إن الشعراء والكتاب والنقاد ومن سار على شاكلتهم من واكب الزمن الحاضر بالماضي ليضيف أثاره لحركة الشعر من لغة وصور شعرية ولعل بعضهم اضاف صور حديثة تسعى للتجديد والتفنن بالتجارب الخاصة له والشاعر والأديب الذي أتحفنا بمجموعته الشعرية ( ديوان منهج الحرية شعر شعبي حسيني ) بأجزائه الخمسة التي فاقت الإيحاءات الأدبية من قصائد مالحة الحداثة الشعرية لدى الشعراء ومنهم شاعرنا الأديب الأستاذ أحمد العادلي ناصع القلم له من الصور الحسية في قصائده.
إن الشاعر الذي يمتلك التصورات الفكرية والاجتماعية ناهيك عن الموروث الادبي والديني اللذان يرتكز عليهما أعمدت الشعر من متغير يغاير الواقع الحسي للقضية الحسينية, والنجف وشعرائها سباقون في السياق الشعري لذا باتت مدرسة النجف الأشرف قائمة على الاسس الشعر القديم والحاضر المتجدد بلون من الالوان ولم يكن متمرد عليها بل اضاف اليها رونق جميل طرز الماضي بلباس الحاضر تدركها في قصائده.
إن الشاعر الاديب أحمد العادلي لم يتحول عن السائد المعروف في المدرسة النجفية بل اضاف عليها لون جديد من الالوان الحسية في كتابة قصائده التي قرأت له وهي بطبيعة الحال نتاج فكر ثوري مستمد من القضية الحسينية التي تغنى بها الشعراء والأدباء, وشاعرنا الذي يمتلك روح الكتابة لم ينحرف عن مسار من سبقه من الشعراء والأدباء الذين لديهم حس صوري في كتابة المفردة الشعرية .
إن الشعراء لهم مواقف تتصدرها الكلمة في صياغة اللون الشعري في قصائده متأثراً تأثراً كبيراً في الشعراء عبد الحسين أبو شبع والقصاب وأحمد فشلان الوائلي ويبقى صباح أمين ليرسم ملامح فكره ومنهجه الشعري من هذه القامة الشعرية أو تلك, والشعراء الذين سبقوه لهم من الصور التي فاقت الخيال وشاعرنا استمد منها منهج الحرية بأجزائه الخمسة التي اهداها لي متفضل كثيرا علينا.
وأنا أذكر هذه الشخصية فيما كتبت تذكرت قول أبن قتيبة (لم أسلك فيما ذ كرته من شعر كل شاعر مختارا له سبيل من قلد أو استحسن باستحسان غيره، ولا نظرت إلى المتقدم منهم بعين الجلالة لتقدمه وإلى المتأخر منهم بعين الاحتقار لتأخره، بل نظرت بعين العدل على الفريقين وأعطيت كلا حظه ووفرت عليه حقه، فإني رأيت في علمائنا من يستجيد الشعر السخيف لتقدم قائله ويضعه في متخيره ويرذل الشعر الرصين، ولا عيب له عنده إلا أنه قيل في زمانه، أو أنه رأى قائله )والشاعر أحمد العادلي الذي اغنى المكتبة الادبية بشعره الفصيح والدارج الشعبي والذي اصبح نار على علم .
إن الشعر النجفي له قصب السبق في عدة ميادين, والشاعر أحمد العادلي من كوكبة الشعراء الذين لديهم مئات القصائد ومن خلال عطائه يصف في مقدمتهم في الصور الحسية والخيالية لما لها من شهرة ذهنية امتاز في توصيلها الى المتلقي, وهو يحمل الفكر القديم بلسان الشاعر المتحرر ذات الومضه الابداعية المتنورة والعكيلي له رسم خاص لدى الشاعر .. وين الرايه وجودك وينه.... صاحت ياعباس الخذر.... بضمانه جم جبد اتفطر... يومين ابلا ماي اتصور.... وغيرك من يكدريروينه الى اخرها صورة خياليه ينقلها الشاعر بمعركة الطف نساء وأطفال تشتكي العطش للعباس ابن علي ابن ابي طالب عليهما السلام والشعور بهم اخذ الراية والجود وكشف الاعداء عن المشرعة في يوم السابع وهذه البطولة تجدها في هذا البيت دون البيوت الاخرى والعباس عليه السلام فاق بشجاعته ونبل قضيته في المواساة والتضحيه .
الإبداع سمه امتاز بها الشعراء القدماء الذين لهم عطاء فني في صياغة الاصالة في الابداع وشاعرنا المترجم له ذات الشعر الرصين وفكراً تجدد في قصائده بين حنين الماضي وصوره وبين الحاضر ليضيف عليها ما جاد عليه من صور فنية ساحرة وأدب رقيق معتدل ولم اكن مغالي في توصيفي اياه وانت تنظر الى هذه الصوره من شعر الميمر (هذا علي حيدر نزل بالحومه... لوطه هذا بطلعته ورسومه... مذخوريا شبل العقيده اتقدم ... اول فدائي طالع بيوم الدم... عودك يشاهد سطوتك ويه العم... كالو علي علجيش عاد اعلومه الى اخر ماكتب الشاعر.
أنظر ايها القارئ اللبيب لهذه الصوره التي تصف شجاعة رسول الله وعلي بن ابي طالب والحفيد علي الاكبر عليهما السلام من الشجاعة والتضحية, والتضحية والفداء تجدها عنوان لهذا الشبل في رسم ملامحه البطولية عقيدة ترسمها احرف الدم في التضحية .
إن الشعراء الذين لهم قصائد عصماء, ومن مصاديق تلك الفترة التي تركوا اصحابها بصمات شعرية بل امسوا عمالقتها وعمالقة الشعر العربي, رحم الله الماضين وحفظ الباقين منهم والأخ أحمد شاعر صاغ ملكته الشعرية بنهج الحرية وغيرها من الكتب والقصائد التي حققت ثمرة ما كتب والقى من خلال المنبر بصوت الرواديد الذين اخذوا منه .
شصار بالكوفة يبن حامي الحمه ... مسلم اصبح بين كوم المجرمه
صارو يطلبون نحره والدمه .... وذيج بيعة مسلم ينقضونه
لاعمد لاموثق لكوم الطمع ... الصله خلفه جنه ما شاف وسمع
الكوم دارت عنه ذيج عيونهه
ذيج الاف التبايع ماصفت... بفروة ابن زياد غطاهه وغفت
كل نبع وسط الضمير نشفت .... ولهجة الاصلاح ميفهمونه... الى اخر ابيات القصيدة والصور الشعرية تتحدث عن حدث هام في مدينة الكوفة من اخذ البيعة من اهلها ومن ثم نكثها بدم بار وتحدي صارخ منهم للعهود والمواثيق التي اعطوها من قبل سفير الحسين مسلم بن عقيل عليهم السلام وكأنما تلك الالاف التي بايعت وصلة خلف السفير عليه السلام في مسجد الكوفة جاءت من اجل المصالح الدنيوية وذهبت الى حضن ابن زياد بمحض ارادتها تركة الاصلاح والمصلح معاً!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat