اغتيال القيادي المجاهد الكريم  مروان عيسى واقول محاولة لأنه لحد هذه الساعة لم يؤكد الجنابان المتقاتلان  لا حماس ولا اسرائيل نجاح اغتياله من عدمه فقط الولايات المتحدة تحدثت عن تحقق اغتياله ولكن انظروا الى حجم الذخيرة التي استخدمتها اسرائيل في تنفيذ عملية الإغتيال كما تقول واشنطن :-  التي إعلنت أن دولة الإحتلال استخدمت 20 طُنًّا من المتفجرّات لإغتيال مروان عيسى وبالحسابات العسكرية عشرون طن ربما تضاهي نسبة عالية من قنبلة هيروشيما في قدرتها النووية التدميرية 0

 ولكن انظروا يا خلق الله الى أي مدى وصل فشل اسرا ئيل في تحقيق نتائج ملموسة عبراعتماد سياسة التصفيات ضد قادة فلسطين في استخدام كميات كبيرة من المتفجرات تكفي لتدمير( مدينة بالكامل ) فضلا عن انها  باهضة الثمن من اجل اغتيال رجل واحد 0

علاوة على ان عملية الإغتيال يلفُّ الغموض مصيرها في النجاح من عدمه وانظروا الى أي مدى اسرائيل خائفة ومرعوبة من قادة حماس ومقاتليها بحيث تستخدم الأطنان من المتفجرات لإغتيال رجل واحد منهم يكفي لقتله اطلاقة واحدة من مسدس إنه لفخر للعرب ان العدو الصهيوني يُقيِّم رجلا واحدا منهم بمستوى مدينة او جيش كثيف عبر كمية المتفجرات المستخدمة  لتصفيته0

 إنها 20000 كيلو غرام من المتفجرات كمية كبيرة جدا ولو حدثت عاقلا بصددها لم يصله خبر حقيقتها واخبرته بأن دولة اسرائيل استخدمتها من اجل اغتيال قيادي واحد في حماس لما صدقك ولما تقبلها عقله لأن كمية المتفجرات هذه تدخل في عالم الخرافة والخيال في توخي حجم واهمية الهدف المقصودة اصابته من وراء استخدامها وقد تفيد صناع افلام الخيال العلمي الكارتوني في وضع سيناريو لفلم خرافي وخيالي تستمد مادته من هذه الحادثة لكنها حقيقة وقعت وتم تجسيدها على ارض الواقع من قبل اسرائيل في حربها ضد غزة من اجل تصفية ناب قائد الجناح العسكري لحركة حماس  مروان عيسى بغارة جوية والخبرلم تؤكده حماس وهو امر مشروع لها في التكتم على سلامة قادتها ولا اسرائيل وهو دليل على انها محاولة فاشلة وإنما تحدثت عن صحته واشنطن  0

لكن اسرائيل تعرف شموخ العرب الأصلاء وتدرك أُبيَّةَ هؤلاء القادة الذين يرفضون حياة الذل والإستسلام لها ولغيرها فهم احفاد الفارس العبسي عنتر بن شداد الذي قال:-

         لا تسقني ماء الحياة بذلة -- بل فاسقني بالعز كأس الحنظل  

فعنتر بن شداد هنا يرفض حياة الذل تحت سطوة الظالمين ويرى ان القبول بمرارة الحياة حتى ولو كانت تؤدي بالمحصلة النهائية الى الموت ولكن تحت خيمة العز وحفظ الكرامة هي خير من حياة نعيم العبودية والإستسلام المهين للطغاة والمتجبرين 0


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جبار عبد الزهره
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/25



كتابة تعليق لموضوع : لا تسقني ماء الحياة بذلة      
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net