صفحة الكاتب : زيد الحسن

( السناب ) لايخفي وجهك الحقيقي !؟
زيد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السناب كما هو معروف بأنه برنامج يضيف فلاتر على الصور لتجميلها ، حتى ان الصور اخذت بديل عن عمليات التجميل فاصبح مشاهير برامج التواصل الاجتماعي متشابهون بجمال الانف ونفخ الشفاه ووضع الاحمر عليها وتلميع الخدود وتوريدها ، وهذا للنساء والشباب على وجه العموم .

الوضع الامني اصبح خطراً جداً ، وظاهرة القتل العمد والاستهتار بارواح الناس اصبح لا احد يعيره أي اهتمام ، فلقد اصبحنا نشاهد عمليات التصفية الجسدية يومياً وكأننا في كواليس افلام هوليود ، الرصاص الحي لاينقطع في سماء العراق ، والمعالجات الحكومية لاترتقي لمستوى الاحداث ، نحن نعيش اجواء رعب من كل حدب و صوب ، نقلق على شبابنا من غدر الارهاب فيوميا نزف كوكبة من الشهداء الذين تغتالهم يد الغدر والخسة ، نحن نعيش اجواء مرعبة اخرى ، فالسلاح المنفلت بيد الجميع ، (والرمان )اليدوي اصبح لغة تفاهم بين الكثير من الناس ، ومن كل الفئات والشرائح ، فهل نعالج هذا الامر و نضع ( سناب ) لتلك المشاهد ونجملها ؟.

المؤسسات الصحية منهارة تماماً ، والامراض تفتك بالناس ، والعلاج الحقيقي الفعال يحتاج الى جيوب مليئة بالدولارات ، فلا علاج حقيقي لموظف بسيط او كاسب او متقاعد ، تجارة الادوية اصبحت في دكاكين ومن شركات لا تعد ولا تحصى ، وغلاء اسعارها فيه مبالغة كبيرة ، وخصوصاً علاج الامراض الخطيرة فأنه يساوي بالمقدار راتب الموظف البسيط لعشر سنوات ، فهل نضع ( سناب ) ونجمل ونخفي الحقيقية ؟.

البطالة تفتك بشبابنا ، والوظائف شبه مستحيلة ، والشباب تغير وقت نومهم و صحوهم ، اصبحوا نيام نهاراً ، يلعبون ليلا بهواتفهم ، على امل العثور على شيء ينقذهم بل اصبحت اهلامهم اوهام ، و واقعهم ظلام ، اسقط بايديهم لن يستطيعوا تكوين اسرة والعيش بكرامة ، فلقد اصبح اليأس سلطان على مشاريعهم و افكارهم ، فهل نضع ( سناب ) ونجمل لهم صورة الحقيقية ؟.

لست متشائماً ابداً ولست بناكر ان هناك عمل حقيقي على الارض تقوم به الحكومة الحالية ، وهذا العمل قياساً بسابقات السنوات الماضية يعد انجازاً كبيراً ، لكنني لن افرح أو استبشر خير ، فكل هذه الاعمال هي واجبات الدوائر الرسمية الطبيعية ، ولا هي انجازات في حساباتي ابداً ، ولن تكون هناك انجازات الا في حالة توفير العيش الكريم لجميع افراد الشعب العراقي من جنوبه الى شماله ، وهذا العيش الكريم يحتاج الى بناء دولة حقيقية ،وبنية تحتية رصينة ،وسيادة خارجية وفرض للقانون داخلياً ، فما زالت ارتال السادة المسؤولين تحط من كرامة الانسان حين يصادفهم ، وما زالت مؤسسات البلاد يتحكم بها سياسي منتفع لا فهم ولا علم له ، وما زالت الاراضي تقطع وتباع مشاعاً بقوة السلاح ، ومازالت حياتنا مهددة بالانهيار ، فهل نجمل الامر ونضع ( سناب ) لصورة هذه الحقائق ؟.

( عساها بحظك و بختك يلي سويت السنابات ) ، لم اعد اميز بين صاحب الوجه المتعب صاحب النخوة ، وبين الوجه الطري الذي اصبحت جيوبه ممتلئة باموال العراق ، فاين الحل والطبقة السياسية تصدر بيانات النزاهة والشرف وحب الوطن والموطن ؟، والله والله ( ادري كل هذه الخطابات ( سناب ) لا اكثر .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/02/28



كتابة تعليق لموضوع : ( السناب ) لايخفي وجهك الحقيقي !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net