صفحة الكاتب : سعد جاسم الكعبي

التربية وطارق بن زياد.. إنموذجا
سعد جاسم الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل أيام قلائل مرت علينا مناسبة يوم المعلم ،وهو يوم دولي يقام سنويًا في 5 تشرين الثاني، الا ان العراق اختار الأول من اذار عيدا لهذه الشريحة المتميزة في حياة الأمم 
 والذكرى جاءت، للاحتفال بتوصية  منذ عام 1966 من اليونسكو (منظمة اممية للتربية والعلوم والثقافة ) بشأن وضع المعلمين،  والتوصية كانت أداة لوضع معايير تتناول وضع المعلمين في جميع أنحاء العالم.
وتحدد هذه التوصية المعايير المتعلقة بسياسة موظفي التعليم والتوظيف والتدريب بالإضافة إلى التعليم المستمر للمعلمين وتوظيفهم وظروف عملهم.
 وليس كثيرا بحق هذه الشريحة المربّية، أن نحتفل بها بالطريقة التي تعزز من مكانتها وتزيد من شأنها فهي تستحق التكريم لما تقدمه من جهد كبير ومتميز، في المجالين المعنوي والمادي ايضا
في المجال المعنوي يساعد المعلم على تنمية الافكار في الشخصية، ويساعدها على التطور ويبث فيها روح الثقة، لذلك دور المعلم أساسي في تطوير شخصية الانسان بالتالي المجتمعات،
بينما في الجانب المادي، فالمعلومات القيّمة التي يقدمها المعلم للطالب تساعده على بلورة قدراته في الابداع والابتكار، ومن ثم تحديد مساره العملي وفقا لرغباته وتطلعاته ايضا، لذلك يسهم المعلم في تطوير النزعة الانسانية العملية للفرد، ويزيده اندفاعا في التطور والتفرّد في المجالات العملية المادية،أضف لذلك القدرات الفكرية التي يتحلى بها.
ولابد لنا أن نرد جانبا من الفضل الذي يقدمه المعلم، كأفراد أو مجتمع، فإن أقل ما يمكن أن نقدمه له من باب التكريم والاعتراف بفضله علينا، هو أن نحتفل به في مثل هذا اليوم من كل عام هنا في العراق، علما أن جميع الدول في عموم العالم خصصت يوما سنويا تحتفل فيه بالمعلم اعترافا منها، بما يقدمه للاجيال المتعاقبة.
 فالمعلم، هو الجسر الأهم في حياة الامم كافة، إذ يقوم بنقل الناس من ضفة التخلف والجهل، الى ضفاف العلم والنور والتطور، فما أروعه من جسر، وما أحقّه في التكريم والاحتفاء، هذا الذي كاد بسبب رسالته التربوية الانسانية أن يكون رسولا، وكما يقول شاعرنا العربي لتعظيم شانه: قف للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.
على الجهات الرسمية،ان تتنبّه الى الدور التربوي الاساسي المعلم، ولابد من تحسين أوضاعه، بما يوازي دوره التعليمي الكبير، حتى يضمن المجتمع تطورا علميا تربويا ملموسا، كذلك عندما يشعر المعلم بهذه المكانة الرفيعة التي يكنها له المجتمع عموما، والدولة سيمضي قدما في الحفاظ على قيم المجتمع وتنويره التأثير ببناء شخصية الفرد.
وَرغم مانسمع ونرى من حالات سلبية محسوبة للبعض من المحسوبين على هذه الشريحة الا ان الأمثلة والنماذج الإيجابية تبقى هي السائدة، وعلى ذكر الحالات الإيجابية في بلدنا الذي وللاسف يسعى فيه ويشجع البعض شيوع السلبيات والتأسيس على أنها السائدة، لكن يبقى الانموذج الناصع والنقي هو الأهم وهنالك الالاف من هذه النماذج التي تمنحنا الأمل بمجتمع راق محافظ على صورته البهية، قبل ايام شاءت الصدفة ان ارى مثل هذا النموذج المشرف في إدارة مدرسة طارق بن زياد الاعدادية وإدارتها ممثلة بالدكتور عادل شهيد ومعاونه الاستاذ محمد وكادرها التدريسي لتمنحنا شيئا من الصور التي نريد لهذه الفئة في بناء شخصية ابنائنا وتعليمهم من خلال حرصها على توفير كل ما من شانه النهوض علميا وتربويا بالطلبة ودعمهم من خلال التعامل السلس والحرص على تلقى العلم والتعاون خدمة لصالح الطالب وتامين مستقبلهم وهنالك المئات من هذه الادارات التي تستحق منا الاشادة بعملها.
ينبغي أن نحرص على الاشادة بكل ماهو إيجابي قدر حرصنا وأكثر على كشف السلبيات وتاشيرها في تقويم عمل هذه الشريحة وغيرها من الشرائح التي العاملة في هذا الوطن.
على وزارة التربية ان تكون سباقة في تحمل مسؤولياتها بهذه المناسبة لبيان كل ذي حقه وعدم الانجرار لمن يريد أن يدور في فلك السلبيات وجعلها العنوان الرئيس في بلدنا وكاننا نعيش بمستنقع اسن مليئ بالسلبيات والشياطين، فيما يعيش الآخرين في دول العالم بمجتمع افلاطوني.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد جاسم الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/08



كتابة تعليق لموضوع : التربية وطارق بن زياد.. إنموذجا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net