صفحة الكاتب : د . راجي العوادي

 ما لا تعرفه عن واقعة كربلاء احداث مغيبة
د . راجي العوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تمهيد

هناك حقائق غابت او غيبت عن نهضة الحسين (ع) بدءً بخروجه من المدينة الى مكة ومسيره الى كربلاء ...فترة استغرقت اربعة اشهر وعشرة ايام بقاء الامام في مكة وثلاثة وعشرون يوما فترة سفره الى الكوفة وثمانية ايام التهيأ لملاقة جيش ابن مرجانة فيها الكثير الكثير من الاحداث الجسام اغفلها التاريخ .  


1- اهل الكوفة كاتبوا الحسين (ع) ونكثوا واهل البصرة كاتبهم ولم يفوا
رفض الإمام الحسين (ع) بيعة يزيد، فاغتنم أهل الكوفة الفرصة وبعثوا برسائل يطلبون منه تشكيل الحكومة في الكوفة , كانت رسائل صادقة من اصحاب ابيه (سليمان بن صرد الخزاعي، والمسيب بن نجبة، ورفاعة بن شداد البجلي، وحبيب بن مظاهر الاسدي، وعبد الله بن وائل ) ورسائل كاذبة من المنافقين (شبث بن ربعي وحجار بن ابجر وعمر بن سعد بن ابي وقاص الزهري ومحمد بن الاشعث الكندي) وكان الحسين (ع) ذكرهم بها، ليكشف حقيقتهم ويميط اللثام عن تسترهم ونفاقهم وهؤلاء هم من بعث برسائل الى يزيد يعلموه أن النعمان بن بشير عاجز عن إدارة المدينة, وطلبوا منه أن يرسل شخصاً أكثر قوّة اليها وهذا المطلب هو السر الذي قلب الموازين فقد التفت يزيد الى هذا الخلل بعد مشاورته سرجون النصراني قرر ان يولي عبيد الله بن زياد امارة الكوفة لمعرفته السابقة بالكوفة حيث كان والده واليها عام 53 هجرية ومعروف عنه ممارسته أقصى أنواع التعذيب ضدّ اتباع الامام علي (ع) حتى لم يبقى قادة من الشيعة المشهورين.
لم يكن خافيا على الامام الحسين (ع) ان اهل الكوفة في عهد ابيه ليس هم انفسهم لذلك لم يكاتبهم او يطلب منهم النصرة وان اهل الكوفة هم من كاتبوا الحسين (ع) لبيعته وليس هو من كاتبهم واكتفى بان ارسل لهم محل ثقته ابن عمه مسلم بن عقيل والحقه بسفيره الثاني قيس بن مسهر الصيداوي ليستطلعوا الامر له لانه كان غير واثق وعلى ريبة من الشخصيات التي كاتبته ما عدا الخمسة وكان الامام يدرك جيدا حالة التقلب والتلون عند الناس عامة وأهل الكوفة خاصة فلم تغره رسائلهم التي تدعوه إلى القدوم ففضل فكرة السفراء كمرحلة اولى...هنا يطرح سؤال اذا كان الامام غير مطمئن لعدم الوفاء بالعهود لاهل الكوفة فلماذا قدم عليهم ؟! الجواب بايجاز لم يقدم الامام الحسين (ع) الا بعد ان اقام الحجة عليهم , ثم لو لم يستجب الامام الحسين (ع) لهذه الدعوات لاعتبره التاريخ مفرطا في المسئوليّة الإلهيّة المناطة به، وذلك لأنَّ الظروف قد تهيَّأت له بعد أنْ راسله الآلاف مِن أهل الكوفة وجمع كبير مِن الوجهاء ورؤساء العشائر، وأكّدوا له أنّهم على استعداد تامّ لمناصرته وأنَّ الكوفة متهيِّئة لاحتضان ثورته ثم الامام بالاساس اعتمد على رسائل من كاتبه لاتباع ابيه (ع) والذين استشهدوا معه , وليس الاخرين وقد كان يرى الامام الحسين (ع) ان سقوط الكوفة وخروجها من الحكم الاموي يُنتج عنه سقوط المدن المجاورة لها كبلاد فارس والأهواز لارتباطهما سياسيًّا وأمنيًّا بأمارة الكوفة .
رسائل الامام الحسين (ع) الى اهل البصرة 
اعتمد الامام الحسين (ع) اسلوبا جديدا غير الذي اتبع مع اهل الكوفة فقد كتب رسائل مع سفيره سليمان بن رزين الى رؤساء الاخماس في البصرة (الاحنف ابن قيس- المنذر ابن الجارود- مسعود ابن عمرو البشلي- مالك ابن مسمع البكري- قيس بن الهيثم  )
وهذا نص الرسالة :
أما بعد... فأن الله اصطفى محمداً على خلقه وأكرمه بنبوته واختاره لرسالته ثم قبضه الله اليه وقد نصح لعباده وبلّغ ما أرسل به (ص)  وكلنا اهله وأولياءه وأوصياءه وورثته واحق الناس بمقامه في الناس فأستأثر علينا قومنا بذلك فأغضينا كراهية للفرقة ومحبة للعافية ونحن نعلم أنّا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ، وقد بعثت رسولي اليكم بهذا الكتاب وأنا ادعوكم الى كتاب الله وسنة نبيه ، فأن السنة قد اميتت وان البدعة قد احيت ، فأن تسمعوا قولي وتطيعوا امري اهدكم سبيل الرشاد … والسلام
وكان مواقف زعماء اهل البصرة بين الاقدام والتأني :فالاحنف ابن قيس , كتب الى الحسين (ع) يصبره ويرجيه , البكري وابن الهيتم تخلفوا...المنذر بن جارود غدر بسليمان بن رزين وسلمه الى صهره بن زياد فقتله في الحال ...مسعود بن عمرو اجاب الحسين (ع) برسالة وارسلها مع الحجّاج بن بدر التميمي وبقي الحجاج وقُعنب بن عمرو ومن معهم حتى قتلوا بأجمعهم بين يدي الامام الحسين (ع)  قتلوا في الحملة الاولى لنصرة الامام الحسين (ع ) :
من المؤسف ان التاريخ  لم يخليد  شخصيات بصرية استشهدوا مع الحسين (ع) فقد التحقوا بركبه في مكة المكرمة وساروا معه الى كربلاء وهم :
- يزيد ابن ثبيط العبدي
-عبد الله يزيد ابن ثبيط العبدي
- عامر بن مسلم العبدي
- سالم مولى عامربن مسلم العبدي 
- سيف بن مالك العبدي 
- الادهم بن امية العبدي - جاء إلى الحسين مِن البصرة والتحق به في كربلاء
- الهفهاف بن المهنّد الراسبي الأزدي البصري- استشهد عصرا بعد مقتل الامام الحسين (ع)
2- ماذا سيكون لو ان مسلم بن عقيل عزل والي الكوفة (النعمان بن بشير)؟!
لا نريد ان نقول لون كان الامام الحسين (ع )حاضرا بالكوفة مكان مسلم بن عقيل لتغرت موازين القوى ونتيجة المعركة , بل نقول لو ان مسلم بن عقيل بعد اخذ البيعة للامام الحسين (ع) من 18000 من اهل الكوفة وقام بعزل والي الكوفة البشير بن النعمان الذي عرف بالضعف والوهن وتولى ادارتها بنفسه او من احد ثقاته  لكان قد هد عرش نصف مملكة يزيد فالكوفة كانت تتبعها البصرة وخراسان والاهواز , ولو ان مسلم بن عقيل قتل ابن مرجانة عندما زار شريك الأعور في دار هاني بن عروة في المرة الاولى؟ اوفي المرة الثانية بعد هجومه على قصر الامارة عندما اعتقل هاني حيث كان معه 4000 وابن زياد في القصر وليس معه الا 30 شرطيا و20 من الوجوه المقربة له لتغيرت الموازين ولانتهت الفتنة باستتاب الامن لصالح نهضة الامام الحسين (ع )...هذه احتمالات نتائجها مغايرة لما حصل , ولكن تبقى حقيقية قائمة لا يمكن التغاضي عنها وهي الى من نحمل مسؤولية المبالغة المفرطة والمعلومات المظللة بان اهل الكوفة بايعوا الحسين (ع ) والذي ثبت بفترة زمنية قصيرة انه تصور وليس تصديق ؟! فهل يعقل ان من دعا الحسين (ع) وهو في مكة وبايعه من اهل الكوفة قد تغيروا واصبحو اعداءه بفترة 24 يوما؟! وهل يعقل ان (عبد الله بن يقطر – الفرزق ) كانوا قد عرفوا ان بيعة اهل الكوفة كذبة كبرى وعبارة عن معلومات مظللة ,وقد افشوا هذا السر للامام اللحسين (ع)قبل وصوله الى كربلاء ,  في حين خفي هذا الامر على مسلم بن عقيل ؟!ّحتى انه ارسل للحسين (ع) مع عابس بن أبى شيبب الشاكرى قال فيه : أمّا بعد فإنّ الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة 18000 فعجّل الإقبال حين يأتيك كتابي فإنّ الناس كلّهم معك ، ليس لهم في آل معاوية رأى ولا هوى والسلام....ويبقى التسائل قائما أين ذهب 18000 من بايع مسلم بن عقيل وكانوا ينتظرون وصول الامام الحسين (ع ) للكوفة ؟! ماذا يترتب على هذه البيعة في رقابهم لامام واجب الطاعة في قوله وفعله وتقريره  حتى وان لزموا بيوتهم هذا اذا ما اشتركوا في قتاله مع ابن مرجانة فخرجوا عن الملة ... حقا كارثة بيعة في عنق اهل الكوفة استوجبت تعين اربع سفراء فكانت بمثابة  حجر اساس لبناء الدولة العادلة التي اردها الحسين (ع ) ولكن هؤلاء الناكثين والمتخاذلين هدوا اركانها ؟! بنفس الوقت المصيبة حلت باهل مكة والمدينة من الشيعة عامة وبني هاشم خاصة بل من بعض اخوته وبناء عمومته لتقاعسهم عن نصرته بعد ان قال (ع) اما بعد فان من لحق بي استشد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح ...قد يكون هذا السيناريوا كله غير صحيح وبالعكس تماما فانصار بنو امية بعشرات الالاف وفكرة عزل النعمان بن بشير في ذهن ابن عقيل , لكن لم يتمكن عليها وان ابن مرجانة عندما قبض على هاني بن مسعود وادخله القصر لم يكن معه 30 شرطيا فقط بل الالاف ولكن هؤلاء الشرطة هم الخط الاول الذين يشرفون على حمايته , وانه ليس صحيحا ان ابن مرجانة قد زار شريك الاعور في دار هاني بعد ان عرفنا كلاهما من اتباع علي (ع) وهو يعلم مدى بغضهم له ولبي امية قاطبة فماذا يرجى من هذه الزيارة ؟! وهو لا يبحث الا عن شحن الهمم ضد الحسين (ع) ولا يتوقع من هؤلاء الاعلام مسايرته في طريق الباطل والتخاذل عن الحسين (ع) في نصرت الحق , وقد يكون اتباع الامام وجيشه بالالاف وليس كما يشاع 73 بدليل التحاق 9 اشخاص من البصرة الى مكة لنصرته وقد يكون ان يزيد استحال عليه مواجهته عسكريا في الطريق لكثرة انصاره لا لانه  لايعلم بمسيره وان هذا الجيش تكامل في العدة والعدد مع مبايعي اهل الكوفة قبل العاشر من المحرم وبقرينة لماذا ابن زياد عزز جيش عمر بن سعد ب6000 في اليوم التاسع ؟!هل لمواجهة 73 شخصا هذا الامر خلاف الواقع ولا يتعقله اي ذي بصيره .
اخيرا المشكلة ان الشيعة فشلوا سابقا وحاضرا ليس في الحكم وحده بل حتى في نقل وقائعهم وتراثهم وتاريخهم لذا يفترض ان يعاد كتابة التاريخ  من جديد وفق معطيات عقليه قبل الجوانب النقلية وازالة الالتباس في الروايات المتعارضة وفق منهج البحث التاريخي واعتقد افضل فرصة  في هذا الوقت الحاضر لان الحريات متاحة والسلطة بايدي من يدعي الانتماء لاهل البيت , ولكن باعتقادي سوف لم ولن ليفعلوا ذلك .
3- مسلم بن عقيل بمكانة ابو الفضل العباس ولكن ابتلى بمتناقضات                                  
واهم اشد الوهم من قرأ مقالنا السابق (ماذا سيكون لو ان مسلم بن عقيل عزل والي الكوفة النعمان بن بشير)؟! واعتقد اننا نوهنا حتى وان كان من بعيد وحملنا المسؤولية لمسلم بن عقيل , كما هو حال الكثير من الناس وشخصيات بارزة من الشيعة الذين القوا عليه اللوم والتقريع، وحملوه مسؤولية ما وقع من الاحداث الجسام التي انتهت بفاجعة الطف .
 أن هذا النقد فاقد لاي  موضوعية ، وتقيم غير متوازن لعدم الغور في سيرة مسلم وسريرته ، فهو تلميذ لعمه الامام علي (ع) فقد كان تقيا نقيا ورعا متحرجا في الدين , كريما ابيا , امينا وفيا , اما شجاعته فقد قال عنه البلاذري انه أشجع بني عقيل وأرجلهم وهذا ما جسده عمليا من دون أن يعينه او يقف الى جنبه أي أحد حينما انقلبت عليه جموع أهل الكوفة فاشاع فيهم الذعر والخوف والقتل ، فلم يظهر عليه أي ذل أو انكسار , فحقا هو أشجع هاشمي عرفه التاريخ بعد أئمة أهل البيت.
لقد احببت ان ادافع عن مسلم بن عقيل بدليل عقلي ونقلي من خلال الاجابة على تساءلاتي في المقال السابق واولها العنوان ، وهنا اقول لقد التزم مسلم بتوجهات امامه وسيده الحسين (ع) وهذا نص ما قاله له ((إنّي موجهك إلى أهل الكوفة، وسيقضي الله من أمرك ما يحبّ ويرضى، وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء، فامضِ ببركة الله وعونه حتى تدخل الكوفة، فإذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها، وادع الناس إلى طاعتي، فإن رأيتهم مجتمعين على بيعتي فعجّل عليّ بالخبر حتى أعمل على حساب ذلك إن شاء الله تعالى )) فسافر من مكة في اليوم الخامس عشر من رمضان، وقدم إلى الكوفة في اليوم الخامس من شوال وكان معه قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبد الله السلولي، وعبد الله وعبد الرحمن ابني شداد الأرحبي , انظر بلحاظ  مهمة مسلم التي عهد بها إليه الحسين (ع) هي أخذ البيعة من الناس والتعرف على مجريات الاحداث، ولم يعهد إليه باكثر من ذلك، ولو قام بعزل والي الكوفة بعد ان اصبح له انصارا لخرج عن حدود مسؤولياته , هذا سبب اول اما السبب الثاني , فقد اختار مسلم النزول في بيت المختار بن عبيد الله الثقفي وذلك لاخلاصه لاهل البيت ووثاقته وتفانيه في حبهم ، فكانت كل المراسلات والمبايعة تنطلق من دار المختار وكانها دار مسلم في وقت انه ضيف فيها ومضيفته زوجة المختار عمرة بنت النعمان بن بشير,  فهل يصح ان يعزل اباها وهي من تسهر على خدمته وتؤيد نهضته ومشروعيته ؟! بنفس الوقت كان موقف النعمان بن بشير من مسلم موقفا يتسم باللين والتسامح وقد اتهمه الحزب الاموي بالضعف، أوالتضاعف في حفظ مصلحة الدولة والاهتمام بسلامتها فاجابهم ((لان أكون ضعيفا وأنا في طاعة الله أحب إلي من أن اكون قويا في معصية الله )) سير أعلام النبلاء 3 / 206
اما لماذا لم يختال مسلم الطاغية ابن مرجانة في المرة الاولى في دار هاني بن عروه ؟! فيقول مسلم :خصلتان ,اما احدهما فكراهية هانئ ان يقتل فى منزله , واما الاخرى فحديث عن النبى (صلى) :ان الايمان قيد الفتك , فلا يفتك مؤمن بمؤمن.فقال له شريك :لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا كافرا غادرا تاريخ الطبرى :ج6 : صــ 189. الكامل فى التاريخ : ج4 : صــ 25...وهناك راي اخر يقول ان الذي عاتب مسلم على عدم قتل ابن مرجانه هو هاني بن عروه نفسه فقال له مسلم : لما هممت بالخروج تعلقت بى امرأة قالت ناشدتك الله ان قتلت ابن زياد في دارنا وبكت في وجهى فرميت السيف وجلست قال هاني يا ويلها قتلتنى وقتلت نفسها والذي فرت منه وقعت فيه...على اي حال فمشروع قتل ابن زياد  فشل سواء قبل به هاني او رفضه , فالغدر والاختيال ليس ضمن مصاديق سلوك اهل البيت حتى وان كان الطرف الاخر فاسقا فاجرا ماكرا كابن مرجانه , فمسلم استمسك بفضائل دينه واخلاقه وشرفه فابت نفسه من اغتيال ابن زياد، وليس عدم اختياله ناشئ عن ضعفه وخوره (حاشاه ) ان يكون هذا من سجيته , فقد أثبت مواقفه البطولية في الكوفة حينما غدر به أهلها ما لم يشهد التاريخ له نظير , اما المرة الثانية التي نجا منها ابن زياد من القتل على يد مسلم فكانت عندما استدعى ابن زياد هانيا الى قصره وشاعت الاخبار بقتله فقام مسلم بتنظيم جيشه، واسند المهام إلى من عرفوا بالولاء والاخلاص لاهل البيت (ع) وهم :عبد الله بن عزيز الكندي : جعله على ربع كندة - مسلم بن عوسجة : جعله على ربع مذحج - أبو ثمامة الصائدي : جعله على ربع قبائل بني تميم وهمدان - العباس بن جعدة الجدلي : جعله على ربع المدينة , واتجه مسلم بجيشه نحو قصر الامارة فاحاط به تاريخ ابن الاثير 3 / 271 ، في تلك الساعة ضاقت الدنيا على ابن مرجانه فاسرع الجبان نحو القصر واغلق ابوابه  وامتلا المسجد والسوق من اصحاب مسلم، على ابن زياد، وايقن ابن مرجانة بالهلاك إذ لم تكن عنده قوة تحميه سوى ثلاثين رجلا من الشرط، وعشرين رجلا من الاشراف الذين هم من عملائه ، وقد تزايد جيش مسلم حتى بلغ فيما يقول بعض المؤرخون ثمانية عشر الفا وقد نشروا الاعلام وشهروا السيوف، وقد ارتفعت اصواتهم بقذف ابن زياد وشتمه، وجرى بين اتباع ابن زياد وبين جيش مسلم , فلجا الطاغية ابن زياد الى حرب الاعصاب والدعاية الكاذبة والتضليل الاعلامي بان جيش اهل الشام قادم وان من يرفع راية الامان سيكون امن وانتدب لهذه المهمة اخس الناس واقذرهم وامكنهم دهاء وحيلة كشبث بن ربعي والحجار بن ابجر ومحمد بن الاشعث وشمر بن ذي الجوشن فكانت الاستجابة من جيش مسلم كبيرة وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها وزوجها وتقول : انصرف الناس يكفونك ، ويجيء الرجل إلى ابنه وأخيه ويقول له :غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشرّ؟! فما زالوا يتفرّقون حتّى أمسى مسلما وحيداً ، إِنخارتِ القُوى، وضعفت النّفوسُ، وأخذُ الناس يتذكّرُونَ أفاعيلَ أبيه «زيادُ ابن أبيه» باهل الكوفة ، وما لاقُوه مِنهُ مِن تنكيلٍ وتقتيلٍ وتعذيبٍ وتشريدٍ، فدبَّ الخوفُ فِي القلوبِ واستشرى الخَواءُ فِي النفوس، وهذا هُو أوّل الإِنهزامِ والحالُ إِن ابن زيادٍ لا ناصرَ معهُ ولاقُوّةَ عِنده، ولو هجَمُوا عليهِ هجمةَ رجلٍ واحدٍ لتمّ القضاءُ عليهِ ولم يجد ما يمتنعُ بِه! فقد هَزمَ «عبيدالله ابن زياد» نفوسَ الكوفيين وحطّم أرواحهم قبلَ أن يهزمَ أبدانَهُم ,وهناكَ مَن أنهزمَ للأطماعِ والأموالِ والمقاماتِ، خصوصاً الوجهاءُ مِن أَصحابِ المصالِحِ الآنيّةِ، حيثُ وجدُوا المَغنَمَ والفُرصَةَ المناسِبَةَ لتحقيقِ أَهدافِهِم، فها هِي الدُّنيَا قَد أَقبلت عَليهِم، والطريقُ لنيلها هو إعانةٌ عَلى إِمامِ الأمّة وعلى الإِسلام. ليهم شريح القاضي، فشهد شهادة زور عندما حوصر ابن زياد داخل القصر وهاني فيه فقد خرج على الجماهير الثائرة فقال: ما به بأس، وإنّما حبسه أميره، وهو حي صحيح(يقصد هاني بن عروه) فقالوا: لا بأس بحبس الأمير، وأعلن الطاغية في الصباح الباكر حالة الطوارئ في جميع انحاء الكوفة وفتشت جميع الدور والمنازل في الكوفة تفتيشا دقيقا للبحث عن مسلم و الاحاطة بالطرق والسكك لئلا يهرب منها مسلم وجرت اعتقالات لجميع المؤيدين للثورة، وقد القت الشرطة القبض على : عبد الاعلى بن يزيد الكلبي - عمارة بن صلخب الازدي  - عبد الله بن نوفل بن الحارث  - مختار الثقفي - الاصبغ بن نباتة  - الحارث الاعور الهمداني ...فماذا يفعل مسلم امام من خاف وتخاذل وباع دينه بديناه بل دينه بدنيا غيره غير ان يواجه الموت بكل شجاعة واقدام وعلى بصيرة من امره ؟! المشكلة ليست في خذلان مسلم من اهل الكوفة التي ليس له فيها عشيرة بل في هاني بن عروه الذي عشيرته فيها 4000 خيال و8000 رجال لم يحركوا ساكنا وهم يرون شيخهم وسيدهم بعمر 90 عاما يسحل في الاسواق.


4 - صحابة لرسول الله (صلى) صحابة للحسين (ع) في معركة كربلاء
لقد غفل دون قصد الكثير من المؤرخين عن هوية بعض أصحاب الحسين (ع) من الذين اشتركوا معه في واقعة كربلاء الأليمة بل وحتى وان ذكروهم أرباب ألطف لم يذكروا سيرتهم بالتفصيل وبالخصوص حملهم لشرف الصحبة الشرعية وليس الصحبة العرفية للرسول محمد (صلى) في نفس الوقت تغافل عن عمد أتباع الفكر الأموي البغيض في ذكر هؤلاء الأجلاء للتقليل من أهمية ثورة الحسين ومشروعيتها في أصلاح أمر المسلمين ومحاربة الفساد والانحراف للنهج الأموي ... وبعد البحث والتقصي والتحقيق تبين استشهاد هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم مع الأمام الحسين (ع) وقد يكون هناك صحابة آخرين كانوا مع جيش الحسين (ع) غفلناهم والله اعلم .... وهذه حجه جامعه مانعه الى السائرين على الخط الأموي الخبيث تكشف لهم أن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة وإلا لماذا هؤلاء الصحابة المنتجبين يقتلون تحت رايته ؟
 أليس هي راية رسول الله ؟
 الم يقل فيه الرسول حسن مني وانأ من حسين ؟ 
أسماء صحابة الرسول ثم هم صحابة للحسين 
1 - حبيب بن مظاهر الاسدي
2 - أنس بن الحرث الكاهلي الاسدي
3 - سعد بن الحرث الخزاعي مولى علي بن أبي
4 - زاهر بن عمرو مولى عمر بن حمق الخزاعي
5 – كنانه بن عتيق التغلبي الكوفي
6 - عمارة بن أبي سلامة بن عبد الله الهمداني
7- الحرث بن نبهان مولى حمزة بن عبد المطلب
8 - عبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي الهمداني
9 - جندب بن حجير الخولاني الكوفي
10 – مسلم بن عوسجه
 11 – شبيب بن عبد الله مولى الحرث بن سريع الكوفي
12 – شوذب بن عبد الله الهمداني الشاكري الكوفي
13– مجمع بن عبد الله العائذي المذحجي
14 – هاني بن عروه / استشهد مع مسلم بن عقيل 
15- سليمان بن صرد الخزاعي / قاد ثورة التوابين بعد استشهاد الحسين (ع)
5 - المُتخلّفون والمٌلتحقات في ركب الحسين (ع)
اذا اوجد المؤرخون عذرا و مبررا ل محمد بن الحنفية , ولعبد الله بن جعفر , ولعبد الله بن عباس في تخلفهم عن ركب الامام الحسين(ع) فلا يمكن ان نلتمس هذا المبرر بسهولة لتخلف اخ للحسين (عمر بن علي ) وابن اخ له (زيد بن الحسن السبط ) بل الادهى من ذلك انهم بايعوا ابن الزبير على الخلافة فيما بعد ....فعمر بن علي بن ابي طالب وامه الصهباء لم يكن متاثرا بخروج الامام ولا بنهضته , وكان قد دعاه الامام الى الخروج معه فلم يخرج مع انه كان صهرا لسفير الامام في الكوفة مسلم بن عقيل حيث اخته رقية كانت تحت مسلم والتحقت مع اخيها الحسين بالركب , فلم نجد عند هؤلاء إحساسا بالمسؤوليّة تجاه الموقف ولو بقدر محدد ، كما فعل الضحّاك بن عبد الله المشرقي , فقد استجاب لدعوة الامام الحسين(ع) ، استجابةً محدودة ومُقيَّدة ومشروطة ( إذا لم أجد مُقاتلاً ، قاتلت عنك ما كان لك نافعاً وعنك دافعاً ) وبالفعل نفذ هئا الشرط وانسحب من المعركة في اللحظات الاخيرة من انتهاءها بعد بقي مع الحسين (ع) الا شخصين من اصحابه , اما عمر وزيد فلم نجد لهم  محاولة جادّة لاطاعة امام او مراعاة نسب , فالمتخلفون امثال هؤلاء وغيرهم من المسلمين عن معركة  الطفّ هم كالمتخلفين عن معركة حُنين لكون معركة حُنين مدارها ( التنزيل ) ومعركة الطفّ محورها ( التأويل ) ...بالمقابل حصل استنفار كامل للنسوة فبنات الامام علي (ع) التحقن بالركب جميعا مع ازواجهن زينب الكبرى , رقيه- مسلم بن عقيل , أم هانيء - عبد الله بن عقيل , ام الحسن- جعفر بن عقيل , خديجة - عبد الرحمن بن عقيل ، رملة - عبد الله بن ابي سفيان بن الحارث...اما زوجات الامام الحسين (ع) (ليلى والرباب ) فكنَ حاضرات , وهناك امراتان عظيمتان لم تبرحا ان تفارق الحسين (ع) وهما فضة جارية الزهراء (ع) صحابية لا تتكلم الا بالقران , وليلى بنت مسعود التميمي زوجة علي بن ابي طالب (ع) وحضرت مع ولدها محمد الاصغر المكنى بابو بكر واقعة كربلاء , وابنها الثاني عبيد الله سبقها الى اخواله في البصرة لطلب النصرة للامام الحسين (ع) ...فاذا قلنا زوجات الحسين (ع) واخواته التحق معه لكون ازواجهن بالركب فما الذي دعى زينب الكبرى وفضة وليلى التميمية غير طاعة امر الامام ونصرته ؟!...بقي لنا ان نستفسر ونجد مبرا لبقاء مرأة عظيمة الشأن مثل ( أم البنين) لم تكن ضمن النساء من آل البيت , فالتاريخ يحدثنا أنه لم يتخلف أحد من النساء سوى فاطمة العليلة , فكيف تتخلف ام البنين وتفارق الامام الحسين (ع) واولادها الاربعة (العباس , جعفر , عثمان , عبد الله ) في خدمته وتحت امرته ؟ يمكن يفسر تخلفها لاكثر من سبب جميعها تصب لصالحها , فقد يكون السبب قرارا منها لكي لا تشغل ابنها العباس (ع) بتلبية شؤونها ولكي لا تزاحم بالاهتمام زينب الحوراء (ع) فقد كان العباس كفيلها , او يكون السبب قرارا من الامام الحسين (ع) اشفاقا عليها حتى لا ترى اولادها الاربع صرعى بين يديها , او تركها الامام لترعى طفلته العليلة فاطمة التي لم تبقى من العائلة الا هي واودعت عند ام سلمه , او يكون السبب ان ولدها العباس(ع) استودع ابنه الوحيد (عبيد الله ) عندها لرعايته , وتبقى كل الاحتمالات المذكورة واردة ومحكومة بموافقة موالاها وامامها الحسين (ع) وتخلفها كان منقبلها لها وخير وبركة عليها في الدنيا والاخرة . 
6- المتخلف عن ركب الحسين (ع) كالمتخلف عن جيش اسامة بن زيد
كثير من الاخوة الذين اطلعوا على مقالنا المنشور في الصحافة بعنوان ( المتخلفون والحاضرات في ركب الحسين (ع) مستفسرين عن نص العبارة في المقال(( اذا اوجد المؤرخون عذرا و مبررا ل محمد بن الحنفية , ولعبد الله بن جعفر , ولعبد الله بن عباس في تخلفهم عن ركب الامام الحسين(ع)) فارادوا بيان هذه المبررات , وهل هؤلاء متهمون ام ابرياء ؟! وعليه ساعرض لكم موجزا بالاسباب التي حالت دون التحاقهم بركب الامام الحسين (ع) والقتال بين يديه , فابن عباس كان مكفوف البصر وعن مثله يسقط التكليف بالجهاد ورغم هذا قال للامام الحسين (ع) فوالله الذي لا أله إلا هو لو ضربت بين يديك بسيفي حتى ينقطع وتنخلع يداي جميعاً من كتفي لما كنت ممن أوفى من حقك عُشر العشير وها أنا بين يديك فأمرني بأمرك ، فقال ابن عمر، وكان حاضراً مهلاً ذرنا من هذا يا بن عباس) وأحسبه قال ذلك خشية أن يحرج هو ليقول مثل مقالة أبن عباس , ولكن هذا الاستدراك سنعود له لاحقا 
ابن جعفر فقد تكون ظروف صحية قاهرة اقعدته عن المشاركة في المعركة شخصيا فهو قلبا وفكرا مع المعركة والا كيف نفسر بإرسال زوجته زينب الكبرى (ع) وأبنائه مع خالهم ؟! ولم يكن مبتاسا ولا نادما على مشاركة ابناءه محمد وعون واستشهادهم في الطف , وقد تبين ذلك بتعنيفه لغلامه عندما تذمر بعد سماع خبر استشهاد سادته فقال له : يا بن اللخناء ، أللحسين تقول هذا ؟ والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أُقتل معه والله انه لما يسخي بنفسي منهما ويهون عليا المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسين له صابرين معه ثم قال ألم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي .
اما محمد بن الحنفية فهو الاخر كان مريضا ومشلول اليد وهذا يظهر من كلامه بتوديع اخيه وامامه : ((إنّي ـ والله ـ لَيَحزُنُني فراقُك، وما أقعَدَني عن المسير معك إلاّ لأجل ما أجِده من المرض الشديد.. فواللهِ ـ يا أخي ـ ما أقدر أن أقبضَ على قائم سيف، ولا كعبِ رمح، فواللهِ لا فَرِحتُ بعدك أبداً! )) معالي السبطين 1 : 229 ، أسرار الشهادة : 246 , وهناك راي يقول : أنّ الحسين أمره بالبقاء في المدينة؛ لأجل مصالحه ومصالح مَن بقي من بني هاشم، حتّى لا يتجرى عامل المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على أذاهم، حياءً منه أو خوفاً من الخروج عليه , وليس يخفى على أحد ما قام به محمد بن الحنفية من دور في هداية المختار لأخذ الثأر من قتلة الحسين (ع)...هناك من يستفسر بسلامة نية ويقول : اذا كان محمد بن الحنفية معذورا من المشاركة للمعركة سواء بسبب المرض او بامر الامام (ع) فكيف لا يرسل اولاده كما فعل ابن عمه عبد الله بن جعفر والجواب يحتمل فيه ان اولاده كانوا صغارا لاسيما ان محمد اصغر من الامام الحسين ب14 عاما فامه من سبايا فتوحات ابو بكر الصديق , ولكن ابن عنابة يقول ان لمحمد بن الحنفية ولدا يدعى جعفر قتل في وقعة الحرة ولم يذكر عمره , فقد يكون طفلا صغيرا حقا , نعود ل لكن لو استثنيا حبر الأمة من بني العباس والذي اشرنا أنه كف بصره إن صحت الرواية فاولاده (العباس - عبيد الله- عبد الرحمن - محمد – والفضل- علي  لماذا بخل بهم ؟! اصغرهم علي كان عمره 20 سنة , ثم اين إخوة ابن عباس وأولادهم واحفادهم ؟!لقد اصبحت وصمة عار في جبين العباسين بان تركوا امامهم وابن عمهم بيد الذئاب الكاسحة من بنو امية تنهشهم في صحراء كربلاء , ولم يخرج من هذا العار التاريخي الذي لحق ببنو العباس الا ام الفضل لبابة بنت عبيدالله بن العباس زوجة العباس(ع )...لقد سمعوا بمقتل الحسين (ع) وأسر نسائه وأطفاله , ولم يتحركوا ويذهبوا لفك أسر أختهم لبابة زوجة العباس (ع) والرجوع بها كما فعلت الأسر والقبائل في فك النساء الأسارى عند ابن زياد قبل الذهاب بهن إلى الشام .
كانت فرصة سانحة للعباسيين أن يمسحوا العار الذي لحق بهم ب خيانة عبيدالله بن العباس للإمام الحسن (ع) وفراره إلى معاوية لو أنهم نصروا الحسين (ع) وجاهدوا معه لكنهم أبوا إلا أن يسودوا وجوهم بمرتين احدهما بموقف مشين مع الامام الحسن والاخر مع الحسين , في حين لم يتخلف ولا شخص من أحفاد أبي طالب سواء من أبناء عقيل وأحفاده وجعفر واحفاده وعلي واولاده وأحفاده حتى الأطفال منهم ما عمر بن علي وزيد بن الحسن .
هناك من لا يستحسن الخوض بمثل هكذا مواقف بتخطئة او تبرئة احد من المتخلفين عن نصرة الحسين (ع) بل هناك من  يجهد نفسه لايجاد مبررات لمن تخلف عن واقعة الطف بقولهم : ان خروج الحسين (ع) من مكة الى الكوفة كان لغرض البيعة وليس للحرب لان اهل الكوفة طالبوه بالقدوم لهم ولم تظهر بوادر الحرب الا بعد وصول خبر مقتل مسلم بن عقيل , ولكن هذا التبرير ليس صحيحا وامام القرائن لا يصمد كثيرا فالحسين (ع) منذ ان نوى الذهاب للكوفة خاطب بني هاشم قائلا : من لحق بي منكم أستشهد معي ومن تخلف لم يبلغ الفتح مناقب ابن شهرآشوب 4 : 76 ., حيث كان الامام في طريقه من يلتقي به يطلب منه النصرة كما حصل مع زهير بن القين وعبد الله بن الحر الجعفي .
7- الناجون من معركة كربلاءوالملتحقون بها من معسكر بن سعد 
هناك من يسعى بقصد او بدونه الى تقزيم معركة الحسين (ع) وجعلها بموضع لا يتعدى فتية لا يتعدى عددهم 73 انتفضوا ضد حاكم طاغية , فقام بقتلهم عمر بن سعد قبل حر الظهيرة في كربلاء ومثل باجسادهم وسبى نساءهم واطفالهم , واول مفارقة قد لا يكون لهذه الظهرية حرا , فالمعركة حصلت يوم الجمعة 10 محرم 61 هجرية والموافق الجمعة ة 61 هجرية ، والموافق لـ 12 / 10 / 680ميلادية , ومن هنا تبدء مسرحية الجانب العاطفي للحادثة تاخذ ماخذها وتغطي على كل الاحداث , ولقد غفل الكثير من المؤرخين عن احداث مهمة في نهضة الحسين (ع) بسبب هذا الدور المذكور ... فمثلا يقال ان الامام خرج يوم التروية وجعلها عمرة مفردة لان خاف ان ينتهك الحرم المكي بدمه وهذا الكلام يحتاج تامل وتعليق فالحسين طاهر مطهر كابيه الذي سفك دمه في مسجد الكوفة وليس عليه ذنب لو فعلها يزيد وقتله في مكة وانما الذنب والاثم على الفاعل , ولكن الامام اراد ان لا يقتل غيله كما حصل لاخية الحسن (ع) وهنا يبرز سؤال اخر اذا كانت سلطة بنو امية جادة في قتل الامام الحسين (ع) حتى ولو كان متعلقا باستار الكعبة , فلماذا تركته يرحل من مكة ولم تلاحقه ؟! في حين عيون جواسيس بنو امية تتابع تحركه خطوة بخطوة ولم تغب عيونهم عنه لحظة ؟ والجواب المرجح عقلا ومنطقا ان يكون للامام انصار واعوان كثر بحيث يصعب عليهم مواجهتهم بدليل الحسين (ع) بطريق مسيره اعتراض قافلة ليزيد بن معاوية وهي في طريقها من اليمن إلى الشام فامر بمصادرة أموالها ( بو مخنف، وقعة الطف، ص40) فالقوافل عادة معها جيش يحميها فكيف استطاع الامام مصادرتها ؟اليس الحسين (ع) كان بمكان القوة القتالية التي تؤهله لتحدي السلطة وليس خاشيا من تبعات ردة فعلتها .
ان مسير قافلة الحسين (ع) لم يكن سلسا ويسيرا حتى يتخفى بطريق يزيد عن الالف كم  لاسيما في ركبه نساء وبعضهن كبيرات السن كفضة وليلى التميمية وزينب الكبرى ومعه اطفال , وبامكان العدو ملاحقته بسهولة , ولكن لماذا تركوه الى ان يصل الى كربلاء ؟ ...انا اقول ان الحسين (ع) كانت معه قوة كبيرة ليس 73 شخصا ولا730 قد يكون 7300 او يزيون عن هذا العدد بكثير وبدليل الجيش المقابل الذي حشد لمواجهته وابتدء ب1000 بقيادة الحر الرياحي واخذ يتعزز حتى يوم التاسع بقيادة شمر بن ذي الجوشن , وهل تعلمون ان شخصيات من معسكر بن سعد التحقت بركب الامام الحسين (ع)؟ فنحن لا نعرف الا الحر بن يزيد الرياحي في حين كانوا معه ابنه علي وغلامه التركي , كذلك (( جوين بن مالك بن قيس الضبعي - الحارث بن امرئ القيس الكندي - الحلاس بن عمر الراسبي وأخوه النعمان - زهير بن سليم الأزدي - عبد الله بن بشير -  مسعود بن الحجاج وابنه عبد الرحمن - عمرو بن ضبيعة التميمي - القاسم بن حبيب الأزدي - يزيد أبو الشعثاء الكندي )) هؤلاء كانوا في معسكر ابن سعد في بادء الامرثم تحولوا الى معسكر الامام , بل قيل هناك اشخاص في معسكر بن سعد حصل لهم تغير نفسي فطفقوا يضربون في جنود عمر بن سعد بأسيافهم، عددهم كبير لا نعرف منهم بالاسم الا سعد بن الحرث وأخوه أبو الحتوف وهؤلاء كانوا من الخوارج ، ورغم هذا نصروا الامام الحسين (ع) واستشهدوا معه , فهل يعقل بعد هذا ان معركة بين معسكرين احدهم تعدداه 73 والاخر 33000 ؟! بينهما وجهة مقارنة , ثم ماذا تعني قول المؤرخين وعند الظهر بان النقص في معسكر الحسين(ع)؟ فهل هناك اصلا وجه مقارنة بين 73 مع 33000؟! وحتى لوكان 730 شخصا ... لقد كانت معركة كربلاء بمدى ان وصلت الى حدود الحله المكان الحالي لمرقد الستشهاد ابو بكر بن الامام علي (ع), وليس صحيحا ان الامام العباس (ع) ذهب لياتي بالماء لسكينه بل هومن كشف المشرعة عن نهر الفرات ثلاث مرات وجاء بالماء وقتل الالاف المؤلفة يعاونه علي الاكبر ولهذا معسكر العدو صبو غضبهم عليهم فقطعوهم بالسيوف بعد استشهادهم لما اوقعوا بهم من خسائر فادحة , ولا ننسى هناك ناجون من المعركة ليس الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين وولده الامام الباقر(ع) بل الحسن بن الحسن بن عليّ وكان جريحاً وبرئ من جراحاته والضحاك بن عبد الله المشرقي: الذي استجاب لنصرة الامام الحسين(ع) استجابةً محدودة ومُقيَّدة ومشروطة ( إذا لم أجد مُقاتلاً ، قاتلت عنك ما كان لك نافعاً وعنك دافعاً ) وقاتل المشرقي بهذا الشرط حتى قال فيه الحسين (ع) لا تشلَل، لا يقطع الله يدك ,جزاك الله خيراً عن أهل بيت نبيك (ص)» ولكن عندما لم يبقى مع الامام الا سويد بن عمرو الخثعمي وبشار الحضرمي انصرف باذن من االحسين(ع) لانه كان عليه دينا , وكذلك المرقع بن ثمامة الاسدي قاتل مع الامام الحسين (ع) فجاءه نفر من قومه فاعطوه الامان وخرج إليهم , ولكن ابن زياد نفاه إلى الزارة بعمان , وعقبة بن سمعان مولى الرباب زوج الامام الحسين (ع) بعد المعركة تم القبض عليه من قبل عمر بن سعد، سراحه لكونه مملوكا ويقال فرّ من المعركة, وقد نجا ايضا عمر بن الامام الحسن(ع) , ولكن لم يعرف حاله هل اشترك في المعركة أم كان صغيراً ؟ هؤلاء متفق على نجاتهم من المعركة وهناك اخرون مختلف فيهم او بوجودهم بالمعركة ك القاسم بن عبد الله بن جعفر قد يكون صغيراً في حين استشهد اخويه محمد وعون , ومسلم بن رباح كان يعين الامام السجاد (ع ) في مرضه وعلي بن عثمان المغربي  موالي امير المؤمنين علي (ع) ... فلماذا تحجب مثل هذه المعلومات؟!!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . راجي العوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/22



كتابة تعليق لموضوع :  ما لا تعرفه عن واقعة كربلاء احداث مغيبة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net