صفحة الكاتب : مصطفى منيغ

إسرائيل و الغضب الدولي الهائل
مصطفى منيغ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التصَوُّر اجتهاد يضفيه الخيال لتسهيل مأمورية إبداء الرأي لدي مُتدخِّل لا يستمدّ مضمون حديثه من واقعٍ مُعاش ، وإنما للمشاركة بوجوده الزائدة عن المطلوب بعد إحالته على المَعاش ، لن يُسْتَفسَرَ إن جاهر القول وأنهاه بعبارة "كما أتصوَّر" كأنه بالاهتمام في لب الحدث ما عاش ، فقط لتصريف وقتٍ يغنيه عن الملل "العربي" وقد أصبح يخشَى مداومة الفِراش ، وكم كانت المفاجأة أكبر من التأكد عن فراسة مصداقيته كئيباً ساعتها وهو يُردِّد لمن حوله في مقهى كائنة بمدينة القصر الكبير : "انتظروا جنوب إفريقيا لمساندة "غزة" في غيابِ ليس معظم قادة عرب الخطّ غير المستقيم الرابط المحيط الأطلسي بالخليج العربي بل اختفاء جل حكام المسلمين مهما جمعتهم أعشاش ، هكذا أتصوَّرُ واثقاً بغير مبالغة أو نفاق أو تقليد لوضعية خُفاش" ، قال ما قال وانصرف مُتمتماً غاضباً على الحال الذي خدم الزمن فيه إسرائيل لتصول وتجول فوق رؤوس المذبوحين من الفلسطينيين العرب المسلمين ما يسبب في الإدهاش ، ومِن حولهم أقوام تتصايح إذاعاتهم على امتداد الساعة ليل نهار أن القضيةَ الفلسطينية قضيتهم الأولى وأنهم مِن أجل تحريرها يبذلون الغالي الثمين وأشياء من هذا القبيل غير القابل بعد السابع من أكتوبر المنصرم للتصديق بل أضحَى مجرَّد ادعاء مجاني لكل فشَّاش .

... جنوب إفريقيا برهنت أن للحق أنصار يصيبهم نور الخير يصبغ طلعتهم بهيبة الوقار كما للباطل كُفار يرافق مقامهم أينما وجدوا داء الرُّعَاش ، فكانت الدولة الوحيدة في المعمور المتصدّية قانوناً وذكاء ومرجعيةً مُقاوِمة فذة لإسرائيل لتُدخلها مرحلة الانكماش ، وتُبقيها عارية تتفرج الدنيا برمَّنها على كيانها الغارق في دماء أبرياء قاربوا الثلاثين ألفا من الشهداء معظمهم أطفال ونساء وتقف إجلالا لمحكمة العدل الدولية وهي تعلن إدانتها الصريحة أن إسرائيل بما اقترفته في حق هؤلاء مدانة دون مزيد نقاش ، فكانت الدولة الإفريقية بما أقدمت عليه مشكورة بمثابة سفيرة للإنسانية جمعاء دشَّنت عودة الثقة في مؤسسة دولية يعلو معها القانون ليطال أيا كان لا فرق عنده بين الولايالات المتحدة الأمريكية أو قطاع غزة ينصف المظلومين ويوقف عند حدهم كل الظالمين الأوباش .

... جنوب إفريقيا الموقّرة دخلت التاريخ لتتبوَّأ بين صفحاته الذهبية موقع الصدارة حينما يُقارن اجتهادها القانوني المحمود وجموع الدول العربية التي أصابها في الموضوع الجمود فحقَّ قراءة الفاتحة على جامعتها العربية قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وقد أدخلها تنصلها البيِّن ممَّا جرى في غزة ولا زال قاعة الإنعاش ، ومهما روَّج البعض من تلك الدول لن يسمعهم إلاَّ الواضعين أيديهم (علانية كحكام البحرين أو في الخفاء كهؤلاء المطبِّعين أو مَن هم في الطريق إلى التّطبيع) في أيدي إسرائيل ليربحوا البقاء فوق كراسيهم ويخسروا ثقة شعوبهم ولن ينالوا الاستقرار مهما استخدموا من رشاش ، إذ محبة الشعوب أبقى والسباحة عكس مبادئها السمحة النبيلة نهاية حنمية لمن اختار الخوض فيها متوهما أن إسرائيل ومن معها قادرة على حمايته أبد الدهر وتيك شيمة من شيَمِ التَّفَاش .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى منيغ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/02/27



كتابة تعليق لموضوع : إسرائيل و الغضب الدولي الهائل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net